حملة لتغيير نظام امتحانات ذوي الإعاقة والتربية تتمسك بالنظام السائد
12 أغسطس 2020
أكدت إدارة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم الاتحادية أنها لن تتراجع عن نظام امتحانات الطلاب/ت ذوي الإعاقة بواسطة نظام المرافقة من الحد الأدنى للصفوف التي تحددها المدارس فيما وصف نشطاء في مجال تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة النظام الحكومي بالعقيم والتقليدي.
التربية والتعليم: لا تراجع عن النظام المعمول والاحتجاجات غير مبررة
ويثير تحديد وزارة التربية والتعليم مرافقين من طلاب الصفوف الدنيا في امتحانات الطلاب ذوو الإعاقة من الصف الثامن لكتابة الأجوبة بدلًا عنهم، نسبة للإعاقات اليدوية والبصرية، وتحديد مرافقين من الصف الثاني الثانوي للطلاب من الصف الثالث المرحلة الثانوية رفضًا واسعًا وسط عائلات الطلاب من ذوي الإعاقة وناشطين ومهتمين بقضايا هذه الشريحة من الطلاب.
ويعبر نشطاء في مجال تعليم الطلاب ذوو الإعاقة عن مخاوفهم من أن مساعدة طلاب الصف السابع والصف الثاني ويعتبرونها مساعدة غير نموذجية للطلاب الأعلى مستوىً، لأن العديد منهم لا يكتب الأجوبة بالطريقة الصحيحة ويخسر الطالب صاحب الإعاقة نقاط في نتائج الامتحانات.
اقرأ/ي أيضًا: يونيسيف تصف وفيات كورونا في السودان بالأعلى.. والصحة: لا انحسار للمرض
وتشترط وزارة التربية والتعليم الاتحادية على المدارس تحديد طلابًا حصلوا على درجات عالية في امتحانات الصف السابع لمساعدة طلاب الصف الثامن من فئة ذوو الإعاقة خاصة الإعاقات البصرية واليدوية والذهنية حيث يسمح لهم بكتابة أجوبة الامتحانات بناءً على أجوبة شفاهية يقدمها الطلاب ذوو الإعاقة.
وتطبق نفس التجربة على طلاب الصف الثالث في المرحلة الثانوية بتحديد طلاب بقدرات عالية من الصف الثاني المرحلة الثانوية، لمساعدة الطلاب ذوي الإعاقة الجالسين لامتحانات الشهادة السودانية وهم من فئات الطلاب المعاقين ذهنيًا وبصريًا ويدويًا.
وتطالب جمعيات ومنظمات مهتمة بالطلاب ذوي الإعاقة بتعيين مرافقين ذوو قدرات عالية لمساعدة الطلاب ذوو الإعاقة في الامتحانات، وتشير الجمعيات إلى أن الظلم يقع على هؤلاء الطلاب الممتحنين في حال تحديد طلاب ذوو قدرات متواضعة من الصفين السابع في مرحلة الأساس والثاني في المرحلة الثانوية، في أهم امتحانين، هما امتحانات الصف الثامن الأساس المؤهل للدخول للمرحلة الثانوية العامة، وامتحانات الشهادة الثانوية المؤهل لدخول الجامعة، وتعتزم هذه الجمعيات مناهضة هذا النظام بالاحتجاجات أمام مقار الجهات المعنية.
ولكن مديرة إدارة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم الاتحادية، فائزة أحمد حسن، أبلغت "ألترا سودان" أن الاشتراطات الخاصة التي وضعتها التربية والتعليم باختيار طلاب من الصف السابع لمساعدة طلاب ذوو إعاقة في امتحانات الصف الثامن مرحلة الأساس لا يمكن التراجع عنها لأن أقرب مستوى للطالب المستهدف هو طالب من الحد الأدنى مباشرة.
ناشطة: الطلاب ذوو الإعاقة يخسرون علامات الامتحانات لأن المرافق الذي تعينه المدرسة غير ملم بما يكتبه
وتشدد مديرة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم الاتحادية فائزة أحمد الحسن، على أن الإجراءات المنفذة لا تغيير فيها مهما كانت الاحتجاجات لأنها طريقة متبعة منذ سنوات وتضيف: "لا ندري مبررات الاحتجاج لأنه لا بديل للنظام المعمول به حاليًا".
ومع تزايد اهتمام المنظمات بالطلاب ذوي الإعاقة الا أن قضية الامتحانات في نظرها تعتبر قطرة في محيط من المشاكل التي تواجه هذه الشريحة في المدارس، كعدم توفر "المزالق" للدخول والخروج من قاعات الدرس، إلى جانب عدم توفر حافلات خاصة لترحيلهم علاوة على مضايقات يتعرضون لها عندما يتم إرسالهم إلى المدارس حيث يوصي خبراء بأهمية دمجهم بالمدارس العامة حتى لا يشعروا بالتمييز السلبي.
