ليلة رأس السنة.. شارع النيل بالخرطوم من الحياة الصاخبة إلى الحرب
13 فبراير 2025
للعام الثاني على التوالي، بقي شارع النيل الذي كان أحد الوجهات المفضلة بالنسبة للمواطنين في العاصمة الخرطوم لقضاء ليلة رأس السنة الميلادية، بمعزل عن الاحتفالات، وتحولت الأماكن الواقعة قرب النيل إلى ساحة قتال وحركة جنود وتسليح، مودعةً حياة الصخب والسهر والألعاب النارية منذ (20) شهرًا.
يفتقد سكان الخرطوم، خاصة هواة الاحتفال في شارع النيل، تلك الأمكنة التي تحولت إلى ساحة قتال
لم يفارق السودانيون شارع النيل حتى في أغنياتهم، إذ انتشرت أغنية "الليلة بالليل نمشي شارع النيل" في السودان، وعبرت الحدود إلى أفواه المغنين في الشرق الأوسط، لاسيما دول الخليج.
تقع على شارع النيل سلسلة من المطاعم النيلية التي تقدم الأسماك والمشويات والعصائر، بعضها يعمل من داخل عبارات متوقفة على الشاطئ، لجذب أكبر عدد من السياح والمرتادين، فيما ينتشر الباعة على الأرصفة إلى جانب بائعات الشاي.
ما كان للخرطوميين معرفة أهمية شارع النيل لولا الحرب التي حرمتهم من المكان الحيوي في قلب العاصمة، يمتد بامتداد النهر بين مدن الخرطوم، كما يمتد النيل من الخرطوم إلى أم درمان، ويشمل ود مدني أيضًا بولاية الجزيرة من النيل الأزرق.
تقع أجزاء من شارع النيل تحت سيطرة قوات الدعم السريع، فيما تقع أجزاء تحت سيطرة الجيش، خاصة قرب وزارة الدفاع الواقعة أقصى شمال الخرطوم، قبل أن يفصل بينها وبين الخرطوم بحري النيل الأزرق قرب هذه المنطقة.
وكما للبلدان ساحات احتفال من الشانزليزيه إلى برج خليفة في دبي، للسودانيين خاصة سكان العاصمة أماكنهم المفضلة خلال ليلة رأس السنة. يعد شارع النيل أحد أبرز الوجهات بالنسبة لعشرات الآلاف، بينما ظل للعام الثاني على التوالي يرقد على ذكريات صاخبة وحاضر يضج بالمعارك الحربية.
زاحمت الدولة المواطنين في شارع النيل، ونشرت سلسلة من المرافق الحكومية منذ سنوات طويلة، وأبرز هذه المؤسسات جامعة الخرطوم التي تطل على الشارع لمسافة طويلة تكاد تصل إلى أربعة كيلومترات، وربما عزز وجود طلاب هذه الجامعة العريقة قرب النيل في سيادة مفاهيم الاحتفال قرب الشاطئ.
يطلق السودانيون شعبيًا على النيل "البحر"، ونادرًا ما يستخدم اسم النيل للاستدلال على ذلك
للنهر والنيل طقوس ومناسبات اعتاد عليها السودانيون، تحين خلال عطلات رأس السنة وأعياد الفطر والأضحى والعطلات الأسبوعية يومي الجمعة والسبت. يفضل البعض نحر الذبائح وأكل الشواء، ويتنفس البعض قرب النيل وهو يعتمد على الأسماك المشوية التي تباع في المطاعم الشعبية.
يطلق السودانيون شعبيًا على النيل "البحر"، ونادرًا ما يستخدم اسم النيل للاستدلال على ذلك، وهناك عبارة رائجة بين هواة الشواطئ بـ "ماشين البحر"، أي سنذهب إلى النيل أو البحر، وربما لعب نقص خيارات الترفيه دورًا في تدفق المواطنين نحو الشواطئ النيلية، لا سيما في المدن الواقعة وسط وشمال وجنوب البلاد.
لم يتمكن النيل من عزله نفسه من أن يكون ضمن أدوات الحرب في العاصمة الخرطوم بتحرك العبارات العسكرية الصغيرة بين مدن العاصمة المثلثة، إما لنقل الإمداد أو الجنود، أو تنفيذ عملية قتالية. كما لو أن هذه الموارد لن تعود كما كانت قبل الحرب، تحتوي صيادي السمك ومزارعي الجروف لإنتاج الخضروات والفواكه.
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.