سودانيون في مصر يلجأون إلى التعليم الإلكتروني لتفادي رسوم المدارس
19 فبراير 2025
مع ارتفاع تكلفة التعليم الخاص في مصر لجأت مجموعات كبيرة من السودانيين اللاجئين في هذا البلد، إلى وضع الأطفال في الدراسة الإلكترونية عبر الهواتف النقالة.
تواجه العائلات السودانية في مصر سلسلة من المصروفات في ظروف إنسانية قاسية
تتراوح تكلفة الدراسة بالمدارس العالمية في مصر بين ألفي دولار إلى ثلاثة آلاف دولار في المتوسط، ويمكن أن ترتفع الأسعار حسب مستوى المدرسة والمنطقة، بينما أغلقت السلطات المصرية عشرات المدارس السودانية سيما في القاهرة والإسكندرية لمخالفتها اشتراطات أساسية.
تنص معايير إنشاء المدارس في مصر على إيجاد مساحة واسعة لا تقل عن ألف متر مربع ومواقع آمنة للسماح للأطفال باللعب وممارسة الأنشطة غير الأكاديمية، إلى جانب تخصيص موقع لوقوف الحافلات.
بينما لجأ مستثمرون سودانيون في مصر في مجال التعليم إلى إنشاء مدارس في بنايات عالية بنظام استئجار الشقق السكينة، وفتح الفصول الدراسية والتغاضي عن المساحات الواسعة.
ويقول عماد وهو مهندس سوداني لجأ إلى مصر لـ"الترا سودان" إن طريقة إنشاء المدارس الخاصة كانت شائعة في السودان قبل اندلاع الحرب، إذ يلجأ القطاع الخاص في التعليم إلى فتح مدارس في البنايات السكنية أو قرب الأسواق، بينما تشدد الاشتراطات في مصر على عدم السماح بذلك.
فيما قالت سماح وهي أم لثلاثة أطفال وتقيم في القاهرة لـ"الترا سودان" إن التعليم الإلكتروني يعتمد على ارسال الحصص اليومية عبر مجموعة "واتس آب"، ويجلس الأطفال للاطلاع عليها وحلها بمشاركتي ثم إرسالها مرة أخرى.
وفرت سماح مئات الدولارات التي كانت تدفعها للمدارس السودانية الخاصة بالعاصمة المصرية إلى جانب مصروفات الترحيل والوجبات.
ولجأ إلى مصر أكثر من مليوني لاجئ سوداني خلال الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتشهد المدن الواقعة جنوب هذا البلد يوميًا تدفق مئات اللاجئين السودانيين عبر صحراء شمال البلاد بواسطة الشاحنات.
وضع عثمان الذي يقيم في منطقة الجيزة وسط القاهرة خيارات لمواصلة تعليم طفليه، ومع اعتماده على تحويلات مالية من خارج مصر قلص الإنفاق من المدارس السودانية إلى التعليم الإلكتروني المجاني.
ويقول عثمان لـ"الترا سودان" إن الحصول على تعليم جيد وبجودة عالية يتطلب تحمل رسوم تصل إلى ألفي دولار سنويًا، وهذا المبلغ لا يمكن توفيره في ظل اعتمادك على تحويلات محدودة شهريًا مع الوضع في الاعتبار المعيشة والسكن والمواصلات.
واستغل عثمان اتقانه للغة الإنجليزية لتدريس طفليه عبر النظام الإلكتروني، كما زاد من ساعات الدراسة لتعويض الشعور النفسي داخله بعدم جدوى هذه الطريقة ولاحظ ارتفاع مستوى أطفاله في بعض المواد.
بالمقابل فإن دراسة الجامعة وضعت أماني الطالبة السودانية (21) عامًا في مأزق عقب الالتحاق بكلية للبصريات لتعويض ما فقدته في العاصمة الخرطوم، ورغم سداد نحو (1200) دولار أميركي إلا أنها لا تزال أمام بداية المشوار الجامعي بالعاصمة المصرية، وفي بعض الأحيان تشعر بالراحة النفسية لأنها عوضت القليل من الخسائر الأكاديمية، وفي الوقت ذاته تخشى من عدم إمكانية تدبير الرسوم الإضافية. تضيف أماني في حديث لـ"الترا سودان".
شكلت مصر بدائل أمام السودانيين خلال الحرب التي اندلعت منتصف نيسان/أبريل 2023 كون البلدين يرتبطان بطريق بري، وفي الأسابيع الأولى سمحت القاهرة بدخول عشرات الآلاف دون قيود مشددة وفي كثير من الأحيان دون أوراق ثبوتية.
تأثرت مصر بالأزمة الاقتصادية خلال السنوات الماضية بانخفاض العملة المحلية أمام الدولار الأميركي منذ العام 2021 من (15) جنيهًا مصريًا إلى نطاق (50) جنيهًا لواحد دولار أميركي.
بينما يلاحظ مراقبون اقتصاديون تدفق هائل للاستثمارات السودانية في مصر خاصة في مجال شراء العقارات، كما إن مؤسسات حكومية في القاهرة أكدت نمو الأموال السودانية المستثمرة في قطاع العقارات تقدر بـ (20) مليار دولار.
يقول عماد وهو مهندس سوداني مقيم في مصر لـ"الترا سودان" إن عشرات الآلاف من العائلات السودانية لا تستطيع إرسال الأطفال إلى المدارس الخاصة بالتالي فإن التعليم الالكتروني خيار مؤقت إلى حين العودة إلى البلاد أو البحث عن خيارات أخرى.
ويعتقد عماد أن السلطات المصرية لم تخطئ عندما أغلقت المدارس السودانية الخاصة التي لم تحصل على التراخيص لأن هناك سلسلة من الإجراءات من بينها المساحة المخصصة للمدرسة.
ويضيف: "مسؤولية التعليم بالنسبة للأطفال السودانيين تقع على وكالات الأمم المتحدة التي تتفرج دون تدخل مباشر ووضعت الأمور على عاتق اللاجئين، وفي اعتقادي أزمة اللاجئين السودانيين تعد الأسوأ حول العالم لأنهم لم يحصلوا على مساعدات دولية مستدامة".
ويرجح عماد تأثر آلاف الأطفال في مصر جراء إغلاق عشرات المدارس السودانية غير المطابقة للمواصفات، ومع ذلك فإن الحلول التي يمكن أن تكون أمام الاستثمار في التعليم في مصر بإنشاء المدارس في المدن الواقعة خارج العاصمة لأنها أقل كلفة في الإيجار فيما يتعلق بالمساكن.
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.