ثقافة وفنون

زار 52 دولة على ظهور الجمال.. الرحالة "القاسمي" يحكي قصته من السودان

2 فبراير 2020
83275497_1134375773565018_3702986825401368576_n.jpg
الرحالة العربي "أحمد القاسمي" في سلطنة عمان
موسى حامد
موسى حامدصحفي من السودان

بزيارتهِ إلى السُودان؛ يكون الرحّالة اليمني "أحمد عبده القاسمي"، قد زار (52) دولة، في قارتين. بدأ رحلاته قبل ما يقرب من (30) عامًا، تعرّف فيها على العديدِ من الثقافات، والأجناس والطباع. تعرّض فيها لمخاطر الطبيعة، والإنسان، والحيوان. وخرج من مخاطر محقّقة، بقُدرته على فهم طبائع البشر، وحِيلهِ الواسعةِ التي اكتسبها من رحلاته، وإنْ لم تسعفه كل هذه؛ فالعنايةُ الإلهية حاضرةٌ، وهي ما أخرجه من هذه وفيات عديدة، بحسب ما روى قصصه من الخرطوم لـ"الترا سودان".

"القاسمي" في السودان

سبب اختيارهُ للجمال في رحلاته، هي رغبته في التميُّز عن بقيّة الرحّالة في العالم، بجانب قُدرة الجِمال على التحمُّلِ.

يقول القاسمي، وهو يحتسي القهوة السُودانية "الجبنة"، خفيفة السُكّر، بأنّ سبب اختيارهُ للجمال في رحلاته، هي رغبته في التميُّز عن بقيّة الرحّالة في العالم، بجانب قُدرة الجِمال على التحمُّلِ. ويُضيف القاسمي: "الجَمَل، سُمّي جَمَلًا، لأنّه يحوي عددًا من الصفات الجميلة التي أعانتني في رحلاتي. من ذلك أنّ لها القُدرة العالية على تحمّل تعب المسير، وشدّة العطش". وهي أيضًا تحميه من مخاطر الطبيعة، أثناء رحلاته الطويلة؛ الأمر الذي لا يتوفّر في الدرّاجات الناريّةِ والسيّارات مثلًا، فهي تحتاجُ للوقود وتغيير الإطارات، فضلًا عن الأعطال في صحراء ينعدمُ فيها ميكانيكي.

اقرأ/ي أيضًا: غناء "الراب" في السودان.. ألحان على إيقاع الثورة

ويسرد القاسمي عددًا من المخاطرِ التي واجهته في رحلاته التي قطع فيها أكثر من (41) ألف كيلو متر، ويستدعي حينما اعترضهُ سبعة من قُطّاع الطُرق، بمدينة "موجي"، على الحدود الإثيوبية الكينيّة. ولصوصًا في موزمبيق، وآخرين في الصومال، وغيرهم، وغيرهم.

في ليبيا

قصصٌ فيها من المأساةِ والملهاة الكثير، لكن القاسمي يخرجُ منها كلها، بحيلهِ العديدةِ؛ التي أكسبتها إياهُ كثرة الرحلات. لكن أقساها –فيما يرى- ما تعرّض له بدولة جنوب السودان، إذْ اتهمه رجال الحدود فيها بالتخابر لصالح دولة السودان. ثم أودعوه السجن، لكنهم أصروا على ادعائهم حتى عندما رأوا صحفًا بلغاتٍ عديدةٍ، وصورًا عُدة يحملها معه، لأُناسٍ من دولٍ وقاراتٍ مختلفةٍ. ولم يتمكن من إقناعهم إلا عندما أراهم صورًا له مع زُعماء من دولةٍ جنوب السودان.

صفاتٌ عديدةُ كسبها القاسمي، وهو يتنقّلُ من مكانٍ لآخر، ومن مُجتمعٍ لآخر. أبرزها: قُدرته على تمييز ملامح الناس، وملبسهم، وكذا طِباعهم. ما أن يُجالسهُ أحدٌ إلا وخمّن أنّه من إقليمِ كذا، في دولة كذا، أو قبيلة كذا، وعشيرة كذا. ويصفُ السودانيين بكونهم أظهر المجتمعات التي زارها؛ في بساطتهم، ورغبتهم المُلحّة في التطوّع لخدمة الغريب والضيف. وهو ما لاحظه في رحلاته الثلاثة إلى السودان في الأعوام (1994)، (2016)، و(2020). ويقول: "الذي تغيّر في طباع السودانيين هو: "زيادة بياض قلوبهم، واشتداد كرمهم". ربما كان الرجل يجامل كثيرًا في حديثه كعادة المرتحلين، لكن حالة التضامن الجماعي كانت هي من الأشياء التي ازدادت أثناء وبعد الثورة التي بثت الأمل في قلوب الكثير من الناس.

