صاحب جواز محتجز لدى السفارة البريطانية يحكي لـ"الترا سودان" معاناته
21 مايو 2023
مع اشتداد الاشتباكات المسلحة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، قرر الكثير من المواطنين مغادرة البلاد، تاركين خلفهم حيواتهم وبيوتهم التي مستها الحرب.
وبحسب إحصائيات للأمم المتحدة، تسببت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في نزوح أكثر من مليون شخص، بعضهم غادر البلاد إلى إثيوبيا ومصر وتشاد عبر الحدود البرية في ظل توقف حركة الطيران، واشترطت مصر وإثيوبيا حيازة الذين يودون الدخول إلى أراضيها فرارًا من الحرب، على وثيقة سفر.
كشف العديد من المواطنين الذين حاولوا مغادرة البلاد، عبر المعابر الحدودية إلى مصر وإثيوبيا، عن صعوبات واجهتهم بسبب احتجاز السفارات الأجنبية لجوازاتهم
وكشف العديد من المواطنين الذين حاولوا مغادرة البلاد، عبر المعابر الحدودية إلى مصر وإثيوبيا، عن صعوبات واجهتهم بسبب احتجاز السفارات الأجنبية لجوازاتهم التي كانت قيد إجراءات التأشيرة قبل بدء الحرب. وأتلفت بعض السفارات وثائق السفر التي بحوزتها، فيما نقلت سفارات أخرى الوثائق إلى مناطق آمنة، وبعضها تركتها في المباني التي أغلقت أبوابها جراء الحرب.
الشاب "س" الذي فضل حجب اسمه، هو أحد مئات السودانيين العالقين في البلاد نتيجة لاحتجاز جوازه في إحدى السفارات الغربية. حكى "س" لـ"الترا سودان" تفاصيل المعضلة التي واجهته نتيجة لعدم تحصله على الجواز المحتجز لدى السفارة البريطانية، ما تسبب في أن يعلق في السودان غير قادر على السفر إلى خارج البلاد.
ابتدأت قصة "س" مع السفارة البريطانية في نيسان/أبريل المنصرم، قبيل اندلاع الحرب في العاصمة الخرطوم، حيث قدم طلبًا للحصول على تأشيرة عبر وكالة تعمل في هذا المجال.
يقول "س" لـ"الترا سودان" إنه عقب تقديمه لطلب التأشيرة ودفع الرسوم، طلب منه القدوم إلى مقر السفارة في الخرطوم، حيث أخذت بصمته وصورته، كما صوّروا جوازه بالكامل، ومن ثم أخذوه منه عقب ذلك، واحتفظوا به معهم، وأخبروه بأن التأشيرة ستستغرق فترة أسبوعين، وأنهم سيحتفظون بالجواز طوال هذه المدة. وعبر هذا الشاب عن استغرابه من أخذهم الجواز عقب تصويرهم كل صفحاته.

ومع بداية الاشتباكات في الخرطوم، فقد هذا الشاب الاتصال بالوكالة التي قدّم عبرها للتأشيرة، ومن ثم تواصل مع عدد من الشباب الذين يمرون بنفس المعضلة، إذ علق العديد من السودانيين في مناطق الاشتباكات نسبة لاحتجاز جوازاتهم في السفارة البريطانية وغيرها من السفارات.
وكشفت مصادر دبلوماسية لوسائل إعلام، عن تدمير السفارة الفرنسية والأمريكية لجوازات السودانيين التي كانت بحوزتها، فيما أجلت العديد من السفارات طواقمها قبل إعادة الجوازات التي بحوزتها إلى أصحابها، ما تسبب في أن يعلق المئات من السودانيين الذين يحاولون مغادرة البلاد عقب اندلاع المواجهات العنيفة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.

وروى سودانيون لـ"سي إن إن" إنهم لا يستطيعون الهروب من القتال الدائر في بلادهم، لأن جوازات سفرهم عالقة داخل السفارات الأوروبية. وتقطعت بالعديد من السودانيين السبل.
وكانت السفارة الهولندية في الخرطوم قد ردت في تويتر على تساؤل بشأن جوازات السفر العالقة لديها، وكتبت: "نأسف بشدة للوضع الحالي الذي تعيشون فيه، لقد أجبرنا على إغلاق السفارة وإجلاء موظفينا"، وأضافت: "لسوء الحظ، هذا يعني أنه لا يمكننا الوصول إلى جوازات سفركم. ننصحكم بتقديم طلب للحصول على جواز سفر جديد عبر السلطات المحلية"، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة على الرد غير الحساس لوضع السودانيين الذين تسببت في خسارتهم وثيقة السفر التي تسمح لهم بمغادرة البلاد التي أجلت السفارة طاقمها منها نسبة لخطورة الأوضاع.
وأوضح "س" في رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى السفارة البريطانية في الخرطوم، المعضلة التي يمر بها، وردت السفارة البريطانية على هذا الشاب الذي ما يزال عالقًا في السودان، بعد أسابيع طويلة ومجموعة من المراسلات والاتصالات.
وقالت السفارة في بريد إلكتروني أرسلته لهذا الشباب وغيره من العالقين، إنهم قد أرسلوا جوازات السودانيين إلى نيروبي في كينيا، وأنه يتعين عليه التصرف لاستلام جوازه من هناك، أو الدفع لخدمات الإرساليات ليستلمه في مصر أو إثيوبيا، رغم معرفتهم بأنه لا يستطيع مغادرة البلاد بسبب احتفاظهم بجوازه - بحسب ما أوضح لـ"الترا سودان".
طلبت السفارة البريطانية من أصحاب الجوازات المحتجزة لديها استلامها من نيروبي في كينيا على الرغم من ظروف الحرب التي يمرون بها في السودان
وعبّر هذا الشاب في حديثه لـ"الترا سودان"، عن انزعاجه من هذه المعاملة، قائلًا إن السفارة تعلم الظروف التي يمر بها بسبب الحرب، وهي الأقدر على إرسال الجواز لنقطة أقرب مثل بورتسودان أو حتى مصر، بحكم مسؤوليتها من تسليم الجواز لصاحبه في أقرب فرصة ممكنة، خاصةً في فترة الحرب المستعرة في عدد من المدن.
يقول لـ"الترا سودان": "لحسن الحظ وبالصدفة المحضة شاءت الأقدار أن تكون صديقة لي متواجدة في نيروبي، وقد رتبت معها لاستلام الجواز وإرساله إلى مصر، حيث سيمر بطريق طويل عبر الباصات السفرية المغادرة من القاهرة إلى أسوان، ومن ثم عبر معبر أرقين لأستلمه في السودان"، ويضيف بنبرة ساخرة: "إنها قصة طويلة".
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.