"كوفيد 19" يختبر قدرة السودان على التعامل مع الأوبئة والطوارئ
14 أبريل 2020
مع تزايد حالات الإصابة بمرض كوفيد 19 عالميًا ومحليًا يخشى مسؤولون سودانيون من مواجهة فترات حرجة، قد تشكل مخاطر عالية على البلد الذي يعاني من هشاشة النظام الصحي. خصوصًا مع إعلان وزارة الصحة مساء أمس اكتشاف عشر حالات إصابة جديدة بالمرض ليرتفع العدد إلى 25 إصابة بوباء كورونا.
تعاني مراكز العزل في الخرطوم من قلة الملابس الواقية التي يحتاجها الأطباء للتعامل مع مرضى كوفيد 19 والشحنات التي وصلت من الصين غير كافية
يقدم أحد مسؤولي وزارة الصحة ولاية الخرطوم لـ"ألترا سودان" لمحة عن الاستعدادات الحكومية للتعامل مع وباء كورونا الجديد، مشترطًا عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح لأجهزة الإعلام. حيث يبين أن "السودان أمام خيار واحد لتجنب المخاطر هو الإغلاق الكامل لأسابيع".
اقرأ/ي أيضًا: قضية المدمرة كول.. نهاية قصة عمرها عقدان من الزمان
تعاني مراكز العزل في الخرطوم من قلة الملابس الواقية التي يحتاجها الأطباء للتعامل مع مرضى كوفيد 19 والشحنات التي وصلت من الصين غير كافية
ويضيف أن "الاستعدادات غير مرضية. نحن نعاني من نقص في الملابس الواقية التي تصرف للأطباء وكوادر التمريض حينما يشرفون على مرضى كوفيد 19 بمراكز العزل".
فعلى سبيل المثال في مركز العزل بمستشفى جبرة جنوبي العاصمة السودانية يعاني الأطباء وهم متطوعون من قلة الملابس الواقية، وحينما وفرت حملات شعبية بعض الملابس الواقية اكتشفوا أنها تسرب السوائل وبالتالي لا تقي من الفايروس.
ويتابع المصدر: "لجأنا إلى وزارة الصحة الاتحادية التي تسلمت الملابس الواقية من شحنات الصين حيث تبرع بها مالك شركات علي بابا في نهاية آذار/مارس الماضي، لكن الكمية كانت محدودة والاستهلاك أكبر لأن المناوبة الواحدة في مركز العزل تحتاج إلى استبدال الملابس الواقية مرتين للفرد الواحد".
ومع تزايد استهلاك الملابس الواقية للتعامل مع مرضى كوفيد 19 طرحت شركة محلية صنع كميات من هذه الملابس لكنها لا تزال قيد التصنيع وغير معروف عما إذا كانت مطابقة للمعايير أم لا.
اقرأ/ي أيضًا: قضية المدمرة كول.. نهاية قصة عمرها عقدان من الزمان
وتمكن متطوعون بحسب المصدر الذي يعمل في المجال الطبي من تقديم مبادرة لتوفير ألف قطعة ملابس واقية بقيمة 20 ألف دولار باستيرادها من الصين، لكن هذا الخيار لا يزال قيد الدراسة والبحث من المتطوعين، وبالتالي ليس موضوعًا كحل متوفر.
أكياس الجثث
الأمر الثاني الذي يعتبر من المشكلات التي لم تصعد إلى السطح حتى الآن هو أكياس جثث وفيات كوفيد 19، لأن عدد حالات الوفيات محدود في السودان. حيث بلغ حتى الآن أربع وفيات والأكياس الخاصة بالتكفين جلبت من الصين مع الشحنة التي تبرع بها مالك شركة علي بابا.
وكانت هيئة الطب العدلي في السودان أخطرت عائلات المتوفين بمرض كوفيد 19 باتخاذ التدابير اللازمة وعدم غسل الجثث مع وضعها في الأكياس المخصصة لها تجنبًا لانتقال عدوى فيروس كورونا الجديد.
ويضيف المسؤول: "ليست لدينا توقعات للوفيات لأننا لا نملك مراكز قياس وحتى الآن نعمل بالمتاح، لكن في التعامل مع الوبائيات ينبغي وضع أقصى درجات المخاطر للتعامل معها حينما تقع أمامك".
وترتفع مخاوف الحكومة السودانية مع مرور الوقت لأن الأرقام للحالات المشتبه بها زادت إلى 286 حالة اشتباه، أغلبها في العاصمة بجانب ظهور إصابات ناتجة عن المخالطات الاجتماعية، ومع ظهور 10 حالات إصابة مؤكدة بالمرض أمس، اتخذت السلطات قرار فرض حظر التجوال الكامل في ولاية الخرطوم، لكن هذا يتطلب وفقًا للسلطات الحكومية وضع تدابير اقتصادية تمكن الفقراء من توفير احتياجاتهم لمواجهة الإغلاق الكامل.
