مجتمع

مدينة تمبول.. نزوح جماعي ومخاوف من حملات انتقامية للدعم السريع

13 فبراير 2025
مدينة تمبول في ولاية الجزيرة.png
مدينة تمبول في ولاية الجزيرة
محمد حلفاويصحفي سوداني

وكأن انشقاق قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبوعاقلة كيكل تحول إلى لعنة، فقد شهدت مناطق شرق الولاية، خاصة مدينة تمبول وقراها، موجة عنف غير مسبوقة. لا سيما مع احتدام المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق شهادات السكان والفاعلين الإنسانيين.

انتهت آمال المواطنين بوصول الجيش والبقاء في مدينتهم إلى رحلات نزوح جماعية عقب هجوم الدعم السريع والسيطرة على تمبول 

شهدت مدينة تمبول حركة نزوح غير مسبوقة، استمرت منذ ظهر الثلاثاء حتى صباح اليوم الأربعاء، ولا زال الآلاف في العراء يتحركون سيرًا على الأقدام والدواب والعربات التقليدية "الكارو"، للوصول إلى القرى الصغيرة والآمنة نسبيًا.

لا تزال المعارك محتدمة في المدينة التي شهدت أحداثًا دراماتيكية منذ الأحد الماضي حتى أمس الثلاثاء، على خلفية إعلان قائد الدعم السريع في ولاية الجزيرة أبوعاقلة كيكل الانحياز للجيش.

يوم الأحد، بالتزامن مع انشقاق كيكل من قوات دقلو، وصلت قوة من الجيش إلى مدينة تمبول، وسرعان ما انسحبت عقب هجوم مفاجئ للدعم السريع، والتي حشدت مجموعات قتالية من بلدات مجاورة.

انسحاب الجيش لم يكن نهائيًا، لأنه عاود الهجوم ليستعيد تمبول صباح الثلاثاء 22 تشرين الأول/أكتوبر 2024، لم يستمر الوضع طويلًا حاملًا الأمان لمواطني تمبول، لأن قوات حميدتي حشدت نفسها مرة أخرى، وخاضت معارك لساعات محدودة. واضطر الجيش مرة أخرى خلال يومين فقط للانسحاب مع خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، وشهدت المعارك مقتل القائد العسكري العميد ركن أحمد شاع الدين، وهو مهندس التفاوض مع كيكل في مناطق البطانة التي ينحدر منها الاثنين.

 ويقول أعضاء في غرف الطوارئ الإنسانية بولاية الجزيرة، إن الجيش تعامل مع الوضع في تمبول دون الوضع في الاعتبار تكرار الدعم السريع عملية الكمين بين الحين والآخر.

مخاوف من حملات انتقامية

ويرى عماد عبد الرحمن وهو عضو فاعل في لجان الطوارئ شرق الجزيرة، في حديث لـ"الترا سودان"، أن تمبول تعرضت إلى أبشع عملية. لأن آمال المواطنين التي ارتفعت بالبقاء في منازلهم بوصول الجيش إلى المدينة، انتهت إلى رحلات نزوح جماعي في الفيافي لبلوغ القرى الصغيرة.

وأشار عبد الرحمن إلى أن هناك مخاوف جدية من تعرض المدنيين في تمبول أثناء النزوح أو داخل المنازل للانتهاكات، خاصة مع الأنباء التي أكدت استخدام قوات حميدتي بعض المنازل للهجمات العسكرية على الجيش، مشيرًا إلى مخاوف جدية من التنكيل والحملات الانتقامية بحق المدنيين.

ويقول إن الجيش عندما وصل إلى تمبول الثلاثاء 22 تشرين الأول/أكتوبر 2024 تمركز وسط المدينة، وكان الوضع يتطلب نشر القوات في الطرقات البرية التي تعرض من خلالها إلى الهجوم الثاني.

ولجأ المدنيون أثناء حركة النزوح من أحياء تمبول إلى استخدام الدواب والعربات الصغيرة وحتى "الكارو"، بحيث صعدت بعض النساء إلى المقطورة إلى جانب الأطفال وكبار السن.

تأثيرات ممتدة

امتدت تأثيرات الوضع في تمبول إلى جميع الأحياء، كما شملت مدينة رفاعة الواقعة غربي المدينة وشرق النيل الأزرق، كما لو أن العنف قرر العودة مجددا إلى الجزيرة مع صعود المعارك واحتدام الصراع بين الطرفين.

وفي هذا الصدد، أفادت منصة نداء الوسط، بوجود عمليات تهجير قسري تحت تهديد السلاح، تقوم بها قوات الدعم السريع منذ الأمس بحق المواطنين داخل مدينة "رفاعة". ونقلاً عن مقاومة رفاعة، أوضحت المنصة أن الدعم السريع استمرت في تنفيذ حملات انتقامية وشرسة على المواطنين، وقامت باقتحام المنازل، كما تم رصد حالات عنف جنسي للنساء والفتيات من قبل عناصر الدعم السريع.

مواطن: الجيش لا يزال متخفزًا لاستعادة مدينة تمبول

ويوضح عبدالقادر المبارك، وهو من سكان ولاية الجزيرة، منطقة المناقل، أن الجيش لا يزال متحفزًا لاستعادة تمبول من قوات الدعم السريع، على الرغم من انشغاله باسترداد محلية أم القرى، وتمكن بالتزامن مع العمليات في تمبول من السيطرة على أجزاء واسعة من المحلية الواقعة على الحدود مع منطقة الفاو.

ويعتقد المبارك في حديث لـ"الترا سودان"، أن المقلق حاليًا وضع المدنيين، لأن الدعم السريع كلما استعاد منطقة خسرها مجددًا، وينفذ حملات انتقامية، بالتالي يجب إدانة هذه الجرائم بصورة واضحة.

وخسر الجيش ولاية الجزيرة في نهاية كانون الأول/ديسمبر 2023، وانهار الوضع العسكري والأمني من جانب القوات المسلحة بصورة مفاجئة، وفق روايات الفارين في ذلك الوقت. ورغم أنها أعلنت عن تكوين لجنة تحقيق عسكرية لمعرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك، إلا أن النتائج لم تعلن للرأي العام منذ ذلك الوقت.

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert