كورونا على الأبواب.. هل يكون السودان قادرًا على احتواء الفيروس؟
10 مارس 2020
حينما تفشى فايروس كورونا المستجد في مدينة ووهان الصينية كانت المخاوف كبيرة في السودان من انتقال الفايروس إلى السودان الذي يعاني من بنية صحية متدهورة، غير أن مسؤوليين في منظمة الصحة العالمية أكدوا أن التدابير المتخذة مطابقة للمعايير والبرتوكولات المعروفة للتعامل مع الوبائيات.
مسؤول منظمة الصحة العالمية: كنا نتخوف من صعوبة تعامل السلطات السودانية مع هذا الفايروس لكن وجدنا استجابتهم مذهلة وتحلوا بالمسؤولية
وأخضعت وزارة الصحة السودانية السبت الماضي مريضًا اشتبه أطباء بمشفى الراقي شرق العاصمة إصابته بالفايروس المستجد وأكدت نتائج أولية للأطباء عدم وجود أعراض كورونا على المريض.
اقرأ/ي أيضًا: طلاب ووهان..من وراء تحول قضيتهم لأزمة ثم فضيحة؟
وأبلغ مسؤول منظمة الصحة العالمية في حديث مع "ألترا سودان" أن "مكتب منظمة الصحة العالمية يتابع التدابير التي تتخذها السلطات السودانية عن كثب وأوفد موظفًا مع فريق من الصحة السودانية إلى معبر شمالي السودان لمتابعة حالات القادمين من مصر".
ويتابع المسؤول الذي اشترط حجب اسمه لأنه غير مخول له بالتصريح "الموظف مختص بالقانون الدولي للصحة وهو قانون يمنع الدول من التكتم على الوباء أو الفايروس حتى لا تنتقل المخاطر إلى دول أخرى".
ويشير المسؤول إلى أن "الموظف الذي ابتعثته مكتب منظمة الصحة العالمية من حقه أن يخاطب مقر المنظمة الرئيسي في جنيف، لإبلاغه عن آخر التطورات الميدانية وإذا رصد حالات يمكنه إعلانها فورًا".
ويؤكد المسؤول أن السودان استوفى جميع الشروط اللازمة لرصد الحالات القادمة من الخارج وتابع " كنا نتخوف من صعوبة تعامل السلطات السودانية مع هذا الفايروس لكن وجدنا استجابتهم مذهلة وتحلوا بالمسؤولية ".
وأنشأت وزارة الصحة السودانية مركزا للعزل بمستشفى الخرطوم وسط العاصمة، وزاره مسؤولون من مكتب الصحة العالمية ولاحظوا أن " عنبر العزل مستوف للمعايير ومعزول عن حركة الموظفين والمرضى المنومين بالمستشفى، ويمكن الاعتماد عليه لنقل حالات مشتبهة حال ورودها من المعابر والمطارات".
اقرأ/ي أيضًا: أطباء من أجل حقوق الإنسان: فض الاعتصام كان مخططًا له مسبقًا ولم يحدث بالخطأ
كما ألزمت وزارة الصحة السودانية مدراء المستشفيات بالعاصمة بالمشاركة في إجتماع أسبوعي لتقييم الأوضاع الصحية والتحوط للفايروس المستجد بمتابعة من ولاية الخرطوم.
وأنهى أطباء وممرضون برنامجًا تدريبيًا بالتنسيق مع مكتب الصحة العالمية بالخرطوم خاصة مع تزايد المخاوف من أن الفايروس قد يكون وشيكًا في ظل اكتشاف حالات بمصر، التي تجاور السودان على حدودها الجنوبية وتتخذان معابر برية لحركة المسافرين.
ويقول حسان إبراهيم الباحث في السياسات الصحية لـ(ألترا سودان ) "أعتقد أن المخاوف بشأن الكورونا مرتفعة دون مبرر، حتى الملابس الواقية هناك مبالغة فيها لأن الصحة العالمية تعتقد أن المطلوب هو وضع الكمامة اللاصقة فقط والقفازات اليدوية". ويضيف إبراهيم " الإجراءات التي إتخذتها الصحة السودانية جيدة جدًا حسب ما علمت، رغم الإمكانات الشحيحة لكن لا بد من متابعة لصيقة للقادمين من الدول التي تواجه الفايروس وحجزهم في منازلهم إذا تعذر العزل الصحي الموحد".
وتحدث" ألترا سودان" مع إبراهيم جبر(40 عامًا) والذي وصل مطار الخرطوم الأسبوع الماضي عن الإجراءات التي إتخذتها السلطات الصحية "الرصد متابع من فريقين من الأطباء حظينا بتعامل راق جدا تم إخضاعنا للكشف فور نزولنا من الطائرة، قبل الصعود إلى الحافلة وبعد دخولنا صالة الإجراءات تم إخضاعنا للرصد الحراري مرة أخرى. وأعتقد أن الإجراءات جيدة مقارنة مع إمكانات البلاد" يقول جبر.
وأعلن "معمل إستاك المركزي" بالخرطوم أن لديه استعدادات مختبرية لفحص عينات مشتبه بهم حال ورودها إلى المختبر الرئيسي بالسودان، بعد استلامه المعينات من منظمة الصحة العالمية ضمن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة السودانية لمكافحة الفايروس المستجد. وانتشرت الأسبوعيين الماضيين أنباء غير مؤكدة أن جنود مصريين يعملون في بعثة يوناميد العاملة في دارفور نقلوا الفايروس إلى مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور غربي السودان لكن مسؤول منظمة الصحة العالمية استبعد هذا الأمر مشيرًا إلى أن "الجنود التابعيين للبعثة الأممية العاملة في دارفور لديها برتوكولات صحية صارمة ولايسمح لهم بالإنتقال دون الخضوع للفحوصات الطبية الدقيقة".
ولتطابق رواية مسؤول الصحة العالمية أجرى ألترا سودان اتصالات مع مسؤولة بوزارة الصحة السودانية رفضت الإفصاح عن اسمها لكنها أكدت أن السودان خال من الفايروس موضحة أن "جميع الحالات التي وردتنا سواء من شخصين قدما من الصين أو حالة مريض مستشفى الراقي شرق العاصمة جميعها أعراض لا تتطابق مع الفايروس ولا تدعو إلى القلق".

وكانت تقارير نشرتها وسائل إعلام سودانية الأسبوع الماضي أعلنت أن السلطات الصحية السودانية تتابع حالة أكثر من 800 شخص قدموا من دول تواجه فايروس كورونا بينهم 400 شخص تتابعهم حالاتهم بشكل دقيق .
ويؤكد مسؤول منظمة الصحة العالمية أن "مكتب منظمة الصحة العالمية بالسودان مطمئن للإجراءات التي اتخذتها الصحة السودانية للتعامل مع الفايروس المستجد، سواء في مطار الخرطوم أو المعابر البرية ومركز العزل في الخرطوم".
مسؤول أممي: الفايروس يتعايش مع درجة حرارة 22 درجة مئوية، لكن هذا لايمنع إنتقاله إلى الدول التي ترتفع فيها الحرارة
وأشار المسؤول إلى أن "منظمة الصحة العالمية تشجع الحكومة السودانية على تمليك المعلومات للمجتمع، خاصة في المدارس لأن الأطفال لديهم تأثير على عائلاتهم وتلقى مكتب الصحة العالمية في الخرطوم طلبات من مدارس في العاصمة للتدريب على برتوكولات التعامل مع الفايروس تحوطا للمستجدات".
ويوضح المسؤول أن الفايروس يتعايش مع درجة حرارة 22 درجة مئوية، لكن هذا لايمنع إنتقاله إلى الدول التي ترتفع فيها الحرارة لأنه يجد أماكن تنخفض فيها الحرارة بالتالي يتنقل فيها عن طريق اللمس".
اقرأ/ي أيضًا:
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.