مجتمع

عام الموت.. أبرز السودانيين الراحلين في 2020

27 ديسمبر 2020
preview.jpg
موسى حامد
موسى حامدصحفي من السودان

بمرور سريعٍ على روزنامة أيام وشهور هذه السنة 2020، فإنها تستحقُ أنْ تُسمى في الدفاتر السودانية بعام الموت السوداني بلا منازع. موت طوّف بكل المجالات السياسية، الفنية، الأدبية، وغيرها. هذه العبارة لا تعني بأنْ الموت توقّف، لأنه ببساطةٍ من المخلوقات مثله مثل الحياة، إلا أنّ عوامل كثيرة عديدة، أبرزها جائحة كورونا التي غزتْ السودان كبقية دول العالم، كتبت الأسباب لنهاية شخصيات كثيرة.

الموت السوداني لم يقتصر على حقلٍ واحد، وإن كان أكثر الذين راحوا ضحية الموت؛ بسبب كورونا

ما يمضِ شهرٌ من شهور السودان، إلا وتكون يوميات وسائل التواصل الاجتماعي السودانية غارقةٌ منشوراتها بالنعي، والفجيعة، ومرارة الفقدان. ويتبادل السودانيون عبارات التعزية بعضهم البعض، حيث صارت بيوت العزاء تقلُ تدريجيًا وصولًا إلى اكتفاء غالبهم بمراسم التشييع فقط، وهي الأخرى صارت مقتصرةً فقط على الأقرباء من الدائرة الضيقة.

اقرأ/ي أيضًا: السودان يودع عام الكوارث.. وكورونا أزمة ملازمة للعام الجديد

الموت السوداني لم يقتصر على حقلٍ واحدٍ، وإن كان أكثر الذين راحوا ضحية الموت؛ بسبب كورونا؛ الأطباء السودانيين، باعتبارهم خط الدفاع الأول. وعليه، فإنّ قائمتهم تطول، وما تزال في ازديادٍ إلى الآن. وأبرزهم: الطبيبان أمجد الحوراني وعادل الطيار، اللذان توفيا في إبريل الماضي بالعاصمة البريطانية لندن. ويأتي في هذه القائمة كلٌ من: عادل أبو المعالي، مدير مستشفى الرباط الوطني، والاستشاري سيف البحر، وغيرهم.

أما في مجال السياسية، فقد خطف الموت الكثيرين، يأتي في مقدمة هؤلاء الإمام الصادق المهدي، الذي رحل أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وبعده بأسبوع أصغر أعمامه: غازي أحمد المهدي. وكذا القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي، والخبير القانوني علي السيد المحامي، الذي رحل في كانون الأول/ديسمبر الجاري. بجانب كل من وزير الدفاع، الفريق أول جمال عمر، الذي رحل في آذار/مارس الماضي، بسبب ذبحة قلبية مفاجئةٍ، بعاصمة دولة جنوب السودان جوبا، أثناء المفاوضات بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح، التي تُمثلها الجبهة الثورية.

كما رحل في هذا العام أيضًا، عدد من منسوبي ومعتقلي النظام السابق، بعضهم في السجن، من هؤلاء: الشريف عمر بدر، القيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول، في أيار/مايو الماضي. بالإضافة إلى حمدي سُليمان، أحد القيادات الشابة بذات الحزب المحلول في أيار/مايو الماضي، بعد زيارةٍ له للشريف بدر في النيابة أثناء التحقيق معه. وكانت مشاركة لحمدي سُليمان، بقناة العربية الحدث، قبل سقوط نظام عمر البشير، لقيت رواجًا وسخرية كثيفة، دافع فيها عن نظامه، حيث كان يرد على أسئلة المذيعة الراحلة نجوى قاسم بالأشعار السودانية، مثل: "بلادي سهول/بلادي حقول".

وفي سياق السياسة، فقد رحلت بسبب فيروس كورونا، نهاية مايو الماضي، مهندسة التطبيع في السودان: نجوى قدح الدم، الشخصية التي لم تنحل خيوط الغموض حولها منذ الإنقاذ وحتى سقوطها، مرورًا بالفترة الانتقالية. للدرجة التي أرسلت فيها إسرائيل طائرة خاصة من تل أبيب لعلاجها، إلا أنّ الطائرة وصلت بعد وصول حالتها إلى المرحلة النهائية من المرض.

في أيلول/سبتمبر الماضي، رحل أيضًا أحد الأسماء المهمة في الحركة الإسلامية السودانية، وأحد الممكسين بملفات أمنية مهمة طوال فترة الإنقاذ وهو: يوسف محمد صالح، الشهير بـ"يوسف لِبِس". وهو أيضًا أحد المقربين من عرّاب الإسلاميين في السودان: حسن التُرابي. ومن المفارقات في وفاة يوسف لِبِس، أنّه بالرغم من تطاول فترات سجنه التي تجاوزت في مجملها الاثنتي عشر سنة، إلا أنّ حادث حركة سير تسبّب في وفاته.

اقرأ/ي أيضًا: "وقفن على الشط كالذكريات".. الهجرة ما بين الوطن والمنفى

من الذين رحلوا هذا العام، عبدالله البشير، شقيق الرئيس المعزول عمر البشير، بعد معاناةٍ مع المرض نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

 في سياق الفنون والثقافة في السودان، رحلت العديد من الأسماء، أبرزهم المغني عثمان مصطفى

أما في سياق الفنون والثقافة في السودان، فقد رحلت العديد من الأسماء، أبرزهم المغني عثمان مصطفى الذي رحل بداية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض. وكذا فعل المرض مع المسرحي وأستاذ المسرح: ياسر عبداللطيف، الذي صارع المرض طويلًا حتى صرعه في نهاية أيلول/سبتمبر الماضي.

وهو ذات الأمر مع أستاذة الموسيقى بكلية الموسيقى والدراما: حواء المنصوري، التي تسبب السرطان في وفاتها في تموز/يوليو الماضي. وفي أسابيع معدودة لحق بها من أستاذة كلية الموسيقى والدراما، كلٌ من: البروفسور عثمان جمال الدين، أستاذة الموسيقى مريم عثمان، والشاعر الغنائي عز الدين هلالي. بجانب الشاعر السر دوليب، الذي رحل في أيلول/سبتمبر الماضي، بعد مرضٍ تطاولتْ مدته لسنوات. وفي أيلول/سبتمبر من هذا العام أيضًا؛ رحلت الفنانة والاستعراضية السودانية ستونة مجروس.

وكانت آخر الأوراق المتساقطة بالرحيل من حقل الفنون والغناء، كلٌ من: المغني حمد الريح، الذي تسبّب فيروس كورونا في وفاته، بعد مصارعته الممتدة لسنتين مع مرض السُكري، بداية كانون الأول/ديسمبر الحالي. ولحق به بعد أسابيع، الموسيقار: موسى محمد إبراهيم، وكذا أشهر عازفي آلة المندلين في السودان: سُليمان زين العابدين، الذي اشتهر بالعزف مع المغنييْن: خضر بشير، والنور الجيلاني. بجانب مساهمته البارزة في غناء الأطفال. كما ينضاف إلى قائمة الراحلين من المغنيين في هذا العام: عبد العزيز المبارك، الذي رحل في شباط/فبراير الماضي، بالعاصمة المصرية القاهرة، بعد مرضٍ تطاول.

من باب آخر، فإن أبرز الراحلين من التشكيليين هذا العام: البروفسور حسين جمعان، عميد كلية الفنون الجميلة الأسبق، والحائز على عددٍ من الجوائز المحلية والعالمية في الفنون، الذي رحل في حزيران/يونيو الماضي. والتشكيلي فتح الرحمن باردوس صاحب المدرسة التشكيلية المميزة في الرسم، حيث أشتهر في رسوماته باللونين الأبيض والأسود.

في مجال الإعلام، فقد اختطف الموت هذا العام كثيرون، أبرزهم: الصحفي الشاب محمد شريف مزمل، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إثر إصابةٍ مفاجئة بالذبحة الصدرية. هذا بجانب المذيع: ماجد ليّاي في أيار/مايو الماضي. والمذيعة رتاج الأغا في شباط/فبراير الماضي. أما في تشرين الثاني/نوفبر الماضي، رحل كلٌ من: الصحفي محمد إسماعيل العمرابي، والصحفي والروائي أحمد مصطفى الحاج.

اقرأ/ي أيضًا: "العشق والكتابة".. بن سلامة وإبداع المفهوم

في مجالات أخرى، فقد رحل هذا العام، الشيخ محمد أحمد حسن، في أيار/مايو الماضي. وهو المشهور بتقديم برامج فتاوى عبر وسائل الإعلام المختلفة، وأشهر برامجه: الدين النصيحة. وكانت برامجه تتسمُ بمتابعةٍ عالية، تجذيهم إليها لغته السهلة والقريبة منهم. ولقي رحيل مقريء القرآن: نورين محمد صدّيق، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، إثر حادث حركة -لقي تدوالًا واهتمامًا واسعًا، بسبب محبةٍ مقدّرةٍ لسودانيين طريقته في تلاوة القرآن، للدرجة التي كان يحرص فيها كثيرون على الصلاة خلفه، طوال ليالي شهر رمضان.

شائعات الموت طاردت الكثيرين هذا العام

تستحق هذه السنة السودانية، التي أظلمها فيروس كورونا، أنْ تتسمى: عام الموت السوداني، الذي لم يقتصر على الذين غادروا الدنيا السودانية فقط، وإنما شمل حتى شائعات الموت، التي طاردت الكثيرين. ولو كُتب لها أنْ تحصر لفاقت قائمة الراحلين أنفسهم.

اقرأ/ي أيضًا

"بلد النساء" في اعتصام القيادة

"ستموت في العشرين".. الدخول للحياة من باب الموت

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert