مجتمع

ردًا على شكوى مواطنة.. وزارة العدل: لا يوجد نص في القانون يمنع ضمانة المرأة

2 September 2021
3d9d200e77520aff5d4ca2a5d7f84097_XL.jpg
(CGT)
طلال نادر
طلال نادركاتب وصحافي من السودان

أكدت وزارة العدل عدم وجود نص قانوني يمنع ضمانة المرأة لدى الأجهزة الشرطية والقانونية والعدلية، وذلك في ردٍ على شكوى قدمتها ناشطة سياسية في حزيران/يونيو الماضي بخصوص عدم قبول المرأة كضامن بواسطة الأجهزة العدلية، في وقت اعتبرت فيه الشاكية الرد غير كافٍ لجهة عدم تضمنه لقرارات عملية لمعالجة الظاهرة. 

أشار خطاب صادر عن مكتب وزير العدل اليوم بأن لا مانع قانوني من قبول ضمانة المرأة

وأشار خطاب صادر عن مكتب وزير العدل، اليوم، بأن قانون تفسير القوانين والنصوص العامة لسنة 1974 أورد أن "الكلمات الواردة في القوانين بصيغة المذكر، تشمل المؤنث وبذلك لا مانع قانوني من قبول ضمانة المرأة". وأضاف: "اشترط القانون كفاءة الضامن".  

اقرأ/ي أيضًا: أبواب أوروبا الموصدة في وجه المهاجرين.. هل تحطمها موجات جديدة؟

ولفت الخطاب، إلى أن النائب العام هو الجهة المخولة بإصدار القواعد اللازمة لتنفيذ أحكام القانون، مشيرًا أنه لم تصدر أي قواعد أو منشورات تمنع ضمانة المرأة أو تشترط ضمانة الرجل. 

خطاب وزارة العدل للمواطنة (الترا سودان)
خطاب وزارة العدل للمواطنة (الترا سودان)

وفي حزيران/يونيو الماضي، خاطبت المواطنة سودانية والناشطة السياسية خديجة الدويحي، وزير العدل السوداني نصرالدين عبدالباري، عبر شكوى رسمية، مُعترضة على رفض أحد الضباط، قبول ضمانة شقيقتها لها في أمر قبض صادر بمواجهتها، بحكم أنها امرأة. فيما تعرضت أخريات لحوادث مماثلة، كشف عنها تحقيق أجراه "الترا سودان" في ذات التوقيت، وأشار إلى تمييز على أساس النوع يُمارس في بعض المرافق الشُرطية بالسودان، خارج إطار القانون.

وتروي خديجة، أن أحد الضباط بقسم المعلوماتية بالخرطوم بحري، رفض إجراء الضمانة الشخصية عندما علم أن الضامن هي شقيقتها "امرأة"، مضيفًا "لا يمكن أن تضمنك". مشيرة إلى أن الضابط أشار إلى رفض إجراء الضمان بواسطة "امرأة" مٌطلقا. فيما استشهد بجزء من الآية (11) من سورة النساء "للذكر مثل حظ الأنثيين" التي اعتبرتها الدويحي "متعلقة بالميراث ونزلت في سياق مُحدد".

خطوات عملية أم مُجرد رد؟

وتعليقًا حول رد وزارة العدل، قالت الشاكية خديجة الدويحي، إن رد وزارة العدل غير كافِ ويفتح الباب للعديد من التساؤلات حول ما توصلت إليه اللجنة؛ وهل تم تعميمه على الجهات ذات الصلة من الأجهزة الشرطية والعدلية والقانونية المعنية بتنفيذ القوانين والتشريعات.

وتتساءل الدويحي، في حديث لـ"الترا سودان"، حول الأسباب التي تجعل العاملين والعاملات في مجال تنفيذ القوانين والتشريعات يرفضون قبول ضمانة المرأة، وزادت: "متى سوف يتم تطبيق ما توصلت إليه اللجنة ويدخل حيز التنفيذ رسميًا أم أنه مجرد رد؟".

وتنص الوثيقة الدستورية للحكم الانتقالي، في المادة (49) المتعلقة بحقوق المرأة: "تحمي الدولة حقوق المرأة كما وردت في الاتفاقيات الدولية والإقليمية التي صادق عليها السودان". وأضافت ذات المادة على أن: "تكفل الدولة للرجال والنساء الحق المتساوي في التمتع بكل الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية بما فيها الحق في الأجر المتساوي للعمل المتساوي والمزايا الوظيفية الأخرى". 

نص دراسة وزارة العدل (الترا سودان)
نص دراسة وزارة العدل (الترا سودان)
نص دراسة وزارة العدل (الترا سودان)
نص دراسة وزارة العدل (الترا سودان)

وتابعت خديجة، هل هنالك أي اتجاه للدولة لسن قوانين وتشريعات مدنية توائم الوثيقة الدستورية والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي وقع وصادق عليها السودان لضمان تطبيق العدالة؟ وتابعت: "لماذا لا تُكتب القوانين بلغة حساسة تجاه النوع لإزالة اللبس في فهم النصوص القانونية". 

اقرأ/ي أيضًا: الخطاب النسوي في السودان.. التحديات والفرص

وطالبت الدويحي، وزارة العدل باتخاذ خطوات عملية لضمان مساواة حقوق الناس أمام القانون على أساس المواطنة، مشيرةً إلى أهمية مخاطبة كل الجهات المعنية بتطبيق القوانين والتشريعات بصورة رسمية لتنفيذ القرار وتدريب العاملين والعاملات في الأجهزة الشرطية والعدلية والقانونية على التعامل مع القضايا ذات الصلة بالعدالة النوعية والمساواة وحقوق المرأة.

أشادت خديجة الدويحي  باهتمام وزارة العدل بالشكوى والرد عليها

وأشادت الناشطة النسوية، باهتمام وزارة العدل بالشكوى والرد عليها، مضيفة أن الخطوة التي ظلت مفقودة في العهد البائد -خطوة جيدة وتؤسس لمفهوم بناء الثقة ومبدأ المساءلة والمحاسبة بين المسؤولين والمسؤولات والمواطنين والمواطنات.

وختمت الدويحي، بأهمية استمرار الجهود المجتمعية لضمان حقوق المرأة أمام الأجهزة الشرطية والعدلية والقانونية، وزادت: "هنا يقع العبء الأكبر على الحركة النسوية والجهات الحقوقية والإعلامية".

اقرأ/ي أيضًا

فيضان 2021.. ملامح مأساة متجددة

"بين نارين".. أقلية إثيوبية يهودية تلجأ إلى السودان

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert