سودانيون يغادرون منازلهم ودموعهم عالقة على الجدران
28 مايو 2023
بالتخطيط المستمر الذي استمر أسبوعًا، تمكنت عائلة الخير من مغادرة المنزل في منطقة الصالحة غربي العاصمة السودانية. واستغرقت رحلة هذه الأسرة نحو ثلاث ساعات حتى تصل لحظات الشعور بالأمان من أصوات الرصاص والمدافع والاقتحامات العسكرية.
ارتفعت الرغبة وسط عشرات الآلاف من المدنيين لمغادرة العاصمة السودانية مستغلين الهدوء النسبي الناتج عن الهدنة
كان يتعين على عائلة الخير التي تتكون من ولدين وبنت وأم أن تعبر نقاط تفتيش تابعة لقوات الدعم السريع التي تسيطر على بعض الشوارع.
سأل جندي الدعم السريع الخير (45 عامًا) عن وجهتهم، وكانت إجابته مدينة دنقلا الولاية الشمالية. تمكن أفراد العائلة من عبور نقاط تفتيش مماثلة بأسئلة مشابهة حتى غادروا حدود العاصمة السودانية.
ارتفعت الرغبة وسط عشرات الآلاف من المدنيين لمغادرة العاصمة السودانية مستغلين الهدوء النسبي الناتج عن الهدنة التي تم الاتفاق عليها في العشرين من الشهر الجاري بمدينة جدة السعودية.

هناك مشاكل تواجه المدنيين الذين يودون المغادرة حسب ما يؤكد الخير لـ"الترا سودان"، قائلًا إن المدنيين يخشون من عدم وجود مراكز إيواء خارج العاصمة لذلك يفضلون البقاء تحت دوي المدافع والطيران الحربي في قتال عنيف في بعض الأحيان.
ولم تعلن وكالات الأمم المتحدة عن خطط لإجلاء المدنيين حتى الآن، ولم تصدر مناشدات بالتوجه إلى نقاط بعينها بعد مرور أكثر من (40) يومًا من الصراع المسلح بين الجيش والدعم السريع.
ويقول دبلوماسيون ومسؤولون غربيون إن الصراع المسلح في السودان قد يطول نتيجة اعتقاد الطرفين أن بإمكانهما "تحقيق نصر عسكري" عوضًا عن الحل التفاوضي.
بعض المحطات المؤقتة تستخدمها الحافلات لنقل المدنيين شرق العاصمة وشمال الخرطوم مع استغلال حركة بعض الشوارع على الرغم من انتشار نقاط التفتيش العسكرية.

يقول أحمد الذي يعمل في نقل الركاب من محطة الميناء البري جنوب العاصمة في حديث "الترا سودان": أصبح السفر متاحًا من هذا الموقع لحوالي (10) آلاف شخص يوميًا يغادرن من هذه المحطة إلى مختلف أنحاء السودان، حتى من يتوجهون إلى مصر وجنوب السودان يستخدمون الحافلات التي تنقلهم إلى بعض الولايات للسفر إلى خارج السودان.
وأردف: "لاحظنا أن الآلاف أيضًا يغادرون من هنا إلى مدينة القضارف شرق السودان يودون الانتقال إلى إثيوبيا، أغلبهم يخططون لإقامة طويلة المدى هناك"، وأضاف: "نشاهد اليأس على وجوههم من تحسن الوضع قريبًا في السودان".
عشرات الآلاف من السودانيين وجدوا أنفسهم في خضم صراع مسلح وعنيف وانعدام لأساسيات الحياة مثل الكهرباء والمياه والهواتف وحتى الغذاء، وفي ذات الوقت لا يمكنهم تدبر الأموال لسداد تكاليف السفر، بالأخص العائلات الكبيرة.
قال الخير: "بعض العائلات باعت الذهب أو الأثاثات والأجهزة المنزلية حتى تغطي تكلفة السفر. هؤلاء لم يمكن أمامهم خيار سوى أن يفعلوا ذلك، فقد تخلى الجميع عن المدنيين في حرب قد تقتلك فيها رصاصة طائشة ولا تجد من يواري جثتك".

وإذا ما استمرت الحرب الشهور القادمة، فإن أحياء واقعة وسط العاصمة السودانية قد يكون البقاء فيها "من الجنون" - طبقًا للسيدة هبة التي غادرت شرق الخرطوم.
تضيف في حديثها لـ"الترا سودان": "أنا في القاهرة بجسدي وقلبي معلق في منزلي شرق العاصمة السودانية. وصلت مع عائلتي حيث نقيم في مسكن بقيمة (10) آلاف جنيه مصري، ما يعادل حوالي (300) دولار أمريكي".
بالنسبة لعشرات الآلاف من المدنيين الذين فضلوا البقاء في العاصمة السودانية وسط القتال، فإن تكلفة السفر أو الإقامة في العاصمة المصرية لا يمكن الحصول عليها، لأنهم يعتمدون على وظائف وأعمال خاصة في السودان، مثل العمل في الأسواق والتجارة والأعمال الصغيرة.
مواطنة: تلك الجدران والأشجار وأعمدة الإنارة وكليتي وجامعتي جميعها ذكريات ما تزال عالقة
ذكرت ريماز التي تقيم في القاهرة مع عائلتها: "نعتمد على تحويلات من شقيقي الذي يعمل خارج السودان لتأمين تكلفة المعيشة والسكن هنا. لقد هربنا من القتال ونحن نشعر بالحزن على فراق منزلنا، ونشعر بالأسى حينما نتذكر بأننا ترعرعنا فيه مع عائلتنا. تلك الجدران والأشجار وأعمدة الإنارة وكليتي وجامعتي جميعها ذكريات ما تزال عالقة".
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.