في مصر

اقرأ/ي أيضًا: بعد 40 عامًا على رحيل "منى الخير".. "عيون المها" ما تزال تغازل وجدان الناس

الرحلة الأولى للرحالة القاسمي إلى السودان، التقى فيها بشخصياتٍ عديدةٍ، وما تزالُ غالب صِلاته معهم ممتدة. لكن يُشير بطرافةٍ إلى لقاءٍ جمعه في زيارته الثانية، بالعميد "يوسف عبد الفتّاح"، أحد منفّذي الانقلاب وقيادات الإنقاذ. يقول القاسمي وهو يضحك: "التقيتْ "عبد الفتّاح" وعرّفته بنفسي، لكنّه أنكرني، وهو يعرفني. ذكّرته بصُحبتي له، بإستاد الخرطوم، وبإستاد مدينة شندي، لحُضور مباراتين لكرة القدم، حيث أمر بغلظةٍ بقطعهما الإثنين مع آذان المغرب والمباراتان لم تنتهِيا، ليأمر الجميع بأداء فريضة الصلاة، وأمّهم جمعًا في الصلاة جَبْراً في أرض ملعب كُرة القدم، ثمّ عقب الصلاةِ، أمر مرةً أخرى باستئناف اللعب".

يعكف الرحالة اليمني الآن على طباعة كتابه السادس في أدب الرحلات، والذي أسماهُ "من اليمن إلى المغرب". 

يطوفُ القاسمي في رحلاته، وهو على ظهر جَمَلٍ، يحملُ معه أعشابًا لهُ ولجمله، لتمدّهما بالطاقة. وحقيبة فيها عسل النحل، والمؤن التي تقيه شر التقلصات العضليّة، والأوبئة والحشرات والزواحف. كما يحمل في حقيبةٍ متوسطةٍ، ناموسية، ومظلّة تقيهِ شدة الشمس، وزخات المطر. ثم يتركُ لعينيه الدقيقتين المساحة الرّحبةِ للتأمُّلِ، وقراءة عُيون البشر في المجتمعات التي يحلُ عليها مرتحلًا.

في كلمينجارو

وبرأيه فإنّ العين هي أكثر مدخلٍ لقراءةِ نَفْس الإنسان، وعبر هذه القراءة يتوقّع كيف سيتعامل معه الناس.

يعكف الرحالة اليمني "أحمد عبده القاسمي"، الآن على طباعة كتابه السادس في أدب الرحلات، والذي أسماهُ "من اليمن إلى المغرب". فالرجل بخلاف أنه يعشق الرحلات، هو كاتب ومدون لرحلاته، ويأمل أنْ يُكمل رحلاته حول العالم، وهو على ظهر جمل.

 

اقرأ/ي أيضًا

ستموت في العشرين "غريبًا"

تجارب معاصرة.. "ميمز" على جدران المعارض!

الكلمات المفتاحية

مسلسل اقنعة الموت.jpg

الدراما السودانية في رمضان.. "سمفونية القتل والتشريد"

تسعى الدراما السودانية في رمضان 2025، للمّ شمل السودانيين في مناطق النزوح واللجوء عن طريق تقديم أعمال تعكس الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد، بعد أن غطت نيران الحرب على حياة المواطنين وأصبح العنوان الأبرز هو القتل والتشريد.


معرض كتاب القاهرة ومشاركة دور نشر سودانية فيه.png

معرض كتاب مصغر للمؤلفات السودانية بدار تجمع الفنانين في القاهرة

أعلنت مجموعة من دور النشر السودانية عن إقامة معرض كتاب مصغر للناشرين والكتاب السودانيين في العاصمة المصرية القاهرة، خلال الفترة من "10 إلى 17"  من شهر رمضان المكرم.


غلاف مذكرات جثة منتفخة بالحياة.jpg

"مذكرات جثة منتفخة بالحياة" نصوص قصصية تنبش في أعماق الحرب

عن "دار زهرات البيدر للنشر" وتنسيق وإشراف منصة "منتدى السرد والنقد"، صدرت المجموعة القصصية "مذكرات جثة منتفخة بالحياة"، ويضم الكتاب خمس نصوص عن الحرب، لنخبة من كُتاب وكاتبات القصة، مصحوبة بدراسات نقدية من أقلام مُفكرة.


ثلاث روايات سودانية .jpg

أسئلة حارقة: ثلاث روايات تناولت الحروب في السودان

الحرب واحدة من الموضوعات الرئيسية التي اشتغلت عليها الرواية السودانية، لاسيما كُتاب ما بعد "الجيل التسعيني"، الجيل الذي تزامن اشتغاله بالسرد مع اتساع رقعة الحروب في السودان، وتأزم الأوضاع عامة في البلاد، قبل أن تصل مرحلة الانفجار الكبير في حرب الخامس عشر من أبريل 2023.

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert