مواطنو جنوب السودان يتخذون احترازاتهم الخاصة بعد ظهور حالات إصابة بكورونا
10 أبريل 2020
منذ أن أعلنت السلطات الحكومية بجنوب السودان عن تأكيد ظهور أول إصابة بفيروس كورونا الجديد، يوم الأحد المنصرم، بدأ المواطنون في جوبا يتعاملون بصورة أكثر جدية مع احتمال تفشي الوباء، على الرغم من أن السلطات كانت قد سبق وأعلنت عن جملة من الإجراءات والموجهات التي من شأنها أن تحد من انتشار المرض، فالناس كانت تتعامل على أساس أن المرض لم يصل بعد لجنوب السودان، والآن تغيرت الموازين بصورة كبيرة، حيث أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تضج بأخبار وصول المرض للبلاد.
أكور مدينق: الوضع أصبح مخيفًا جدًا الآن بعد ظهور المرض، لذلك سارعت بشراء المواد الاستهلاكية الضرورية
وفي صبيحة يوم الاثنين الماضي، وهو أول يوم يزاول فيه الموظفون والعاملون مهامهم، بدت شوارع المدينة شبه خالية من الناس، إذ يبدو أن المواطنين قد طبقوا حظر تجوال كامل على المدينة بصورة تلقائية دون أن تتحدث عنه السلطات، حيث إن حظر التجوال الرسمي يبدأ في الثامنة مساء وينتهي عند السادسة من صباح اليوم التالي.
اقرأ/ي أيضًا: رسميًا.. زيادة سعر الخبز مع مضاعفة الوزن بولاية الخرطوم
وبعد المؤتمر الصحفي الذي عقده نائب رئيس الجمهورية بفندق بيراميد بجوبا، والذي أكد فيه إصابة موظفة تابعة للبعثة الأممية في جنوب السودان، كأول حالة إصابة بالمرض منذ انتشاره قبل أشهر، شهدت أسواق المدينة حركة غير عادية بسبب التخوف من أن انتشار المرض قد يؤدي لإغلاق كامل للأسواق كما ظلوا يشاهدون في بقية دول العالم عبر شاشات التلفزة.
تقول أكور مدينق، وهي موظفة حكومية في تصريحات لـ"الترا سودان": "الوضع أصبح مخيفًا جدًا الآن بعد ظهور المرض، لذلك سارعت بشراء المواد الاستهلاكية الضرورية، فنحن لا نعلم إلى أين سياخذنا الوضع، اليوم فقط قمت بشراء الكمامة والمطهرات، كورونا أصبحت واقع في جنوب السودان".
اقرأ/ي أيضًا: جوبا تعتزم خفض أعداد المقيمين داخل معسكرات الحماية التابعة للأمم المتحدة
وبالنسبة لبيتر سابستر فإن المخيف في مسألة ظهور أول حالات الإصابة بالمرض، هو أن هناك عدم ثقة من المواطن العادي في مؤسسات الدولة، فالشارع أصبح مليئًا بالشائعات التي تتحدث عن أن هناك مزيدًا من الحالات التي تتكتم عليها الحكومة.
وزاد بالقول: "لقد أصبحت أقلل من الخروج والاحتكاك بالناس، فالناس يتحدثون عن هروب أشخاص عديدين من الحجر الصحي في الحدود وإنهم وصلوا جوبا، كما لأنه لا توجد أي متابعة لتلك الحالات، أصبحنا لا نثق في كل ما تقوله اللجنة الحكومية، فالأفضل أن يطبق أي شخص إجراءات الوقاية بنفسه، فكورونا ليس له علاج لذلك فالوقاية هي العلاج".
هذا وبمجرد أن تم الإعلان عن الإصابة الأولى بالمرض، تسارعت جهود الشباب في ابتدار حملات التوعية في الأحياء السكنية بعد أن خلت الأسواق من الناس، حيث قامت أسرة نادي الملكية الرياضي بجوبا بتوزيع أكثر من 50 غسالة في شتى أرجاء حي أطلع برة كما وعدت بتوزيع مليون كمامة مصنعة محليًا وتوزيعها في شوارع مدينة جوبا للوقاية من المرض.
كما قامت أضيو إبراهام وعدد من الشباب المتطوعين من جامعة جوبا وبقية الجامعات الأخرى بابتدار حملة تهدف للطواف داخل الأحياء الطرفية للمدينة مثل (107) وحي ريفرندوم ومنقتين من أجل توصيل الرسائل التوعوية الخاصة بالمرض.
وتقول صاحبة المبادرة في تصريح لـ"الترا سودان": "لقد قررنا بإمكانياتنا البسيطة أن نطوف في المناطق الطرفية لتعريف الناس بفيروس كورونا وسبل الوقائة منه، فتمليك المعلومة هي المسالة الأولى وتأتي بعدها جهود الخيرين من رجال وسيدات الأعمال الوطنيين لتوفير المعينات اللازمة مثل الغسالات والصابون والأقنعة الطبية والقفازات، لأنها غالية جدًا وهي فوق إمكانياتنا المحدودة".
هذا وقد دفعت حالة الخوف من المرض بعض الموظفين الحكوميين لعدم الذهاب إلى أماكن عملهم خشية أن يقود الاختلاط بينهم والآخرين لتعرضهم للإصابة بالمرض، خاصة الأشخاص الذين يعملون في القطاع الخاص والمؤسسات التي يوجد بها أجانب.
تقول ديانا دانيال، التي تعمل لدى إحدى الشركات الصينية الخاصة، إنها لم تستطع الذهاب لموقع العمل بسبب تخوفها من الإصابة بعد ظهور حالة مؤكدة الأحد الماضي.
وتزيد بقولها: "من الأفضل لي أن أفقد الوظيفة بدلًا من أن أفقد حياتي، لذلك فضلت البقاء في المنزل خشية أن أقوم بالتقاط المرض سيما وأننا نتعامل مع جهات أجنبية عديدة في الشركة التي أعمل بها.
اقرأ/ي أيضًا: كورونا يتسبب في تأجيل المؤتمر الاقتصادي فما هي خطة الحكومة؟
هذا ويحاول بعض الناشطين أيضًا خوض حملة أخرى على الوسائط الاجتماعية لمناهضة خطاب الكراهية الذي بدأ ينتشر ويجرم الأمم المتحدة والأجانب ويحملهم مسؤولية نقل المرض إلى جنوب السودان، خاصة وأن الحالة الأولى تعود لمواطنة من أصول أوروبية تعمل لدى الأمم المتحدة.
يقول رييج ملوال، مدير منظمة شاشة الحقوق لمناهضة خطاب الكراهية في جنوب السودان في تصريح لـ"الترا سودان": "لقد بدأت تنتظم حملات يقودها مجموعة من الشباب على فيسبوك تدعو لمهاجمة مواقع البعثة الأممية وبقية المنظمات الدولية الأخرى بدعوى أن تلك المنظمات هي التي أدخلت المرض للبلاد".
اقرأ/ي أيضًا:
السودان: الإعلان عن إصابتين جديدتين بكورونا والسلطات تدرس خطة الإغلاق الكامل
بعد منشورات على فيسبوك.. مجموعة "دال" تفصل اثنين من موظفيها بسبب كورونا!
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.