مجتمع

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

2 مارس 2025
Sudanese Iftar in Egypt.png
الضرا السوداني في مصر (مواقع التواصل)
محمد حلفاويصحفي سوداني

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قالت سيدة لاجئة إن هناك تراجعًا هذا العام في المساعدات التي تلقاها السودانيون المتأثرون باللجوء في مصر في رمضان بسبب تطاول الحرب

يعتمد المتوافدين إلى "الضرا" على جمع الأطعمة والمشروبات التي أُعدت خصيصًا في المنازل، في ساحة رئيسية أو الشارع وانتظار أذان المغرب لتناول الإفطار بشكل جماعي، مع الحرص على تبادل الحديث والسمر في بعض الأحيان حتى وقت متأخر من الليل.

يحرص السودانيون على إعداد الإفطار من المكونات المحلية بمواقع "الضرا"، ويبدو أن الوجبات غزت حتى العاصمة المصرية، وتتكون من "التقلية والعصيدة" وعصائر "الحلو مر" المشتقة من الذرة والتوابل، وأصبحت تجارة رائجة خلال الحرب في مصر بنقلها من السودان.

من النادر أن تجد السودانيين يحصرون الإفطار خلال شهر رمضان داخل المنازل، نتيجة تحول العادة إلى نوع من الثقافة الشعبية العميقة، التي تدل على السخاء والكرم واطعام المارة والسابلة، لذلك ينتقلون بالإفطار إلى الساحات أو الشارع القريب من المنزل، وهذه العادة مستمدة بشكل كبير من الطرق الصوفية التي تقيم المطابخ الجماعية المعروفة بـ"التكايا".

يسرد معتز، وهو لاجئ سوداني مقيم في القاهرة، لـ"الترا سودان" كيفية اتفاقهم على إقامة الإفطار في الشارع رغم أن العادة للوهلة الأولى بدت وكأنها غريبة بالنسبة للمصريين، إلا أن هذا العام من الواضح أن الأمور أضحت اعتيادية.

في شوارع القاهرة حتى السودانيات شاركن في "إفطار الضرا" بجلب الوجبات والمشروبات من المنزل إلى أسفل البنايات أو الأزقة لطرد الروتين واستعادة الذكريات، كما تقول وصال، اللاجئة السودانية التي تقيم بالعاصمة المصرية.

وتضيف بالقول: "مع حلول شهر رمضان ربما انحسرت الحملات الأمنية بحق اللاجئين السودانيين، لذلك نشاهد العديد من ممارسة الطقوس الرمضانية، ونتمنى أن تستمر حتى نهاية الشهر".

ولجأ إلى مصر قرابة مليوني شخص وفق إحصائيات وتقديرات صدرت من جهات مستقلة، بينما تقول إحصائيات مغايرة إن عدد السودانيين بما في ذلك الأعداد التي وصلت قبل الحرب إلى مصر تجاوزت الـ 4 ملايين شخص.

وضخ السودانيون استثمارات في السوق المصري بشراء العقارات في مدن راقية سيما في ضواحي القاهرة مثل مناطق الرحاب، وتقدر الاستثمارات السودانية للأفراد والشركات بحوالي عشرين مليار دولار.

"كل شيء صار حزينًا" هكذا ردت أميمة السيدة السودانية اللاجئة في مصر، عما إذا كانت تستقبل شهر رمضان بالطقوس التي كانت تفعلها في بلدها قبل اندلاع الحرب منتصف نيسان/أبريل 2023، والمفارقة اشتعلت الحرب في العشر الأواخر من شهر رمضان في نفس العام.

تقول أميمة لـ"الترا سودان" إن محاولة إحياء الطقوس السودانية خلال شهر الصيام في دول اللجوء، بما في ذلك مصر، التي شهدت تدفقًا كبيرًا للاجئين السودانيين، محاولة لصنع الحياة وسط دوامة من الإحباط.

وتشير أميمة إلى أن الأمر لا يجب أن يكون مقتصرًا على إحياء العادة كنوع من الروتين أو التباهي بها، بل يجب مساعدة السودانيين والمصريين للحصول على وجبات مجانية والإفطار الجماعي، خاصة أولئك الذين لا يملكون قدرة على شراء الطعام.

وتشير هذه السيدة إلى أن الملاحظ خلال هذا العام من شهر رمضان تراجع المساعدات التي كانت تقدمها المجموعات السودانية متأثرةً بالأزمة الاقتصادية وتطاول أمد الحرب.

فرت عائلة سودانية من العاصمة الخرطوم في الأسابيع الأولى لاندلاع القتال منتصف نيسان/أبريل 2023، ورغم أنها تمكنت من عبور نقاط الهجرة المصرية في المعبر البري على متن حافلة مع مرونة الإجراءات في ذلك الوقت إلا أن تجربة اللجوء بالنسبة لهذه العائلة كانت حافلة بالعديد من التقلبات.

تقول أُمنية التي أنهت الجامعة في السودان قبل عامين إنها تساعد شقيقتها على إدارة متجر صغير لبيع التوابل والمكسرات، وازدهرت التجارة في بعض الفترات وساعدتهم على تحمل الإنفاق فيما يتعلق بإيجار السكن والطعام.

ومع ذلك لا ترى هذه الفتاة أن هذا الاستثمار الصغير قد يدوم طويلًا نتيجة تقلبات القرارات الصادرة من سلطات الهجرة، ومحاولة تقليص فترات اللجوء الصادرة من مفوضية شؤون اللاجئين إلى ستة أشهر لبعض المجموعات.

وساعدت برودة الأجواء هذا العام السودانيين على استقبال شهر رمضان سواء داخل البلاد أو دول اللجوء على سهولة إعداد الوجبات.

يقول الشاب السوداني هاني إنه كان قلقًا من عدم تمكنه من دخول مصر قبل حلول شهر رمضان من مدينة دنقلا بالولاية الشمالية. ويضيف: "وصلت إلى هنا نهاية كانون الأول/ديسمبر 2024 مستغلًا برودة الطقس وسهولة الانتقال عبر شاحنة شقت الطرق الترابية من شمال السودان حتى مدينة أسوان جنوب مصر".

خلال فترات الليل ومع انتعاش المقاهي وسط القاهرة يفضل هذا الشاب شراء الحلويات السودانية "الباسطة" كعادة مواطني بلده الذين يقيمون في مصر، سيما في ظل انتشار المحلات التي تعد أصناف متعددة من الحلويات.

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


مسجد في أم درمان.jpg

أم درمان تستقبل رمضان بين الخوف والأمل

استقبل سكان محلية كرري بأم درمان مقدم شهر رمضان بنشاط وحيوية واضحين، وهم يجولون في الأسواق المحلية حتى ساعات متأخرة من ليل الأمس الجمعة 28 شباط/فبراير 2025.

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert