طبعة جديدة من موسم الهجرة إلى الشمال باللغة الإيطالية

كشف المترجم والباحث اللغوي الإيطالي، فرانشيسكو ليجيو، عن صدور طبعة جديدة من رواية موسم الهجرة إلى الشمال، للروائي السوداني الطيب صالح.

فرانشيسكو ليجيو: رواية الطيب صالح من أمهات الكتب في القرن العشرين ولا يزال محتواها حاضرًا وحيًا في المكتبات

وصدرت الترجمة الأولى لرواية موسم الهجرة إلى الشمال إلى اللغة الإيطالية في العام 1974، وقال فرانشيسكو ليجيو إنه كان محظوظًا بترجمة هذا الكتاب الذي يمثل رائعة من روائع الأدب العالمي على الإطلاق.

وأضاف فرانشيسكو ليجيو في حوار مع برنامج "أجانب ثقافتهم عربية"، على الإنترنت، إن رواية الطيب صالح من أمهات الكتب في القرن العشرين، ولا يزال محتواه حاضرًا وحيًا في المكتبات العربية، وفي تحليل العلاقات بين الشرق والغرب، والجنوب والشمال.

   عقب صدور رواية موسم الهجرة إلى الشمال في العام 1966 وجدت صيتًا كبيرًا بين النقاد في ذلك الوقت، ولقب الناقد المصري المعروف رجاء النقاش كاتبها الطيب صالح بـ"عبقري الرواية العربية"، وذلك للجدة التي أحدثتها الرواية من حيث تقنيات الكتابة وطرائقها البنائية، إضافة إلى موضوعها المعقد الذي تناول العلاقة الملتبسة ما بين الشرق والغرب، أو الجنوب العالمي والشمال.

ويقول المترجم فرانشيسكو إن "موسم الهجرة إلى الشمال تحكي عن المغامرة الروحية للشتات والعودة، والتسليم النهائي. قصة بطل الرواية هي قصة وعي مستنير، معاصر دائمًا، بأن (أنا شخص آخر)".

ترجمت رواية موسم الهجرة إلى الشمال إلى أكثر من لغة عالمية، من بينها الروسية والصينية والإنجليزية والفرنسية، وتم اختيارها ضمن أفضل مئة رواية كتبت في القرن العشرين على مستوى الوطن العربي.

فرانشيسكو ليجيو هو أكاديمي ومترجم إيطالي، متحصل على الدكتوراه في الدراسات والأبحاث في المغرب العربي والشرق الأدنى من صدر الإسلام إلى العهد المعاصر من جامعة نابولي.

ترجم العديد من البرامج التلفزيونية والأفلام الوثائقية حول مسلمي صقلية وشارك في عدد منها وعُرض بعضها في الفضائيات العربية، وإضافة إلى ترجمته رواية موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح، ترجم رواية ذاكرة الجسد للجزائرية أحلام مستغانمي، ورواية البق والقرصان لعمارة لخّوص من الجزائر.

إلى جانب رواية موسم الهجرة إلى الشمال ذائعة الصيت، صدر للطيب صالح أعمال روائية أخرى مهمة، من بينها رواية عرس الزين، ورواية بندر شاه بحزئيها ضو البيت ومريود، والمجموعة القصصية دومة ود حامد، إضافة إلى مجموعة من الكتب الأخرى التي ضمت مقالات الكاتب الراحل التي جمعت في عشر مجلدات.  

 بعد ثلاثة أيام من تاريخ اليوم تحل الذكرى السادسة عشرة لرحيل الروائي السوداني الطيب صالح، إذ توفي في 18 شباط/فبراير 2009 بعد أن قدم لوطنه السودان وللعالم أجمع إرثًا لا يفنى من الإبداع السردي والكتابة النقدية النيرة.