مجتمع

حرائق غامضة في دارفور تثير تساؤلات ومخاوف

11 مارس 2023
GettyImages-51288167(1).jpg
(صورة رمزي\Getty)
محمد حلفاويصحفي سوداني

لم تنجُ أكثر من أربع مناطق في ولايتي شمال وجنوب دارفور من ظاهرة "الحرائق الغامضة" التي التهمت مئات المنازل، وخلفت ضحايا وفقدان للمنتجات الزراعية التي تحولت إلى "أكوام رماد"، في تمدد للظاهرة طال مئات المواطنين الذين يقطنون في منازل بسيطة ويعتمدون على الزراعة والرعي.

وخلال الأسبوعين الماضيين، وتحديدًا في مطلع آذار/مارس الجاري، شعر سكان قرية "عيال أمين" بولاية شمال دارفور بالذعر إثر نشوب حريق قال السكان إنه "يندلع بشكل مفاجئ من باطن الأرض"ن وقال شهود إن النيران تخرج من باطن الأرض.

من مآسي الحرائق في إقليم دارفور وفاة خمسة أطفال من أسرة واحدة في قرية دونكي دريسة 

وذكر بعض سكان قرية "عيال أمين" بولاية شمال دارفور أن النيران جاءت من "باطن الأرض"، وصعدت إلى أعلى في شكل عمودي، ومن ثم بدأت في الانتشار حول مساكن القرية المشيدة من المواد الأولية "القش والخشب"، حيث قضت النيران عليها بالكامل.

سلسلة حرائق بعض قرى ومناطق إقليم دارفور تركزت أكثر في ولاية جنوب دارفور، وخلال الأسابيع الماضية قضت النيران على (40) منزلًا، وأتلفت المحاصيل المخزنة والأواني المنزلية في قرية قرضاية بمحلية شطاية بولاية جنوب دارفور الواقعة (45) كيلومترًا عن العاصمة نيالا.

وفي هذه المرة وقعت حادثة الحريق بفعل الرياح في هذا الوقت من العام، والتي ساهمت في حمل ألسنة اللهب إلى المنازل المشيدة من الأغصان والأخشاب.

وكان المدير التنفيذي بمحلية شطاية عادل العوض عبد القادر قد ناشد المنظمات الإنسانية إلى مساعدة المتضررين من الحريق في قرية قرضاية، وأعلن أن المواطنين "يقيمون في العراء" - على حد قوله.

والمنطقة التي تضررت من النيران تعد شبه معزولة عن المناطق الحضرية بسبب ضعف شبكة الاتصالات، وبُعدها عن مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.

والخميس الماضي اشتعلت قرية المملح حلة حاج آدم بمحلية السنطة بولاية جنوب دارفور من، حيث قضى الحريق على سبعة منازل وممتلكات للمواطنين دون خسائر في الأرواح.

وظاهرة الحرائق التي تؤرق المواطنين في إقليم دارفور غربي البلاد شملت قرية دونكي دريسة بولاية جنوب دارفور، وفي هذه الحادثة كانت المأساة حاضرة بوفاة خمسة أطفال من عائلة واحدة حاولوا الاختباء تحت الأسِرّة داخل الغرف، لكن النيران التهمت أجسادهم بالكامل حسب سكان البلدة.

https://t.me/ultrasudan

ودفعت ظاهرة الحرائق المواطنين والسلطات الحكومية في إقليم دارفور إلى إطلاق مشاريع "زيرو قش" في خطوة لخفض نسبة تشييد المنازل بالعشب والخشب، حيث تشب النيران بسهولة في المنازل.

وشجعت الحكومات المحلية المواطنين على تشييد المنازل من الطوب الأحمر ومواد البناء، وفي ذات الوقت طالب السكان المتضررون الحكومات في إقليم دارفور إلى توزيع عربات الإطفاء في مراكز المحليات.

ويعتمد المتضررون من الحرائق على التراب والمياه لإطفاء الحرائق بدلقهما على النيران بالأيادي والأواني، لأن القرى لا تتوفر بها سيارات الإطفاء أو مكاتب للدفاع المدني التي تتواجد في المدن عادة.

سلسلة حرائق بعض قرى إقليم دارفور ظلت شبه أسبوعية، حيث نشبت النيران في قرية حجير تونو بوحدة "أبقى راجل" الإدارية التابعة لمحلية بليل بولاية جنوب دارفور، وفقد المواطنون الأثاثات والمحاصيل إثر النيران التي قضت على كل شيء.

وجراء هذه الظاهرة أطلقت فعاليات شعبية نداءً لتشييد المنازل بالمواد الثابتة، وأطلقت قيادات أهلية واجتماعية من ولايتي شرق وجنوب دارفور مشروعًا شعبيا لبناء (90) منزلًا.

ناشط من نيالا: ظاهرة الحرائق تعود إلى تغير اتجاه الرياح وسرعتها في هذا الوقت من العام

قال محجوب حسين - وهو أحد نشطاء مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور- لـ"الترا سودان"، إن ظاهرة الحرائق تعود إلى تغير اتجاه الرياح وسرعتها في هذا الوقت من العام، وعندما يترك السكان النيران في العراء تنتقل شرارة واحدة إلى منازل مشيدة بالعشب والخشب، ويحليها إلى رماد بسرعة فائقة لأنها مواد قابلة للاشتعال.

وأشار إلى أن التصريحات عن وجود "حرائق مفاجئة" دون فعل فاعل أو تأثير خارجي تظل أحاديث تحتاج إلى دراسات ومعاينة من الجهات المختصة، ولا يمكن إطلاق "الكلام على عواهنه" - حد تعبيره.

السلطات تستعيد سودانيين من أُسر المنضمين لداعش

ردود فعل غاضبة على مشاركة وزير سوداني في مؤتمر نسوي

 

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert