حرب الخرطوم.. موتى بلا شواهد
19 أبريل 2024
إذا صُنف اسوأ شيء في حرب السودان فإنه قد يكون أولئك الذين دفنوا في مدافن اقتصرت على الأرقام فقط وسط الأحياء السكنية، خاصة في العاصمة الخرطوم دون وضع شواهد على تلك القبور التي انتشرت خلال النزاع المسلح بين الجيش والدعم السريع منذ قرابة العام.
ساحات عامة وسط الأحياء في السودان تحولت إلى مقابر خلال الحرب
في 13 نيسان/أبريل الجاري نشرت لجان مقاومة بانت شرق في أم درمان صورًا لفناء دار لجان الخدمات بالحي، والذي تحول إلى مقبرة بعد أن فرضت الدعم السريع حصارًا على المنطقة دام لتسعة أشهر.
القبور التي انتشرت على الساحة أغلبها لم تحمل أسماء الموتى الذين قد يكون بعضهم ضحايا معارك عسكرية من الجنود بين الجانبين. المفارقة أن الوضع الأمني هو الذي حال دون نقلهم إلى المقابر.
ذكر أكثر من شاهد من مدينة أم درمان أن قوات الدعم السريع تمنع باستمرار في مناطق سيطرتها المواطنين من تشييع الموتى إلى المقابر وفي بعض الأحيان تطلق الرصاص الحي على المشيعين.
القبور وسط الأحياء وفي المنازل دفعت سيدة قبطية حسب ما نقلت منصة القوات المسلحة، الأربعاء، إلى إطلاق مناشدة للجنة الدولية للصليب الأحمر لنقل القبور من المنازل إلى المدافن المعتادة. وقالت إن هذه القبور تحول دون عودة السكان إلى المنازل التي تحول بعضها إلى قبور.
حرب السودان لم تمنع الدفن فقط، بل إن انتشال الجثث من الشوارع خاصة ضحايا المعارك العسكرية لم يكن ممكنًا. وفي الأسابيع الأولى للحرب شكت المنظمات الإنسانية من هذا الأمر، وقالت إن انعدام الممرات الآمنة يحول دون الوصول إلى الجثث خاصة سيما في قلب العاصمة الخرطوم التي شهدت أعنف المعارك الحربية وخلفت مئات الضحايا.
لم تتمكن عائلات الضحايا في حرب السودان من إلقاء النظرة الأخيرة على موتاهم ناهيك عن وضع الشواهد التي تحمل الأسماء على المقبرة، وفي هذا الصدد فإن آلاف السودانيين قد يكونوا معرضين لهذا المأساة.
يقول محمد أحمد حسان وهو عامل سابق في منظمة دولية، لـ"الترا سودان"، إن القبور المنتشرة في شوارع العاصمة والمدن الأخرى التي شهدت معارك عسكرية طاحنة، ظاهرة توضح مأساة هذه الحرب التي لم تسمح حتى بدفن الموتى، ما يعني أنها حرمت ملايين المدنيين من الممرات الآمنة.
ويقول حسان إن الممرات الآمنة تعني أيضًا ايجاد طرق من الأحياء إلى المقابر وإلى المستشفيات وإلى الأسواق هذه من الأمور التي يجب وضعها في الاعتبار عندما تندلع المعارك العسكرية، ولكن في السودان "كل شيء سيء" حدث خلال الحرب.
ويقول حسان إن ساحات شهيرة وسط العاصمة تحولت إلى مقابر تضم ضحايا المعارك والموتى الذين لم يجد المشيعون طرقًا لنقلهم إلى المقابر من بين تلك الساحات في محطة البلابل شرق العاصمة الخرطوم جوار شارع عبيد ختم.
وأضاف: "نقل هذه القبور من المنازل والساحات والأحياء يحتاج إلى مساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الدولية، وقد يستغرق وقتًا طويلًا، وقبل ذلك يحتاج إلى اتفاق وقف العدائيات".
وتقدر تقارير أولية ضحايا المعارك العسكرية من المدنيين خلال الحرب في السودان بأكثر من (14) ألف خلال عام من القتال.
ويقول عضو المجموعة السودانية للأشخاص المختفين قسريا عثمان البصري، لـ"الترا سودان"، إن "قبور الأرقام" منتشرة في جميع الأحياء بالعاصمة الخرطوم، وقد تشكل أزمة في المستقبل لأن الدفن قد يكون بالطرق التقليدية دون التقيد بالبروتكولولات المعروفة.
وأضاف: "كان من المهم اتخاذ إجراءات معروفة في هذا الصدد، خاصة إذا حاولنا معرفة مصير المفقودين ويضطر الناس إلى البحث عن المختفين قسريا وسط قبور كثيرة جدًا ولأشخاص دفنوا بلا معايير متبعة فيما يتعلق بدفن موتى بطرق قد تكون مستعجلة لطبيعة الظروف الأمنية خلال الحرب".
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.