مجتمع

"شطاية".. قرية دارفورية عانت الرعب والدمار على أيدي "الجنجويد"

16 أكتوبر 2019
darfur1-7-7-15_wide-3ba007eb4c80705e9e875042b3eb016a6a5a0bd0-s800-c85.jpg
يعيش العديد من أهل شطايه في بيوت بنية من الطين بعد أن هجروها لسنوات (npr)
الترا سودان
الترا سودانفريق التحرير

الترا سودان -وكالات

لا تزال أحداث ذلك اليوم ماثلة في ذهن سليمان يعقوب، عندما أقدم مسلحون من ميليشيا عربية، على شنقه وتركوه معتقدين أنه مات بعد أن اجتاحوا قريته في إقليم دارفور وأحرقوا منازلها. قال يعقوب (59 عامًا) من سكان قرية شطايه التي هاجمتها ميليشيا الجنجويد في فبراير 2004 عندما كان النزاع في الإقليم في ذروته "أعدم سكان القرية أمامي". وأضاف "تم ربط يدي وتعليقي على شجرة بحبل حول عنقي لكني نجوت"، ويقول مشيرًا إلى آثار الحبل على عنقه "حتى الآن لا نحسّ بالأمان".

          اندلع النزاع في دارفور عام 2003 عندما حملت مجموعات من الإثنية الإفريقية السلاح، ضد حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير التي تحظى بدعم مليشيات عربية

اندلع النزاع في دارفور عام 2003 عندما حملت مجموعات من الإثنية الإفريقية السلاح، ضد حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير التي كانت تحظى بدعم مجموعات قبلية عربية، لما اعتبرته تهميشًا سياسيًا واقتصاديًا للإقليم.

وردًا على ذلك أطلقت الخرطوم مجموعات ميليشيا الجنجويد وهي في غالبها من العرب، وهاجمت قرى المجموعات الإفريقية على ظهور الخيول والجمال. واتُهمت باتباع سياسة الأرض المحروقة ضد المجموعات الإثنية التي يعتقد أنها تدعم المتمردين على الخرطوم من جماعات الكفاح المسلح، بالاغتصاب والقتل ونهب القري وحرقها. 

وأدت الحملة إلى إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق عمر البشير وآخرين.

اقرأ/ي أيضًا: طلب لرفع الحصانة عن عسكريي السيادي يثير الجدل في السودان

وفقًا لتقارير الأمم المتحدة قتل في نزاع دارفور 300 ألف شخص وفر 2,5 مليون من منازلهم. وفي العام 2007 نشرت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي الآف الجنود للحد من النزاع في بعثة حفظ سلام مشتركة. لكن منذ منتصف عام 2018 بدأت المنظمتان خفض عدد الجنود مع تراجع حدة النزاع.

وبدأ العديد من سكان شطايه مثل يعقوب العودة لمنازلهم المبنية من الطين بعد أن هجروها لسنوات. وشطايه واحدة من القرى التي أحرقت على إثر هجمات الجنجويد في السنوات الأولى من النزاع. ويقول الأهالي أن قرابة 1800 قرويًا قتلوا على أيدي مسلحين اقتحموا القرية على ظهور الخيول والجمال والدراجات النارية وهم يطلقون النار.

وبعد خمسة عشر عاما ما زالت الأدلة على الهجوم على شطايه حاضرة، وأغلبية سكان المنطقة ينتمون إلى إثنية الفور. ووفقًا لأحد صحفيي وكالة فرانس برس الذي زار المنطقة، ما زالت أغلب منازل شطايه مدمرة وعليها آثار حريق، فيما الذين عادوا إليها يسكنون في خيام بلاستيكية. والطريق إلى شطايه غير معبّدة، وتنتشر فيها برك طينية موحلة. ويشتكي سكان القرية من وجود مسلحين حول قريتهم، وأن أراضيهم التي صادرها المسلحون من الرعاة العرب لم تعد لهم.

أدت الحملة إلى إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق عمر البشير وآخرين

ويقول محمد إسحاق (29 عامًا) "لم نحصل على مزارعنا بالكامل" ويضيف أن أسرته كان تمتلك بستانًا من أشجار الليمون والبرتقال في أطراف شطايه. وعاد إسحاق إلى القرية العام الماضي بعد سنوات أمضاها في مخيم مع عشرات آلاف النازحين الذين شردتهم الحرب. وقال إسحاق الذي قُتل والده واثنان من أشقائه وثلاثة من أعمامه في هجوم 2004 "لا نشعر بالأمان، حتى حاليًا ....لا يمكننا بناء منازل ثابتة، ونعيش في بيوت مصنوعة من البلاستيك والحشائش الجافة".

اقرأ/ي أيضًا: مباحثات السلام السودانية.. دعم لجوبا وتخوف من الثورة المضادة

ويعيش الحاج عبد الرحمن (63 عامًا) في غرفة تتبع لمبنى خدمي. وعندما عاد إلى شطايه وجد الرعاة يحتلون مزرعة أسرته. وقال لفرانس برس "دمروا المزرعة وقطعوا الأشجار" وأضاف "أخاف أن أتحدث إليهم لأنهم مسلحون". وأضاف الحاج "لقد توقفوا عن سرقة ماشيتنا لكن إذا لم يُجردوا من السلاح لن نحس بالأمان. كما أننا نريد أن تعود لنا أرضنا".

ويزرع أغلب سكان القرية الخضروات حول منازلهم آملين أن تعود لهم مزارعهم يومًا ما. وقال صديق يوسف "لدي مزرعة خارج القرية ولكنني لا أستطيع الذهاب إليها لعدم إحساسي بالأمن". وأضاف "إذا لم يجرد رجال المليشيات من سلاحهم لن يكون هناك سلام، نشعر بالخوف عندما نراهم".

 

اقرأ/ي أيضًا:

كير: تحقيق السلام في السودان سيعود على جنوب السودان بالاستقرار

محادثات السلام في يومها الثاني.. نقاش للقضايا الخلافية من جذورها

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert