رمضان وحظر التجوال وقوت المتعففين.. "عندك خُت.. ما عندك شِيل"
27 أبريل 2020
أكمل الحظر الكامل للتجوال في السودان بسبب وباء "كورونا" الذي يهدد حياة سكان العالم أسبوعه الأول، حيث فرض منذ السبت الماضي، إضافة لذلك فإن السودانيين يدخلون شهر رمضان، حيث جرت العادة على قيام الخيرين بمبادرات لتوفير المواد التموينية مجانًا للمتعففين لإعانتهم على الصيام، وقد زادت الحوجة لمثل تلك الأعمال الخيرية خاصة مع استمرار مدة حظر التجوال لثلاثة أسابيع، في ظل ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية.
منذ إعلان الحظر الكامل للتجوال ظلت أسواق بيع السلع الغذائية تشهد ازدحامًا لتحصل الأسر المقتدرة على احتياجاتها، ولكن كيف حال محدودي الدخل؟
ازدحام في مواقع البيع
ومنذ إعلان الحظر الكامل للتجوال ابتداءً من 18 نيسان/أبريل الحالي ظلت مواقع بيع المواد التموينية تشهد ازدحامًا لتوفّر كل أسرة مقتدرة السلع الاستهلاكية التي تحتاجها، والسؤال الذي يطرحه الكثيرون هو "إذا كان ذلك هو حال الميسورين فكيف يوفر أصحاب الدخل المحدود احتياجاتهم؟".
إقرأ/ ي أيضًا: "ذئاب القروض" في السودان.. تقرير دولي يفضح فساد ابن البشير بالتبنّي
مبادرات خيرية
في سياق السؤال أعلاه، يقول المتطوع في المبادرات الخيرية "م ع" لـ"ألترا سودان"، إن جذور العمل الخيري متعمقة في المجتمع السوداني الذي عرف مبادرات توفير احتياجات المتعففين في شهر رمضان، أما الناشطة "س ع" فقد ذكرت لـ"ألترا سودان" أن ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بنسب عالية ووتيرة متصاعدة يوميًا يزيد أعداد المحتاجين للخدمة، وأضافت أن تكلفة المواد الخاصة بـ"كرتونة الصائم" العام الماضي تجاوزت اثنين ألف جنيه، فيما وصلت العام الحالي ثلاثة آلاف جنيه، وإن ارتفاع الأسعار جعلهم يقلصون عدد الكراتين من (250) في العام الماضي إلى (200) كرتونة حاليًا، واعتبرت أن هناك تحدٍ يواجه العاملين في المبادرات وهو حظر التجوال الشامل اعتبارًا من السبت الماضي، مما دعاهم لتسريع توزيع السلع الاستهلاكية الرمضانية للمحتاجين قبل السبت لتجنب تأثير تقييد الحركة، ويرى المتطوعون إن حظر التجوال يتطلب جهودًا إضافية لتفقد أوضاع المتعففين مع الالتزام بالطرق الوقائية من كورونا، والوضع في الاعتبار إمكانية تمديد فترة حظر التجوال.
مواجهة جشع التجار
ويشكو المواطنون في العادة من زيادات كبيرة في أسعار السلع في مواسم احتياجها، مثل زيادة سعر جوال السكر زنة عشرة كيلو جرام ليصل (760) جنيهًا وهي الزيادة التي يصفها المواطنون بغير المبررة وينتقدون التجار لاستغلالهم المواسم برفع الأسعار بدلًا عن طرحها بهامش ربح بسيط لتشجيع المواطنين على الشراء، ما يزيد من الكميات المباعة لدى التجار وبالتالي تغطية فئات كبيرة من المستهلكين.
وأفاد المواطن "م ع"، أن ضبط أسعار السلع الأساسية وتوفيرها يستوجب تدخل الحكومة، مع أهمية التزامها بوعودها المتعلقة بتوفير السلع الضرورية حتى لا تترك المواطنين رهائن لتقلبات الأسواق، وأشار إلى تنسيق الجهود مع مبادرات أخريات لإعانة المتعففين.
وقاربت جملة مبلغ إحدى المبادرات بمنطقة الكلاكلة الوحدة بمحلية جبل أولياء بولاية الخرطوم التي تكاتفت فيها جهود الخيرين داخل وخارج السودان، (300) ألف جنيه.
اقرأ/ي أيضًا: احتمالية انهيار سد النهضة.. خبراء يتحدثون لـ"الترا سودان"
وفي مقابل الزيادات المستمرة في أسعار السلع الاستهلاكية، طرحت الحكومة مؤخرًا برنامج سلعتي لتوفير (11) من السلع الأساسية بأسعار تقل بنحو (30-40)% وتزيد تلك النسبة في بعض السلع عن أسعار الأسواق، وتشمل سلع البرنامج السكر، العدس، دقيق القمح، دقيق الذرة، الزيت، الأرز، صابون الحمام، صابون الغسيل، الشاي، الفول المصري والصلصة، بهدف تخفيف أعباء المعيشة على المواطنين في كل ولايات السودان.
ولبيان الفرق في أسعار السلع التي تطرحها الحكومة والأسواق فقد أفادت متابعات "ألترا سودان"، أن جوال السكر زنة عشرة كيلو جرام يقدم للمواطنين في الأحياء بمبلغ (560) جنيهًا من الحكومة فيما يبلغ سعره في السوق (760) جنيهًا وقد يزيد.
روح الاعتصام
وأعادت مبادرات توفير قوت المتعففين ذاكرة السودانيين لأيام الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة قبل أن يفض فيما يعرف بمجزرة فض الاعتصام الشهيرة، واستلهموا روح التضامن التي سادت خلال تلك الفترة، وذلك بتكرار فكرة "عندك خُت.. ما عندك شِيل"، في عدة مناطق بولاية الخرطوم، ليعيدوا تنفيذها بتوفير عدد من السلع الاستهلاكية لمن يحتاجونها خلال فترة حظر التجوال، وقد رصد "ألترا سودان" مبادرة لجنة المقاومة بحي السلام بالكلاكلة صنقعت بمحلية جبل أولياء، وخلصت المتابعات يوم الخميس الماضي إلى وجود استجابة كبيرة من المواطنين بالدعم السلعي والنقدي، تمكن خلاله المبادرون من دعم (80) أسرة بالمنطقة.
تفقد المتعففين
ناشط: حظر التجوال يتطلب مواصلة الجهود في المبادرات الخيرية وتفقد المتعففين وهم في ذمتنا خاصة الجيران
ورأى "م ع" الناشط في عدة مبادرات خيرية إن حظر التجوال الشامل يتطلب مواصلة الجهود في المبادرات الخيرية لأن الأسر المتعففة تحتاج دعمًا إضافيًا خلال أيام الحظر الذي سبق إعلانه دخول شهر رمضان، ودعا لتفقد المتعففين قائلًا: "التكافل مهم والمتعففون في ذمتنا خاصة الجيران".
اقرأ/ ي أيضًا:
مصح عبد العال الإدريسي "كوبر".. الانتهاكات في مواجهة أسئلة التغيير
تورط به رجال أعمال ووزير سابق.. "الترا سودان" يكشف عن فتح ملف فساد جديد
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.