كسلا.. المقاهي تزدهر في غياب الاتصالات
11 فبراير 2024
في تمام الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي لمدينة كسلا شرقي البلاد، يبدأ بعض الشبان بالتوافد إلى مقهى شعبي في السوق الرئيسي، وعادة في مثل هذه الأوقات كانت المقاهي تقتصر على كبار السن، لكن خمسة أيام من توقف شبكات الإنترنت في السودان قلبت الحياة الاجتماعية رأسًا على عقب.
رغم عودة الناس إلى الحياة الاجتماعية في المقاهي مجبرين بسبب قطع الاتصالات لكن يبدو عليهم التوتر والقلق
لم يختبر السودانيون في حربهم الشرسة أوضاعًا أكثر صعوبة من الذي يحدث حاليًا، فحظر الاتصالات والمحادثات الهاتفية والإنترنت بواسطة الدعم السريع أوقف أكبر مشغل للهاتف التابع لشركة (زين) جنوب العاصمة الخرطوم منذ السادس من شباط/فبراير الجاري.
يقول عماد الذي تواصل مع "الترا سودان" عبر البريد الإلكتروني من مقر منظمة في كسلا، إن الحاضرين في المقهى ينقسمون بين جيل شاب وأجيال سابقة لا تكترث لقطع الاتصالات سوى في حدود إجراء المحادثات التلفونية، وذلك للتواصل مع العائلة والأصدقاء والمعارف. أما الشبان فهم قلقون بطبعهم لأنهم اعتادوا على الهاتف الذكي وتصفح الشبكات الاجتماعية.
حتى أخبار الحرب لم تعد متوفرة لديهم حسب عماد، ولا توجد معلومات مباشرة إلا عبر متابعة المحطات التلفزيونية، والتي لا تقدم الصورة الكاملة للمشهد في السودان مثل ما تفعل المنصات الاجتماعية التي يستخدمها ملايين السودانيين.
من منظور آخر ربما أدت الاتصالات وثورتها الواسعة إلى عزلة اجتماعية، فالناس مثلًا في أوقات الفراغ يفضلون التواصل الإلكتروني، وذلك عوضًا عن الخروج من المنزل أو مقر العمل أو حتى الذهاب إلى مناسبة اجتماعية.
في الصباح ومنذ وقت مبكر يكتظ الشبان في المقاهي في مدينة كسلا، أما الفتيات فهن يفضلن الذهاب إلى المطاعم، خاصة خلال المساء لتعويض الملل الناتج عن توقف الاتصالات طبقًا لسارة حسن التي تواصلت مع "الترا سودان" من مقر منظمة في كسلا، والتي حصلت على خدمة الإنترنت نتيجة عودة الاتصالات الأرضية لسوداني "فايبر" الساعات الماضية.
وتضيف سارة: "الملل يقتل الناس مع انقطاع الاتصالات، لم يعد بالإمكان معرفة ما يدور في السودان ولا العالم. أغلبنا لا يعرف أسباب قطع الإنترنت والمكالمات، والبعض يتداول شائعات ومعلومات غير صحيحة عن تدمير المقسمات، ويأتي ذلك نتيجة وقوعه في فخ الشائعات في مثل هذه الأجواء".
وتقول سارة: "حتى الخروج إلى المطاعم والأسواق لا يمكن أن يكون بصورة يومية، لأن الوضع الاقتصادي لا يسمح بذلك، فالوجبات السريعة ارتفعت بين ثلاثة إلى خمسة آلاف جنيه لقطعة خبز "سندوتش" دون إضافة تكلفة المواصلات".
تردف هذه الفتاة قائلة: "لا يعني أن الناس ينامون مبكرًا أو يخرجون من المنزل مضطرين أو يتبادلون الزيارات أن حياتهم أصبحت أكثر تواصلًا من الناحية الجسدية، في الحقيقة هم يشعرون بالتوتر والقلق من طول أمد حظر الاتصالات والإنترنت، بالتالي فقدان كافة سبل الحياة الاقتصادية من تحويلات مالية وأعمال البنوك والتأثير حتى على السيولة النقدية، لذلك الحياة في طريقها للتوقف كليًا ما لم تحدث تطورات تعيد الاتصالات. بعض الناس يخططون للسفر إلى دول الجوار ولو بطرق غير نظامية".
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.