مجتمع

منظمات وجهود طوعية تضيء مستشفى "قرورة" في ريفي البحر الأحمر بالطاقة الشمسية

31 أكتوبر 2020
Garoora.jpg
(منظمة عوفيام)
محمد حلفاويصحفي سوداني

يتوقف مستشفى "قرورة" جنوبي ولاية البحر الأحمر، عندما يخيم الظلام لأن شح الوقود لا يسمح بتشغيل المولد الكهربائي، وبالتالي يصعب استئناف عمل الكوادر الطبية في المستشفى الذي يستقبل نحو(250)حالة يوميًا.

تعاني أرياف البحر الأحمر من شح الطاقة ومياه الشرب ولا وجود للدولة هناك 

تعاني أرياف ولاية البحر الأحمر المنتشرة على ساحل البحر الأحمر وقبالة الحدود الإريترية السودانية، وحتى غربًا وشمالًا في الولاية التي تشهد معدلات فقر عالية؛ تعاني من انعدام الطاقة ومياه الشرب، ولا يمكن الحصول عليهما في ظل صعوبة تواجه حتى مدينة بورتسودان عاصمة الولاية والتي تتحصل على الطاقة من بارجة تركية تعمل بوقود "الفيرنس"، وتتوقف بين الحين والآخر لتراكم الديون ونفاد الوقود.

اقرأ/ي أيضًا: تحطم طائرة رش مبيدات زراعية في أبو جبيهة ووفاة شخص وإصابة آخر

وجراء توقف المناوبات والخدمات الطبية التي تتوقف بالمستشفى ليلًا لانعدام الكهرباء، قرر متطوعو منطقة "قرورة" الواقعة على بعد (400) كيلومتر جنوبي مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر؛ البدء في عمل مشروع للطاقة الشمسية بتكلفة أكثر من (3) مليون جنيه سوداني.

وبإمكان المستشفى العمل ليلًا خلال هذا الأسبوع عقب وصول فريق هندسي يقوم بتركيب ألواح ومعدات الطاقة الشمسية، والتي حصل عليها سكان القرية من المنظمات الإنسانية والأفراد الذين تبرعوا للمشروع.

ويؤكد حسين صالح، وهو أحد الكوادر الطبية في مستشفى "قرورة"، ومتطوع في منظمة "عوفيام" التي تشرف على مشروع الطاقة الشمسية في المستشفى، يؤكد لـ"الترا سودان"، أن المشروع تم تنفيذ نسبة كبيرة منه بوصول ألواح الطاقة الشمسية والمعدات الخاصة بالتخزين، وننتظر وصول فريق هندسي الأحد من الشركة المنفذة.

ويُشير حسين صالح إلى أن مستشفى "قرورة" يقع في منطقة مكتظة بالسكان، وجميعهم يترددون إلى المستشفى بين الحين والآخر، وعادة ما يتم استقبال (250) حالة يوميًا، ولا تكفي (10) ساعات من الفترة الصباحية لمتابعة حالتهم الصحية، وبالتالي قررنا استمرار العمل ليلًا بالاستعانة بمولد كهربائي، لكنه يستهلك برميل جازولين يوميًا، ولا يمكن توفيره لأن الحكومة الولائية وفرت أربعة أشهر وطلبت من المحلية توفير الوقود، لكنها لم تتمكن من ذلك نتيجة لأزمة الوقود في البلاد.

وكان صندوق إعمار الشرق الذي تم تأسيسه في العام 2006 عقب توقيع اتفاق سلام شرق السودان بين النظام البائد ومقاتلي جبهة الشرق، قام ببناء مستشفيات حكومية في شرق البلاد، ويعتبر مستشفى "قرورة" واحد من مشاريع صندوق الشرق.

ومع تدهور الوضع في صندوق إعمار الشرق عقب سقوط النظام البائد، ترك الصندوق تشغيل المستشفى واعتذر لعدم وجود خطة لديه لتركيب ألواح الطاقة الشمسية.

ويضيف حسين صالح: "طلبنا من صندوق إعمار الشرق تركيب ألواح طاقة شمسية في مستشفى قرورة، لكنه قال إن الوضع لا يسمح له باستئناف المشاريع الحكومية".

ويضم مستشفى قرورة وحدة لطب الأسنان وطبيب تخدير واثنين من الأطباء العموميين ووحدة للعمليات الجراحية الصغيرة وعنابر تنويم المرضى، ولعدم توفر بعض المعدات تعطلت وحدة العمليات. ويتابع حسين صالح قائلًا: "جميع هذه الوحدات ستكون في الخدمة تباعًا بعد توفر الطاقة في المستشفى، سنجمع المال لتشغيلها من السكان والمنظمات".

وتنصح وكالات الأمم المتحدة السودان باللجوء إلى الطاقة الشمسية لسد النقص في الطاقة الكهربائية جراء أزمة الوقود في البلاد، إلى جانب قلة المحطات التي تنتج الطاقة بسبب الأزمة الاقتصادية والفساد الذي لازم حكومة المخلوع عمر البشير.

اقرأ/ي أيضًا: أطباء بلا حدود: الفيضانات تركت حوالي (800) ألف اسرة بلا مأوى في جنوب السودان

المشكلة التي تواجه منطقة قرورة وسكانها أن الحكومة الولائية ومقرها في بورتسودان لايكترثون للخدمات الأساسية التي تخص البلدة الريفية، وعندما تشتد الحاجة إلى الخدمات يبذل متطوعون من المنطقة قصارى جهدهم لجمع المال،  متناسين وجود حكومة لأنهم يشعرون باليأس منها.

ويرى حسين صالح، أن المستشفى سيكون جاهزًا للعمل في الفترات المسائية خلال هذا الأسبوع، ويمكن أن يتم تشغيل جميع الوحدات حتى أجهزة التبريد التي لم تعمل منذ تركيبها نسبة لشح الكهرباء في المنطقة.

متطوعون: مستشفى "قرورة"  يستقبل الحميات وأمراض الدرن نتيجة نقص الغذاء ولا وجود للدولة هنا 

وعلى الرغم من أن مستشفى "قرورة" يقترب من وداع الظلام الذي خيم عليه لسنوات، إلا أن متطوعين في المنطقة لاحظوا تردد المرضى الذين يشكون من أمراض الدرن و الملاريا والحميات في ظل غياب تام للسلطات الصحية الاتحادية والولائية، وقَصْر المساعدات على المنظمات الإنسانية، ما أدى إلى نشوء شعور بأن الدولة لا وجود لها في تلك المناطق.

اقرأ/ي أيضًا

وزير الخارجية: البرهان لم يلتق قوش ونحن نطالب بالمجرمين ولا تذهب لمقابلتهم

خبير في التعدين يقلل من أهمية أيلولة جبل عامر إلى الحكومة

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert