نساء تحت حصار الفيضان
8 September 2020
الخريف لهذا العام كارثي بكل معنى الكلمة، فقد هدمت المياه حوالي مئة ألف منزل، وأودت بحياة العشرات وتضرر منها ما يفوق نصف مليون شخص، حسب الإحصائيات الرسمية.
إحدى المتضررات: لم نتمكن من النجاة إلا قبيل الفجر بمساعدة أهالي جزيرة توتي
"النساء والفيضان" هي القضية التي يناقشها "الترا سودان" في التقرير التالي، لاستكشاف حجم الأضرار التي طالت النساء وأبرز قضاياهن في أزمنة الكوارث.
أضرار كبيرة
تروي "سواكن" وهي إحدى النساء المتضررات جراء السيول والفيضانات حجم الكارثة، التي لحقت بهم، قائلة أن الأمطار داهمتهم منتصف الليل، بدأت الجدران بالاهتزاز وتساقطت الحجارة فوق رؤوسهم، لم يتمكنوا من النجاة إلا قبيل الفجر بمساعدة أهالي جزيرة توتي.
اقرأ/ي أيضًا: "السودان فيضان 2020".. كارثة وطنية وشعب ألِف الصعاب
نجت "سواكن" مع أسرتها بأرواحهم، ولكن كانوا قد تركوا كل شيء خلفهم؛ "المنزل، الذكريات، الدفء"، والآن تسكن في مدرسة مع عدد من الأسر المتضررة. ولا تزال تعاني في المسكن المؤقت غير المجهز مع مرض طفلتها الصغيرة،حيث قالت لـ"الترا سودان"، إنهم في حاجة لتوفير خيام وناموسيات كضرورة قصوى.
النساء في المقدمة
من جانبها، أكدت مؤسس "مبادرة نساء توتي"، إقبال عباس، تضرر (68) منزلًا بالكامل، واحتوت المبادرة بالتعاون مع إحدى المدارس حوالي (13) عائلة، حيث تم تخصيص فصل دراسي لكل أسرة، من أجل أن لا يشعر الأطفال بأنهم غرباء.

وأضافت أن المجموعات النسوية تعمل على تحضير الطعام، ويجلسن مع المتأثرين بالفيضان، ويقدمن الدعم النفسي لشباب المتاريس. وأكدت على وجود معاناة حقيقة لحقت بالنساء، على الرغم من تواجد خمسة مراكز خدمية بالجزيرة توفر الخدمات الضرورية للمتأثرين، وأوضحت: "نعاني من مشكلة البعوض، وتواجد الثعابين والعقارب، إضافة إلى قطع الزجاج تحت مياه الفيضان".
الحقيبة الصحية
أسست الناشطة نضال أحمد مع رفيقاتها مبادرة "عشانك"، وهي مبادرة نسوية لتوفير الاحتياجات الصحية للنساء في مناطق الكوارث، تعد المبادرة حديثة نسبيًا لمد يد العون للسيدات المتضررات من مياه الفيضان.
تقول نضال لـ"الترا سودان"، إن الفكرة بدأت بعد موجة السيول والفيضانات التي ضربت المناطق المتاخمة للنيل، حيث فقدت النسوة منازلهن وأغلب ما يملكن، في هذه اللحظات الحرجة تنشط العديد من المبادرات لتوفير الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والمأوى، لكن، يجب النظر لاحتياجات النساء الصحية كضرورة ملحة لا تقل أهمية عن غيرها من ضروريات الحياة.
وتضيف أنه خلال المسح الميداني لا يتم ذاكر الحقائب الصحية الشهرية كحاجة ضرورية للمرأة، لأن المجتمع لا يزال ينظر إليها كخطوط حمراء، لا يمكن الحديث عنها بسهولة.
تعمل المبادرة حاليًا على تجهيز (200) حقيبة صحية لتوزيعها على النساء المتضررات، وتؤكد نضال أنه ومن من خلال الزيارات الميدانية، وخاصة لعدد من المعسكرات، فإن هنالك نساء خضعن لعمليات ولادة دون توفير حاجاتهن الصحية الأساسية. وتقول إن إحدى السيدات اضطرت لقطع جزء من القماش لتغطية صغيرها. وفي المعسكر الذي زارته نضال، بلغ عدد النساء اللاتي خضعن لعملية ولادة (23) سيدة، جميعهم في حاجة إلى حقائب نسائية.

مع ذلك، تم توجيه عدد من الانتقادات للمبادرة على وسائط التواصل الاجتماعي لأنها تحدثت عن حاجة المرأة الشهرية، وترد نضال على هذه الانتقادات بقولها إن القضية تشكل أولوية للمرأة، وبشكل خاص في أزمة السيول والفيضانات. وتابعت "نحن كنساء نشعر بمعاناة بعضنا البعض، وتوفير ما المتطلبات الصحية هي أبسط حقوقنا".
قضايا النساء.. هي هامش الاهتمامات
في ذات السياق، تقول الكاتبة والناشطة النسوية ويني عمر، إن هناك تجاهل لاحتياجات النساء الخاصة بصحتهن الجنسية والإنجابية خلال الكوارث. بشكل عام لا تشكل قضايا الصحة الإنجابية أولوية في سياسات الدولة الراهنة، أو المساعدات الإنسانية التي تقدمها المبادرات المختلفة.
اقرأ/ي أيضًا: خريف 2020 في السودان
وقالت إن من المؤسف التفكير في صحة النساء واحتياجتهن كمسألة ثانوية، أو أن حصولهن على الفوط الصحية أقل أهمية من تقديم الطعام والمأوى للمتضررين. أوضاع النساء أثناء الكوارث عادةً ما تكون أكثر هشاشة، فالمراهقات والنساء الحوامل وذوات الإعاقة يواجهن مخاطر حقيقية تؤدي بحياتهن، نتيجة عدم حصولهن على الرعاية الصحية وخدمات الصحة الإنجابية.
ناشطة نسوية: كرامة النساء وسلامتهن الجسدية والنفسية أولوية
وأكدت "ويني" أن كرامة النساء وسلامتهن الجسدية والنفسية أولوية، ويتطلب هذا النظر في كل الاحتياجات التي تضمن صون الكرامة والحفاظ على سلامتهن وأمنهن. بالإضافة إلى ذلك، فأن المبادرات الإنسانية التي تعمل على توفير الاحتياجات الصحية للنساء تواجه بالوصم والسخرية والاستخفاف، خاصة تلك التي تركز على توفير مستلزمات الدورة الشهرية، ولرد الفعل هذا علاقة بالطريقة التي تفهم بها الدورة والحديث عنها علنًا، كمسألة معيبة، ويتم الدفع بهذه الاحتياجات الأساسية إلى الهامش ككماليات، ويمكن أن توضع في آخر القائمة.
اقرأ/ي أيضًا
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.