بوابات معقمة تصنع محليًا
وفي الأوقات الحرجة تشتد الحاجة إلى الاختراع وهذا ما فعلته شركة هندسية محلية متخصصة في صناعة المكيفات، حيث صنعت أبوابًا تقوم بتعقيم كل من يستخدمها من القادمين إلى المستشفيات، وطبقًا للمصدر الطبي فقد تم توفير عشرات الأبواب من هذا النوع وتسليمها لوزارة الصحة الاتحادية.
اقرأ/ي أيضًا: مذكرة تتهم وزير المالية بالمحسوبية وتقريب منسوبي النظام البائد وتطالب بإقالته
وتحيط هذه البوابات بمستخدميها من كل جانب وتقوم برش المواد المعقمة التي لا تترك آثارًا على الملابس والجلد لضمان انتقال آمن لمن يدخلون المستشفيات.
ومن شأن هذه الأبواب الواقية أن تساعد المستشفيات على تخصيص مناطق آمنة للتعامل مع طالبي الخدمة الطبية خاصة مع تعرض مشافي غير متخصصة للتعامل مع مرض كوفيد 19 إلى استقبال مصابين، ما جعل أطقمها الطبية التي تعاملت مع حالات اُكتشف لاحقًا إصابتها بالفايروس، إلى الدخول في حجر صحي لأسبوعين، وهذا ما حدث للطاقم الطبي في مستشفى فضيل ومستشفيات السلاح الطبي بالخرطوم وأمدرمان.
وتواصل "ألترا سودان" مع المدير التنفيذي للشركة المنفذة لمشروع البوابات المعقمة، مزمل إبراهيم، والذي أكد صناعة هذه الأبواب وتوفيرها لوزارة الصحة الاتحادية، موضحًا أن الكميات المصنعة كبيرة.
بينما يقول الخبير في منظمة الصحة العالمية عيسى حامد لـ"ألترا سودان"، إن إقامة منطقة عزل بجميع المستشفيات هو الحل الأمثل في هذا الوقت، لأن بعض الحالات الواردة إلى المشفى قد تكون مصابة من دون علم بالفايروس الجديد.
كما ينبغي على المستشفيات أن تنشئ منطقة عزل لاستقبال الحالات الواردة بدلًا من وقوع أضرار فادحة تلحق بالأطقم الطبية التي تتفاجأ بأنها تتعامل مع مريض كوفيد 19 دون أي وقاية.
يقول المصدر: "منطقة العزل في المستشفيات تتطلب جعل الاستقبال خط الدفاع الأول للتعامل مع جميع القادمين، ومن ثم عزل المشتبه بهم حتى لا تلحق الأضرار بالطاقم الطبي وتعطله عن العمل في هذا الوقت الحساس".
اقرأ/ي أيضًا: رئيس الوزراء يصدر أمرًا للطوارئ يتضمن عقوبات مشددة لمخالفي محاذير كورونا
وليس معروفًا عما إذا كان السودان يعتزم التوسع في إنشاء مختبرات جديدة للكشف عن مرض كوفيد 19، فالمعمل المركزي ستاك في الخرطوم حاليًا يضم ثلاثة أجهزة رصد للفايروس الجديد.
المشكلة التي تواجه المعمل المركزي في العاصمة السودانية أنه يضطر إلى إغلاق غرفة الأجهزة ليومين بعد التعامل مع العينات الواردة سيما إذا كانت نتائجها موجبة، وذلك لتعقيم الأجهزة والمعمل وهو إجراء يستغرق يومين كما يؤكد المسؤول.
بالنسبة للمصدر الطبي الذي تحدث إلى "ألترا سودان"، فإن الحل هو توزيع أجهزة فحص العينات على ثلاثة مواقع متفرقة حتى لا تضطر السلطات الصحية إلى تعليق العمل في المعمل المركزي بحجة التعقيم ليومين، غير أن هذا المقترح لم ينفذ بعد.
ورغم أن كوفيد 19 مرضُ قاتل إلا أنه بالنسبة للسودان قد يكون فرصة لاختبار صناعة الأجهزة والمعدات وتوطينها إذا ما حظيت المبادرات التي تقدم في هذا الشأن بالاهتمام الحكومي الكافي، بدلًا عن التفكير في الحلول القادمة من الخارج، خصوصًا وأن استيراد هذه الاحتياجات صار أمرًا غاية في الصعوبة، هذا إن وجدت.
اقرأ/ي أيضا:
وكيل الكهرباء لـ"الترا سودان": الشركة التركية تباشر عملها في دارفور وكردفان
انتهاء فترة الحجز الصحي لـ701 جنديًا سودانيًا بعد عودتهم من السعودية
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.