مجتمع

هل سيتسبب فيروس كورونا في أزمة غذاء بجوبا؟

18 مارس 2020
konya.jpg
سوق كونجو كونجو بجوبا (فيسبوك)
أتيم سايمون
أتيم سايمونصحفي وكاتب من جنوب السودان

يخشى العديد من المواطنين في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، أن يقود إغلاق الحدود بين جنوب السودان وبعض دول الجوار، التي تعتمد عليها في استيراد البضائع الاستهلاكية، مثل: السودان، وكينيا، ويوغندا، إلى  نفاد البضائع من الأسواق، وقيام التجار باستغلال تلك الأوضاع لزيادة أسعار البضائع، بسبب الإجراءات المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا.

أكدد عدد من التجار بالسوق استقرار أسعار البضائع خاصة المواد الاستهلاكية منذ بداية هذا الأسبوع، الذي أعلنت فيه الحكومة عن وقف حركة الطيران

وقد ناشدت الغرفة التجارية تجار جنوب السودان لاستيراد كميات كبيرة وكافية من السلع الاستهلاكية، بعد أن أغلقت كل من كينيا ورواندا والكونغو حدودها البرية أمام حركة التجارة والأشخاص، بسبب انتشار وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).

اقرأ/ي أيضًا: جنوب السودان يحظر السفر للبلدان المتأثرة بفيروس كورونا

وقال سايمون أكوي، رئيس الغرفة التجارية لجنوب السودان في تصريحات لـ"الترا سودان": "لقد وجهنا التجار باستيراد كميات كافية من المواد الغذائية من دولة يوغندا المجاورة، لأنها لم تغلق حدودها بعد، كما قمنا بتحذير جميع التجار من مغبة استغلال الوضع وزيادة أسعار المواد الغذائية بسبب الندرة، التي قد يخلقها إغلاق الحدود البرية مع البلدان التي نستورد منها غالبية المواد الاستهلاكية".

 وبالنسبة للتجار العاملين بسوق كونجو كونجو فيعتقدون أنهم سيواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على البضائع من دول الجوار، بسبب ما قامت به هذه الدول مؤخرًا من إغلاق للحدود أمام حركة التجارة، مع عدم وجود مخازن كافية بالعاصمة جوبا، وعدم معرفتهم بالفترة الزمنية التي ستستغرقها تلك الإجراءات التي قامت بها تلك البلدان.

يقول آدم محمد أبكر، التاجر بسوق كونجو كونجو في تصريحات لـ"الترا سودان": "نحن نواجه عدة صعوبات، فالبضائع الموجودة عندنا مثل الدقيق وزيوت الطعام وبقية المواد الغذائية قد لا تكفي لفترة طويلة، فنحن كنا نقوم بتزويد محلاتنا من كينيا ويوغندا، والآن فوجئنا بقرار إغلاق الحدود. نتمنى أن تكون هناك معالجات للمسألة، حتى لا يقوم ضعاف النفوس باستغلال هذه الأزمة خاصة أننا لانعلم متى ستنجلي". 

هذا وقد أكدد عدد من التجار بالسوق استقرار أسعار البضائع خاصة المواد الاستهلاكية منذ بداية هذا الأسبوع الذي أعلنت فيه الحكومة عن وقف حركة الطيران بين جنوب السودان وعدد من البلدان المتاثرة بانتشار فيروس كورونا.

اقرأ/ي أيضًا: طلاب ووهان..من وراء تحول قضيتهم لأزمة ثم فضيحة؟

وقال إسماعيل جبريل، صاحب محل بسوق كونجو كونجو: "الأسعار لا تزال كما هي، ولا توجد زيادات بالمعني الكبير، لكننا نخشى أن يتزايد إقبال الناس على البضائع، خاصة مع إغلاق بعض الدول لحدودها، وهنا سيظهر تجار الأزمات، فهناك دائمًا من يستغلون الأوضاع لاحتكار البضائع عبر شرائها وتخزينها، نتمني أن تنتبه السلطات مبكرًا لهذا الأمر".  

ولا يستبعد جيمس شان، وهو موظف حكومي، أن يقوم التجار باستغلال الأزمة الناجمة عن إغلاق الحدود بسبب وباء كورونا لتمرير مصالحهم ومضاعفة أسعار البضائع. وزاد قائلا: "هناك مشكلة كبيرة فنحن نعيش في أزمة حقيقية تتطلب أن تتدخل الحكومة لتوفير المواد الاستهلاكية، وهذا واجب الدولة لاحتواء الأزمة، فنحن أصحاب دخل محدود لا نستطيع شراء ما يكفي من المواد الغذائية التي تكفينا لشهر كامل في ظل ضعف وتأخير صرف الرواتب".

وكانت السلطات الحكومية بدولة جنوب السودان قد وجهت بإيقاف جميع رحلات الطيران بين جنوب السودان وجميع البلدان التي سجلت حالات إصابة يفيروس كورونا المستجد، كما أصدر الرئيس كير جملة من التوجيهات بوقف جميع الأنشطة الاجتماعية والدينية، ومنع جميع التجمعات بالبلاد لحين انجلاء الأوضاع.

في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن تسبب العدوى الالتهاب الرئوى والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، والفشل الكلوي وحتى الوفاة

وبحسب سلطات الصحة فإن جنوب السودان لم تسجل إلى الآن حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، كما فندت الوزارة بعض الشائعات التي كانت قد تحدثت عن ظهور حالات من المرض بالعاصمة جوبا.

و"كورونا" عبارة عن عائلة من الفيروسات، غير أن 6 منها فقط تصيب البشر، والفيروس الجديد هو العضو السابع في هذه العائلة من الفيروسات، ومن أعراض الإصابة بالفيروس، التهابات الجهاز التنفسي وحمى وسعال وصعوبة في التنفس، وفي الحالات الأكثر شدة، يمكن أن تسبب العدوى الالتهاب الرئوى والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، والفشل الكلوي وحتى الوفاة، حسب منظمة الصحة العالمية.


اقرأ/ي أيضًا:

"البودا بودا".. تاكسي جوبا الذي اخترعته الحاجة

باريا في مواجهة الفاتيكان.. هل يتراجع الحبر الأعظم عن اختيار أمايو مطرانًا

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert