مدنيون من توتي يسردون وقائع إشهار البنادق على وجوههم
16 أكتوبر 2024
في محطة الحافلات وسط مدينة بورتسودان، التقطت هيفاء أنفاسها عندما شاهدت المارة والباعة ومقاهي الشاي، لقد دبت الحياة في جسدها بعد رحلة طويلة امتدت من جزيرة توتي في قلب الخرطوم، إلى هذه المدينة الواقعة شرق البلاد لمسافة تتجاوز الـ (600) كيلومتر، تاركةً شهورًا من الخوف والتوجس وراء ظهرها في تلك الجزيرة، التي تخضع لسيطرة قوات حميدتي.
تحولت عملية إجلاء المدنيين من جزيرة توتي إلى تجارة رائجة بين عناصر قوات الدعم السريع
تقول هذه الشابة الحاصلة على بكالوريوس الاقتصاد، إن من هاجموا جزيرة توتي من قوات الدعم السريع، كانوا يافعين مسلحين لا يملكون قدرة على التفاهم مع المدنيين، وسرعان ما يميلون إلى استخدام العنف. نجونا بأجسادنا من الجزيرة التي ولدنا فيها، وعشنا فيها أغلب فترات حياتنا، من لم يغادر يفكر كل دقيقة كيف سيخرج من هناك، ويتجاوز الارتكازات العسكرية لقوات حميدتي.
كلما زادت الأنباء حول توتي، تتزايد هجمات الدعم السريع على المدنيين في الجزيرة، ويصرخ الجنود في وجه السكان بالقول : "أنتم السبب". ومع ذلك، فإن الآمال بقيت على تسليط الصحفيين الضوء على هذه المأساة، لممارسة الضغط على قائد القوات الجنرال محمد حمدان دقلو، للكف عن احتلال الجزيرة الواقعة في قلب النيل بقوة السلاح.
دفعت عائلة هيفاء قرابة خمسة ملايين جنيه، لحاجزين عسكريين يتبعان لقوات الدعم السريع. المرة الأولى عندما غادرت جزيرة توتي، والمرة الثانية في منطقة شرق النيل بالعاصمة الخرطوم، في كلا الحالتين كان الجنود يبررون أن هذه الإجراءات بغرض تأمين خروجهم.
وقالت الفتاة وهي تشعر بالحسرة وساعات طويلة من الخوف: "أُجبرنا على الجلوس في مكتب تحقيق لا يتسع لبضعة أشخاص، تحدثوا معنا بطريقة سيئة جدًا ثم أطلقوا سراحنا بعد أن سددنا المال الذي بحوزتنا، وحصلنا عليه عن طريق التحويلات باستخدام شبكات الإنترنت المؤقتة في المحلات".
تقع جزيرة توتي تحت عملية تشبه الحصار العسكري المستدام منذ عام ونصف، غادر بعض السكان بطرق صعبة، وأغلبهم سمح لهم بالمغادرة بعد سداد المال والذي يصل إلى مليون جنيه للشخص.تضيف هيفاء: "في بعض الأحيان يطلبون الهاتف لغرض التفتيش، عندما يطلعون على الرسائل أو يشاهدون صورة للجيش، يقولون أنك عميل سري للقوات المسلحة ثم يطلبون المزيد من المال".
يقول موظف سابق في بعثة الأمم المتحدة بالسودان لـ"الترا سودان"، إن المجتمع الدولي أو المنظمات العاملة على الأرض في صراع السودان، لا تبذل قصارى جهدها لإجلاء المدنيين من جزيرة توتي في الخرطوم
لا تلوح أي بوادر انفراج لأزمة جزيرة توتي، رغم مناشدات أطلقها سودانيون للجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخل وإجلاء المدنيين إلى مدينة أمدرمان الواقعة مناطق واسعة منها تحت سيطرة الجيش.
يقول موظف سابق في بعثة الأمم المتحدة بالسودان لـ"الترا سودان"، إن المجتمع الدولي أو المنظمات العاملة على الأرض في صراع السودان، لا تبذل قصارى جهدها لإجلاء المدنيين من جزيرة توتي في الخرطوم. والأدهى والأمر أنها محاصرة قرابة عام ونصف.
ويشير هذا الموظف، إلى أن السماح لقوات عسكرية بالتحكم في حياة عشرات الآلاف من المدنيين، في منطقة تنعدم فيها الأغذية والمياه النظيفة والأدوية، شئ يدعو إلى القلق. وحتى الحكومة السودانية، لم تتطرق إلى أزمة توتي بالقدر المطلوب.
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.