مجتمع

شمال كردفان تختبر العام الدراسي بعودة جزئية للطلاب

22 يوليو 2024
154-185552-hamdouk-directs-exclusion-study-sudan_700x400.png
تعود الدراسة تدريجيًا في الولايات الآمنة وسط مخاوف من حرمان النازحين من حقهم في التعليم
محمد حلفاويصحفي سوداني

بعد (15) شهراً من التوقف، عادت المدارس في ولاية شمال كردفان إلى النشاط الأكاديمي اعتباراً من أمس الأحد. شهدت مدينة الأبيض، حاضرة الولاية، تدافعاً من طلاب وطالبات الصف الثالث للمرحلة الثانوية.

اقتصر فتح المدارس على طلاب وطالبات الصف الثالث للمرحلة الثانوية

استقبلت مدينة الأبيض، الخاضعة لسيطرة الجيش وهي عاصمة شمال كردفان، انطلاق العام الدراسي في ظل معاناة سكانها من ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وانقطاع الكهرباء والمياه.

وقال مصدر حكومي من أمانة حكومة الولاية لـ"الترا سودان" إن الحكومة المحلية تتفهم الأزمات التي يعاني منها المواطنون، وفي ذات الوقت، لا يمكن وضع طلاب الصف الثالث في قائمة الانتظار للعام الدراسي. كان لا بد أن يعودوا إلى المدارس لأن (15) شهراً من أعمارهم ضاعت في الانتظار.

عاد الطلاب والطالبات إلى المدارس في وقت تندلع فيه الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع، وتشهد بعض الأحياء سقوط القذائف الصاروخية، فيما يقول المواطنون إن وتيرة القصف المدفعي تراجعت في الآونة الأخيرة.

استئناف العام الدراسي في شمال كردفان اقتصر على المرحلة الثانوية، بينما تم إرجاء مرحلة الأساس إلى وقت لاحق، وفق المسؤول الحكومي الذي يقول إن الدراسة ستكون حصراً على طلاب الصف الثالث للمرحلة الثانوية، ولا يشمل النشاط الصفي والأكاديمي طلاب الصف الأول والثاني في نفس المرحلة، كما لا يشمل تلاميذ وتلميذات مرحلة الأساس لأن هناك أموراً فنية عالقة لم تحسم بعد.

وأضاف: "هناك مقترحات لدى حكومة الولاية باستئناف الدراسة في جميع المراحل، لكن في ذات الوقت، لا يمكن ضمان سير العام الدراسي باستقرار في ظل الأزمات التي تواجه المواطنين".

توقفت الدراسة في جميع مؤسسات التعليم في السودان مع اندلاع الحرب قبل عودتها تدريجيًا في الولايات التي لا تشهد اشتباكات مباشرة بين الجيش والدعم السريع

عادت الأبيض من ذكريات مجزرة الطلاب في تموز/يوليو 2019 حينما أطلقت قوات الدعم السريع النار على موكب الطلاب في السوق الرئيسي احتجاجاً على ارتفاع أسعار الخبز.

ولا يزال يتعين على المواطنين انتظار قرارات حكومة الولاية بشأن الفصول الدراسية في المرحلة الثانوية والأساس عما إذا كان سيكون استئناف العام الدراسي خلال الفترة القادمة.

في مدرسة تقع وسط مدينة الأبيض ترتادها معزة (17 عاماً)، ترتفع رغبتها في العودة إلى المدارس وتشعر بالحماس لأنها مكثت في المنزل لأكثر من عام.

تقول والدة معزة لـ"الترا سودان" إن استئناف العام الدراسي لطلاب وطالبات الصف الثالث للمرحلة الثانوية يمنحنا بعض الأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها. ورغم الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه المواطنون، لكنهم يشعرون بالأمل من مشاهدة الطلاب وهم يذهبون إلى المدرسة.

وتعبر عن أملها في توفير المدارس الكتب والمعينات الدراسية مجاناً، مراعاة للوضع الاقتصادي وظروف الحرب وتوقف الأعمال التجارية والإنتاجية لغالبية العائلات.

وأضافت: "حسناً، الوضع الأمني ليس مقلقاً مؤخراً. الاشتباكات انحسرت إلى حد كبير، ربما لا يمكن الاعتماد على هذا الأمر لأن الأمور فجأة تنقلب رأساً على عقب عندما تسمع دوي المدافع التي تطلقها قوات الدعم السريع على الأحياء السكنية".

بإعادة طلاب وطالبات الصف الثالث للمرحلة الثانوية إلى مقاعد الدراسة، تختبر ولاية شمال كردفان العام الدراسي. بناءً على سير الأمور، ربما يقرر مصير بقية الصفوف إلى جانب مرحلة الأساس.

مصدر حكومي: ربما خلال الفترة القريبة القادمة سيعود التلاميذ إلى مدارس مرحلة الأساس

هل الفصول الدراسية آمنة؟ هل حدثت عملية صيانة أو ترميمات جزئية؟ طرح هذا السؤال على المصدر الحكومي الذي يوضح استعداد المدارس لاستقبال طلاب وطالبات الصف الثالث، مشيراً إلى أن المنظمات الدولية مثل "يونيسيف" والمنظمات الوطنية تدعم استئناف العام الدراسي. "نحن نتطلع إلى شمولية التعليم بالتدرج في إعادة الطلاب إلى الفصول الدراسية، ربما خلال الفترة القريبة القادمة سيعود التلاميذ إلى مدارس مرحلة الأساس"، يقول المصدر.

وكانت منظمة يونيسيف قد أطلقت منصة تعليمية تعتمد على إنترنت محدود للحصول على المواد المدرسية، ويمكن متابعة الدراسة دون إنترنت في المنزل. أُطلقت هذه الخدمة لمساعدة الأطفال على الالتحاق بالتعليم، فيما يقول خبراء في التعليم إن نسبة مستخدمي المنصة لا تتجاوز (20%).

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert