ليلة رأس السنة.. شوارع الخرطوم تكسوها الأحزان
1 يناير 2022
خيّمت حالة من الحداد على احتفالات السودانيين بالعام الجديد منتصف ليلة أمس غداة قمع عنيف واجه به العسكريون الاحتجاجات الشعبية الرافضة للانقلاب واتفاق رئيس الوزراء وقائد الجيش، حيث سقط خمسة شهداء برصاص القوات الأمنية في مليونية 30 ديسمبر التي دعت لها لجان المقاومة السودانية.
الشوارع الرئيسية التي كانت محط أنظار السودانيين للاحتفال في ليلة رأس السنة من كل عام لم تكن كعادتها وشهدت حركة مرورية عادية إلى جانب الإغلاقات التي لا تزال مستمرة في بعض الجسور الرابطة بين مدن العاصمة.
الغلاء والوضع الأمني و الحداد على أرواح الشهداء أسباب رئيسية لعزوف السودانيين عن الاحتفالات
اقتصرت بعض الاحتفالات على الذهاب إلى المطاعم في الشوارع الرئيسية، كما أن الإعلان عن خطاب محتمل لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك بمناسبة الاستقلال والعيد الوطني استقطب غالبية اهتمام الرأي العام على المنصات الاجتماعية.
اقرأ/ي أيضًا: اقتحام القوات الأمنية للمستشفيات ومكتب العربية والحدث بالخرطوم
كما كان لإلغاء بعض الفنانين والفنانات حفلات رأس السنة في المسارح والصالات المغلقة تأثير على احتفال السودانيين برأس السنة الميلادية، وجاء إلغاء الارتباط نتيجة الإحتجاج على القمع الأمني في احتجاجات الخميس الماضي ومقتل خمسة شهداء وإصابة (200) شخص في صفوف المتظاهرين بحسب لجنة الأطباء المركزية.
وألغت الفنانة هدى عربي حفلًا غنائيًا في نادي النيل الذي يطل على شارع النيل وهي منطقة سياحية تجذب الآلاف ليلة رأس السنة على ضفاف النيل الأزرق ومقرن النيلين الأبيض والأزرق غربي العاصمة.
ولعب ارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصادية دورًا في تخفيض رغبة السودانيين في الاحتفال برأس السنة، إذ أن طلبات الطعام في المطاعم التي عادة ما تقدم الخدمات ليلة رأس السنة تكلف حوالي (30) ألف جنيه في المتوسط، ما يعادل (80) دولارًا أمريكيًا.
أيضًا كان للوضع الأمني دور في عدم خروج العديد من السودانيين من منازلهم، حيث تشهد العاصمة والمدن منذ شهور ظاهرة اختطاف الهواتف النقالة وسرقة السيارات وتهشيم نوافذها وخطف حقائب السيدات بواسطة مجموعات تمتطي الدراجات الناريةن وتلجأ هذه المجموعات الى تهديد المارة أحيانًا بالسلاح.
وتقول الشرطة إنها تكافح الجرائم التي تهدد أمن المواطنين بحملات نوعية تنفذها في مناطق انتشارهم، لكن رغم الإجراءات الأمنية إلا أن ظاهرة خطف الحقائب والهواتف النقالة مستمرة في شوارع العاصمة خاصة وأن غالبيتها تعاني من ظلام دامس.
ويبدو أن قادة الاحتجاجات عازمون على إنهاء الانقلاب العسكري، ولم يتغيب المتظاهرون السلميون عن الشوارع في ليلة رأس السنة، حيث خرجت مواكب مفاجئة في الساعات الأولى في العديد من أحياء العاصمة بالتزامن مع خطاب بثه رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان والذي أعلن فيه حاجة البلاد إلى التوافق الوطني والنأي عن الانفراد بالسلطة.
وذكر شهود عيان أن بعض الأحياء والشوارع الرئيسية شهدت إطلاق غازات مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
وكانت ناقلات للقوات العسكرية جابت شوارع العاصمة ليلة رأس السنة وطيلة يوم أمس الجمعة في مسعى لمكافحة الإحتجاجات الشعبية الرافضة للانقلاب العسكري.
وذكر جهاز المخابرات الوطني الذي أعيدت إليه صلاحيات الاعتقال والتفتيش والمداهمة، في بيان نشره الخميس، أنه سيعمل على التنسيق مع المنظومة الأمنية لمنع انزلاق البلاد إلى الفوضى، على حد قوله.
وبعد أكثر من ستين عامًا من الاستقلال من الاستعمار البريطاني ما زال السودانيون يحاولون العودة إلى منصة التأسيس، حيث ترفض الأجيال الجديدة أشكال "الدولة القديمة " ويقولون إنها ساعدت الأنظمة العسكرية على الاستمرار في السلطة لفترات طويلة خصمًا على الحكم المدني والديمقراطي.
ومع حالة الحداد التي سيطرت على غالبية السودانيين ليلة رأس السنة كان منزل رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بحي كافوري بالخرطوم بحري قبلة لبعض السياسيين وفريق من التلفزيون الحكومي الذي انتظر بث خطابه حتى الساعات الاولى من صباح اليوم، لكن تعذر تسجيله وتم تأجيله إلى وقت آخر.
اقرأ/ي أيضًا: لجنة أطباء السودان: 200 إصابة في مليونية 30 ديسمبر و4 شهداء
ومنذ أسبوعين يلوح رئيس الوزراء بالاستقالة من منصبه احتجاجًا على عدم تطور اتفاقه مع قائد الجيش في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي جراء العزلة السياسية من الائتلاف الحاكم الذي أطاح به الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
لن يكرر السودانيون حالة الحداد العام القادم.. ثمة تغييرات قادمة في البلاد
ويعارض السودانيون اتفاق حمدوك مع قائد الجيش ويقولون إنه شرعن الانقلاب العسكري لكن رئيس الوزراء يرى أن الاتفاق جاء حقنًا للدماء غير أن حصيلة القتلى بعد إبرام هذا الاتفاق وصل إلى عشرة شهداء وإصابة نحو (1300) شخص.
انتهت احتفالات رأس السنة في الساعات الأولى بأصوات متقطعة للألعاب النارية من بعض الشوارع داخل الأحياء وربما يأتي العام القادم والوضع في السودان ليس كما هو، خاصة مع التطورات الميدانية المتسارعة وخروج المتظاهرين إلى الشوارع أسبوعيًا نحو القصر الجمهوري لمناهضة الانقلاب.
اقرأ/ي أيضًا
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.