"ستموت في العشرين".. الدخول للحياة من باب الموت
18 نوفمبر 2020
أعلنت اللجنة القومية لاختيار الفيلم السوداني المرشح لجوائز الأوسكار مساء الإثنين 16 تشرين الثاني/نوفمبر، اختيارها فيلم "ستموت في العشرين" ممثلًا للسينما السودانية في المنافسة على جائزة أفضل فيلم روائي عالمي في الدورة الـ(93) من أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأمريكية "جوائز الأوسكار". وكانت قد شُكلت هذه اللجنة بموجب قرار أصدره وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح في تشرين الأول/أكتوبر الماضي وترأس اللجنة المخرج إبراهيم شداد.
"ستموت في العشرين" فيلم سوداني روائي طويل مستوحى من قصة "النوم عند قدمي الجبل" للكاتب السوداني حمور زيادة
وفيلم "ستموت في العشرين"، هو فيلم سوداني روائي طويل مستوحى من قصة "النوم عند قدمي الجبل" للكاتب السوداني حمور زيادة وسيناريو مخرج الفيلم أمجد أبوالعلا ويوسف إبراهيم. وبطولة كل من مصطفى شحاتة، إسلام مبارك، بونا خالد ومحمود السراج.
قصة الفيلم
في قرية صغيرة يولد مزمل "مصطفى شحاتة" الابن الذي انتظرته طويلًا سكينة النصري "إسلام مبارك" بعد أن طلبته من الأولياء وزارت له الشيوخ والأضرحة، وفي يوم ميلاده يحكم عليه شيخ الطريقة الصوفية التي يتبعها والداه بأنه سيموت عندما يبغ العشرين من عمره، مزمل "ود الموت"؛ هكذا يتنمر عليه أطفال القرية. تبكيه والدته وترتدي الأسود حدادًا عليه وهو لا يزال حيًا، ويتهرب والده من موته بالرحيل، ليعود بعد عشرين عامًا ليشهد مراسم الدفن.
اقرأ/ي أيضًا: خارج حدود السينما.. داخل حدود السياسة
في انتظار موته لا يجد مزمل الكثير لفعله، فكل شيء محكوم عليه بنهاية قريبة، حتى حبه الجارف لجارته سكينة "بونا خالد". كل شيء ممنوع لأنه هدر للعمر القصير؛ فلا مدرسة ولا عمل إلا بعد إلحاح الشديد على والدته ليعمل في بقالة جوار المنزل ليكون تحت عين أمه ولتشمله رعايتها. ليمضي الزمن ثقيلًا، إلى أن يعود إلى القرية العم سليمان المصور "محمود ميسرة السراج"، ليملأ حياة مزمل بالأسئلة، الصور، الأفلام والقصص عن ما هو خارج القرية و ما وراء عمره القصير بعيدًا عن الخرطوم، عن البنات والخواجات، عن السينما وعن "بلاد برة".
يتناول الفيلم الحياة من باب الموت، وهذا يشبه كيف يتعامل السودانيون مع الموت والحزن؛ فالقرية التي شهدت ميلاد مزمل دفنته حيًا في انتظار موته، أمه التي أرهقها الحزن حرمته من الحياة، أبوه الذي خاف أن يفقده لم يعرفه، وسليمان الذي يدفعه للحياة يبحث عن موته.
جوائز عالمية
القصة والصور الجمالية التي عرضها الفيلم قوبلت باحتفاء شديد في الأوساط السينمائية المحلية والعالمية، ليحصد الفيلم العديد من الجوائز العالمية أبرزها جائزة "أسد المستقبل" في مهرجان البندقية السينمائي في دورته الـ(76). كما حصل على جائزة "النجمة الذهبية" في مهرجان الجونة السينمائي، وجائزة "التانيت الذهبي" في مهرجان أيام قرطاج السينمائية، وجائزة أفضل سيناريو في جوائز النقاد العرب، وجائزة "السوسنة السوداء" في مهرجان عمان السينمائي.
مخرج الفيلم أمجد أبوالعلا، سوداني من مواليد الإمارات العربية المتحدة، درس الإعلام بجامعة الإمارات وعمل في إخراج الأفلام الوثائقية في عدد من المؤسسات الإعلامية. له عدد من الأفلام القصيرة من أهمها "تينا"، "على رصيف الروح"، "قهوة وبرتقال"، "تاكسي التحرير"، أما فيلمه "ريش الطيور" والذي تناول فيه قصة من الموروث الشعبي السوداني "فاطمة السمحة والغول" إنتاج 2009؛ اعتبر وقتها عودة السينما للسودان بعد وقت طويل توقف فيه إنتاج الأفلام السودانية.
اقرأ/ي أيضًا: تدشين نصب تذكاري للثورة بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا
أشهر أفلام أبوالعلا بعد "ستموت في العشرين هو فيلم "استوديو" الذي تم بإشراف المخرج الإيراني عباس كايرستامي وعرض في العديد من المهرجانات العربية والإفريقية والأوروبية في كل من بنغازي، سويسرا، السويد، ودار الأوبرا المصرية. كما حصل على جائزة مهرجان تاونات المغرب للسينما الآسيوية، إلى جانب جائزة التحكيم في مهرجان الأقصر السينمائي.
هل نشهد أول أوسكار سوداني مع "ستموت في العشرين"؟
بعد سنين من إغلاق دور السينما وإفقارها وتشريد الفاعلين الثقافيين وصناع السينما السودانيين؛ يتم إنتاج فيلم سوداني بجودة عالية استطاع المنافسة في مهرجانات سينمائية عالمية، يشير إلى أن السودان يعود للعالم بالكثير من القصص والوجوه . فهل نشهد أول أوسكار سوداني مع "ستموت في العشرين"؟
اقرأ/ي أيضًا
الكلمات المفتاحية

الدراما السودانية في رمضان.. "سمفونية القتل والتشريد"
تسعى الدراما السودانية في رمضان 2025، للمّ شمل السودانيين في مناطق النزوح واللجوء عن طريق تقديم أعمال تعكس الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد، بعد أن غطت نيران الحرب على حياة المواطنين وأصبح العنوان الأبرز هو القتل والتشريد.

معرض كتاب مصغر للمؤلفات السودانية بدار تجمع الفنانين في القاهرة
أعلنت مجموعة من دور النشر السودانية عن إقامة معرض كتاب مصغر للناشرين والكتاب السودانيين في العاصمة المصرية القاهرة، خلال الفترة من "10 إلى 17" من شهر رمضان المكرم.

"مذكرات جثة منتفخة بالحياة" نصوص قصصية تنبش في أعماق الحرب
عن "دار زهرات البيدر للنشر" وتنسيق وإشراف منصة "منتدى السرد والنقد"، صدرت المجموعة القصصية "مذكرات جثة منتفخة بالحياة"، ويضم الكتاب خمس نصوص عن الحرب، لنخبة من كُتاب وكاتبات القصة، مصحوبة بدراسات نقدية من أقلام مُفكرة.

أسئلة حارقة: ثلاث روايات تناولت الحروب في السودان
الحرب واحدة من الموضوعات الرئيسية التي اشتغلت عليها الرواية السودانية، لاسيما كُتاب ما بعد "الجيل التسعيني"، الجيل الذي تزامن اشتغاله بالسرد مع اتساع رقعة الحروب في السودان، وتأزم الأوضاع عامة في البلاد، قبل أن تصل مرحلة الانفجار الكبير في حرب الخامس عشر من أبريل 2023.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.