وترسم الناشطة في مجال تعليم الأطفال ذوو الإعاقة وئام فضل، صورة قاتمة عن وضع الطلاب المعاقين مشيرًة في تصريح لـ"ألترا سودان" إلى أن الاحتجاجات التي صدرت مؤخرًا بشأن جلوس الطلاب لامتحانات الصف الثامن أساس والصف الثالث الثانوية، تحمل مبررات منطقية لأن الطريقة المتبعة غير مقبولة وتلحق الظلم بالطلاب ذوو الإعاقة.
اقرأ/ي أيضًا: حوار| مدير التعليم الخاص بولاية الخرطوم وأزمة الرسوم
وتنوه وئام، إلى أن الطلاب ذوو الإعاقة ينتشرون في أصقاع البلاد ولا يجدون الاهتمام الكافي لأن هناك تفاصيل دقيقة تسهل تحركاتهم وتعليمهم ودعمهم نفسيًا غير متوفرة تمامًا، وترى أن الطلاب من هذه الشريحة قبل شهر من امتحانات الشهادة الثانوية لا يجدون مساندة تذكر من وزارة التربية والتعليم، حتى عملية "تسهيل الترتيبات" لم تجرها الوزارة.
ماهي الطريقة المثلى لإخضاع طلاب هذه الشريحة لامتحانات الصف الثالث المرحلة الثانوية والتي ستبدأ في منتصف أيلول/سبتمبر القادم، فيما جلس طلاب الصف الثامن بنفس الطريقة القديمة؟
على هذا السؤال تجيب مديرة إدارة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم الاتحادية فائزة أحمد الحسن، بالقول: "لا حل سوى النظام المتبع بتحديد طالب مرافق من الصف الأدنى مباشرة لتدوين الأجوبة التي يذكرها شفاهة الطالب ذو الإعاقة الذهنية واليدوية والبصرية".
لكن وئام فضل تنتقد الطريقة التقليدية التي تعتمد عليها التربية والتعليم وتدعو إلى خيارين في إخضاع الطلاب ذوو الإعاقة إلى الامتحانات أما بتعيين معلم من قاعة الامتحانات لكتابة الأجوبة بدلًا عن الطالب، بعد أداء القسم بعدم مساعدته، أو الانتقال إلى نظام "بريل" المعمول به لتعليم الطلاب المكفوفين وهي أدوات مصنعة خارجيًا ومتوفرة في معهد النور بالخرطوم بحري.
وئام فضل: وزارة التربية لم تصمم خطة لتعليم ذوي الإعاقة، والتكنلوجيا تطور كثيرًا في مجال تعليم هذه الشريحة من المجتمع
وترجع وئام أزمة تعليم الطلاب ذوو الإعاقة إلى عدم وجود خطة لدى وزارة التربية والتعليم التي لا تتذكرهم إلا في وقت الامتحانات، وتتبع إجراءات سريعة غير فعالة لأن إدارة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم مطالبة بالتوسع في معرفة أوضاع الطلاب ذوو الإعاقة ومعرفة المواثيق الدولية في هذا الصدد، حيث تعتبرها وئام معزولة عن قضايا الطلاب من هذه الشريحة والعقبات التي تواجههم لدرجة أنها لا تكترث بفقدان الطالب صاحب الإعاقة نتيجة الامتحانات، بسبب تحديد طالب صغير في السن مرافقًا له في الامتحانات وبسبب هذا النظام يخسر مجهود عام كامل.
فيما يعتقد أحد المهتمين بتعليم ذوو الإعاقة مشترطًا حجب اسمه لأنه يعمل في مؤسسة لا تخول له التصريح الإعلامي أن الطلاب من هذه الشريحة يتعرضون للظلم لأن الأجوبة التي يكتبها المرافقون من الصف الأدنى غير نموذجية، خاصة في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية.
ويقول لـ"ألترا سودان"، هناك نظامًا جديدًا بتسجيل الأجوبة أو تعيين معلم لكتابة الأجوبة على أن لا يكون متخصصًا في نفس المادة ويرى أن اتاحة التعليم للأطفال ذوو الإعاقة حقوق أساسية بإتخاذ تدابير عالية الجودة ووضع استراتيجيات حكومية، موضحًا أن المدارس غير مؤهلة لاستقبالهم.
وأضاف: "الطالب صاحب الإعاقة يعتمد على مجهوده في التعليم ولا يجد مساندة حكومية، ومع ذلك هناك تفاصيل صغيرة لا توفر الحكومة أدنى مساعدة فيها".
اقرأ/ي أيضًا
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.