مجتمع

ضيق فرص السلام في السودان.. هل تاه العالم عنه؟

14 نوفمبر 2023
نازحون جراء الحرب.jpg
نزح أكثر من 5 ملايين شخص جراء الحرب بحسب تقارير الأمم المتحدة (Getty)
محمد حلفاويصحفي سوداني

يندر أن يمر أمامك شريط إخباري يحمل أخبارًا عن حرب السودان في محطة تلفزيونية إقليمية أو من دولة مجاورة، ما يُظهر انزواء السودان عن شاشات العالم الذي لم يعد يحفل بهذا البلد الذي يكافح فيه المدنيون للعودة إلى منازلهم التي تركوها في تغييرات قد تدوم إلى الأبد.

طلبت امرأة فرت من الخرطوم جراء الحرب من أحد الملمين بالتقانة رؤية منزلها عبر الأقمار الصناعية، وهو ما يُظهر كيف تُرك السودانيين وحدهم

قبل أسبوعين طلبت امرأة كانت تسكن في حي "كافوري" شمالي العاصمة الخرطوم من أحد الملمين بتقنية الأقمار الصناعية الحصول على صورة تقريبية لمنزلها، علها ترى ما فعلت الحرب بمسكنها.

تُظهر هذه الواقعة التي سردتها هذه السيدة لـ"الترا سودان" مدى الإحباط وفقدان الأمل في العودة إلى الديار. هي فقط تريد أن تلقي نظرة على منزلها حتى وإن كان في "صورة تقريبية" مصدرها الأقمار الصناعية، ولا تدري كيف سيطمئن قلبها وهي لن تتمكن من مشاهدة التفاصيل الصغيرة داخل منزلها.

كما تبين الواقعة أيضًا تحول العالم عما يحدث في السودان من تدمير وقتل للمدنيين في حرب وضعت مستقبل نصف سكان البلاد –نحو (25) مليون شخص– على المحك، فيما يقول آخرون إن العالم لم يكترث بالسودان قط.

https://t.me/ultrasudan

ربما أخيرًا قرر المجتمع الدولي أن يمنح نفسه فرصة لمشاهدة ما يحدث في هذا البلد الممتلئ بالأسلحة والمظالم التاريخية التي قد تنفجر مثل بركان مع تقدم الوقت. فالخميس القادم سيعقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة بالوضع في السودان هذا البلد المنسي عن العالم حسب ما وصفت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كلمنتين نكويتا سلامي، وقالت إن السودان يتجه إلى أزمة طويلة الأمد ما لم يتدارك العالم ما يحدث فيه من فظاعات بحق المدنيين.

يبدو أن السودان حصل أخيًرا على انتباه جزء من العالم بصرخة سلامي في جلسة مجلس الأمن الدولي. ومع ذلك فإن الصراع المسلح في هذا البلد ربما تحول إلى "روتين يومي" للخارج الذي لم يعرف عنه سوى الحروب الأهلية من جنوب السودان إلى إقليم دارفور، لكن هذه المرة جاءت الحرب مختلفة، وربما لم ينتبه العالم إلى هذا الأمر: أن مركز البلاد –تلك المدينة الكبيرة الشاسعة وعاصمة البلاد– تشهد أسوأ حرب في الإقليم حسب وصف أحد الدبلوماسيين لدى مغادرته الخرطوم بعد أسبوع من القتال.

يقول الدبلوماسي السابق عبدالرحمن إبراهيم لـ"الترا سودان": "لم يفعل العالم شيئًا للسودانيين ولن يفعل. تركهم يواجهون مصيرًا محتومًا في خضم صراع على السلطة كان يمكن تفاديه بقليل من الضغوط الغربية، لكنها لم تفعل"، مؤكدًا أن "الغرب لم يتفاجأ بالحرب".

ربما يأمل السودانيون في المقام الأول في تحرك دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بأن تلقي بثقلها على منبر جدة وتسرع في وضع حد للاقتتال من خلال الميسرين السعوديين والأمريكيين والدبلوماسيين الأفارقة، لكن لواشنطن ربما لم يحن الوقت لوضع السودان على رأس أولوياتها. هذا ما لمسته عندما سألت مصدرًا من السفارة الأمريكية بالخرطوم عن بطء الولايات المتحدة في الملف السوداني، فأجاب قائلًا: "نعم، بطء شديد. لم تتحرك واشنطن بالقدر المطلوب، وأخشى أنها لا تعلم تعقيدات الوضع في السودان".

مع استمرار منبر جدة في البحث عن مقاربة تعيد الطرفين المتحاربين إلى عملية بناء الثقة لدفعهما إلى وقف العدائيات، تدور معارك في الخرطوم، وتشن عناصر الدعم السريع هجمات على قاعدة للجيش جنوب العاصمة منذ ثلاثة أيام.

في ظل هذا الوضع ومع شواهد تحدد ملامح حرب طويلة الأمد ولا سيما بعد تدمير جسر "شمبات" ومخاوف من تدمير مصفاة الخرطوم –المصدر الرئيسي لمشتقات الوقود لسكان السودان– فإن هناك بصيص أمل ربما في زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلى كينيا التي لطالما دخلت في حرب تصريحات مع قادة الجيش في السودان منذ بداية الحرب.

تأتي زيارة البرهان إلى كينيا في أعقاب زيارته إلى المملكة العربية السعودية ومشاركته في القمة الأفريقية السعودية ولقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

يشعر السودانيون إزاء تراجع اهتمام العالم بالحرب في بلادهم وكأنهم تركوا دون أي بصيص أمل، فالرافعة الدولية هي التي ظلت تحدد اتجاهات السلم والحرب في السودان.

كيف يستعيد السودانيون انتباه العالم لحربهم؟ يجيب على هذا السؤال عضو في المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير– المجلس المركزي: "بالتواصل المستمر الذي لم ينقطع مع المجتمع الدولي، خاصة مع المهتمين بالشأن السوداني – الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وإثيوبيا وكينيا".

 

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert