حوادث سطو وتحرش.. طالبات في وجه العاصفة
12 September 2021
شهدت جامعة الخرطوم خلال الأيام الفائتة حراكًا طلابيًا كثيفًا، حيث جابت الطالبات سوح الجامعة، وقدّمن المخاطبات الجماهيرية. في التقرير التالي نسلط الضوء على أبرز مطالب هذا الحراك بجامعة الخرطوم.
لمن تتبع داخليات جامعة الخرطوم؟
ظلت قضية داخليات جامعة الخرطوم مثار جدل في الوسط الطلابي، والقضية الأولى التي تتصدر كل حراك طلابي انتظم بجامعة الخرطوم مؤخرًا.
مماطلة من الإدارة الجامعية في ظل تردٍ مريع في الخدمات بالداخليات وغياب للأمن
وفي هذا الشأن تقول طالبة كلية الآداب وشاح قرشي، إن داخليات جامعة الخرطوم ظلت طوال العقود السابقة تتبع للصندوق القومي لدعم الطلاب.
اقرأ/ي أيضًا: الأمطار تحول الخرطوم إلى مستنقعات.. ومخاوف من التصريف في النيل
وتضيف لـ"الترا سودان"، إن الداخليات وأيلولتها لإدارة الجامعة، ظلت مطلبًا أوليًا لطلاب جامعة الخرطوم. وبعد فتح أبواب الجامعة في تشرين الأول/أكتوبر 2020، تقول وشاح قرشي "عجزنا عن الحديث عن المطالب دون تحديد لمن تتبع داخليات جامعة الخرطوم؟".
وتتابع وشاح حديثها "يعاني طلاب داخلية الوسط والطالبات من مشاكل بالبيئة الداخلية، وطرح الطلاب سؤال لمن تتبع الداخليات؟ ويجد الطلاب تماطلًا من الإدارة الجامعية وعمادة شؤون الطلاب منذ ما يقارب العامين. الآن استفحل الأمر بحسب ما ترى وشاح قرشي.
وأوضحت أن الداخليات تفتقر للأمن، وتقع مقارها بالقرب من مقار عدد من القوات الأمنية. وبعد حل الشرطة الجامعية -تقول وشاح قرشي- يتواجد إشراف من الحرس المدني عند مدخل الداخليات، في حين تفتقر الأطراف والجانب الخلفي للداخليات للحماية.
وتؤكد وشاح لـ"الترا سودان"، وقوع حوادث ضرب للطلاب من قبل بعض القوى الأمنية، إضافة لحوادث التسلل والسرقات المتكررة.
نظرة على الحراك الطلابي الأخير
انتظمت طالبات داخلية الزهراء "البركس" في حراك طلابي جماهيري، يحمل عدة مطالب. وفي هذا الجزء من التقرير تناقش الطالبة بكلية الآداب مآرب محمد الحافظ القضية.
اقرأ/ي أيضًا: صور| مبادرة نبذ العنصرية بدارفور.. حكاية النضال بالفن
تؤكد مآرب ما ذهبت إليه وشاح قرشي، من نقص في تأمين داخليات مجمع الطالبات.
اشتملت مطالب الطالبات على توفير الماء والكهرباء وتأمين الداخليات من حوادث السطو
وزادت: "كانت الكهرباء منعدمة طيلة اليوم، وكذلك الماء"، وتابعت: "تقطع المياه منذ السابعة صباحًا، وتصل إلى حدود الطابق الثاني، وتنعدم في الرابع والخامس".
وتواصل مآرب حديثها بالقول: "نعاني من مشاكل الصرف الصحي بالإضافة إلى البعوض، وتخلو الغرف من المراوح، ما يضطر الطالبات للنوم خارجيًا فنواجه بالصرف الصحي".
وتشير مآرب محمد الحافظ إلى حوادث دخول "الحرامية" للداخليات، وتواجد قوة أمنية أمام الداخلية، وتؤكد تعرض الطالبات لحوادث تحرش عند مدخل الداخلية.
وتُجْمل مآرب المطالب الطلابية في توفير الماء والكهرباء، والصيانة الدورية للداخليات والمرافق التابعة لها، ومراجعة المطاعم داخل الداخليات وتوفير الدعم لها، وتمثيل الطلاب في اللجنة العليا لاسترداد الداخليات مع ممثلي إدارة الجامعة والصندوق القومي لدعم الطلاب، على أن تضم اللجنة ممثلًا عن وزارة العدل ووزارة المالية.
وختمت مآرب حديثها بالإشارة إلى قضية رفع الرسوم الدراسية، وقالت: "تتعرض الطالبات للتوقيف أمام البوابات بسبب قضايا الرسوم الدراسية".
أحداث سطو وسرقات
ماذا يحدث في داخليات جامعة الخرطوم؟ أبان مسؤول السلامة الطلابية خالد بابو سليمان، إن للصندوق القومي لرعاية الطلاب حرسًا مدنيًا مدربًا على التأمين، وبعد مجيء الشرطة الجامعية، طالب الطلاب بحلها، وبعد العودة للحرس القديم، كان بعضهم قد وزع في وظائف أخرى، مما تسبب في نقص في بعض المجمعات. ويؤكد شروعهم في تعيين حرس جديد.
وأوضح مسؤول السلامة الطلابية صدور توجيه من وزير الداخلية لإرجاع شرطة الداخليات. وأقر بوجود حالات سطو، والقبض على عدد من المعتدين. مؤكدًا إن (99)% من السرقات تقع بين الطالبات، والقبض على مرتكبات الجرائم، وقال "لا نتعامل مع البنات تعاملًا جنائيًا وإنما يوجهن للإرشاد التربوي والاجتماعي".
اقرأ/ي أيضًا: ردًا على شكوى مواطنة.. وزارة العدل: لا يوجد نص في القانون يمنع ضمانة المرأة
وكشف عن شريط يقع بين داخليات الطالبات ومواقع القوة الأمنية على مسافة (15) مترًا من سور الجامعة، ينشط فيه تجار ومروجي المخدرات والمتعاطين وكل أطياف البشر. وقال "لا يتبع هذا الشريط لسلطة الصندوق القومي لرعاية الطلاب".
بيئة جيدة من أجل التحصيل أكاديمي
في ذات السياق، قال مدير مجمع الزهراء العبيد بخت، إن الصندوق القومي لرعاية الطلاب لا يمانع من تسليم الداخليات لإدارة الجامعة، مشيرًا إلى تكوين لجان فنية من وزارة التعليم العالي تعمل على القضية، وأردف: "يعمل ما يقارب الـ(600) شخص بالهيكل الوظيفي للداخليات، وهم في حاجة لتوفيق أوضاعهم".
تضامنت مجموعة من الكيانات الطلابية مع حراك الطالبات وأشادوا بدورهن في المشهد الطلابي والحقوقي
وكشف عن استيعاب الصندوق لـ(12) ألف طالب، مبينًا أن الاهتمام ينصب في توفير بيئة خدمية مناسبة للطلاب من أجل التحصيل الأكاديمي.
الجدير بالذكر، أن عددًا من الكيانات الطلابية أبدت تضامنها مع حراك طالبات جامعة الخرطوم. وأشادت بدور الطالبات في تصدر المشهد الطلابي والحقوقي وإثراء الحركة الطلابية.
اقرأ/ي أيضًا
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.