مجتمع

جمعة السودانيين في كمبالا: تعبد واستكشاف

13 فبراير 2025
Mosque in Kampala.png
منصور الصويم
منصور الصويمكاتب من السودان

يقضي السودانيون في العاصمة الأوغندية كمبالا يوم الجمعة في التعبد ومحاولة استكشاف ثقافة البلد التي استقبلتهم ورحبت بهم عقب اندلاع الحرب في بلدهم السودان.

يعد جامع القذافي أحد المعالم الرئيسية في العاصمة الأوغندية كمبالا، ويعرف أيضًا بجامع أوغندا الوطني

 

ولجأ إلى دولة أوغندا بعد تأزم الأوضاع في السودان جراء الحرب المستمرة لنحو عامين حوالى 70 ألف سوداني، يعيش أكثرهم في معسكر كريندانغو للاجئين في منطقة بيالي، بينما يتوزع الآخرون بين العاصمة كمبالا ومدن وأماكن أخرى.

تعبد واستكشاف

عبدالرحيم خلف الله، قال لـ"التر سودان" ردًا عن سؤال "كيف تقضي جمعتك في كمبالا؟": "أنا من أمدرمان، ويوم الجمعة هناك بالنسبة لي كان يومًا مهمًا، فيه أتواصل مع الأهل والجيران، وأودي الصلاة في مساجد مختلفة، كما أحرص خلاله على زيارة حوليات المتصوفة في منطقة حمدالنيل".

يصمت خلف الله، وكأنه يتذكر تلك الأيام متحسرًا، ثم يضيف: "هنا الجمعة مختلفة قليلًا، فلا أهل أو أقارب لزيارتهم، فأنا حضرت لوحدي، لكني بالطبع أحضر صلاة الجمعة، واتعمد في كل أسبوع أن أنوع المساجد والجوامع التي أصليها فيها، بهدف التعرف أكثر على ملامح المدينة وعلى ناسها، فمرة أصلى في جامع القذافي، وأخرى في مسجد الحي، وأحيانًا في وسط المدينة حيث يوجد مسجد يؤمه الآسيويين في منطقة آروا بارك".

جامع القذافي

يعد جامع القذافي أحد المعالم الرئيسية في العاصمة الأوغندية كمبالا، ويعرف أيضًا بجامع أوعندا الوطني، ومن اسمه يفهم أنه شيد بتمويل من القائد الليبي السابق معمر القذافي، وكان ذلك في العام 2007. ولقدرته الاستيعابية الكبيرة – 1500 مصلٍ- يعتبر وجهة رئيسية للمسلمين من كافة الجنسيات والجاليات الموجودة في كمبالا، لاسيما في يوم الجمعة.

الشاب بشير فتح الرحمن، يصف نفسه بأنه من الرواد المداومين على صلاة الجمعة في جامع القذافي، ويقول إنه يجد راحة كبيرة بين جموع المصلين المحتشدين من مختلف الجنسيات "الأمر أشبه بأداء العمرة أو الحج"، يشير بشير ويضيف لـ"الترا سودان": "إلى جانب الحشد الروحاني الكبير للمصلين والتعرف على أناس من بلدان أخرى، تتيح الباحات الملحقة بالجامع لزواره التسوق وتخير مستلزمات تخص المسلمين وعبادتهم، مثل كتب القرآن الكريم والأحاديث النبوية والتفاسير، إضافة إلى أنك يمكن أن تجد الجلباب العربي، على الطراز الخليجي، إضافة إلى المصالي وطواقي، الرأس.. وجمع الطواقي من هواياتي المفضلة". يقول بشير ذلك مبتسمًا وهو يشير إلى طاقية خضراء تغطي رأسه.

باحة النساء

الشابة سناء فضل السيد، القادمة من مدينة الفاشر في شمال دارفور، تقول إنها في السودان لم تكن تذهب إلى المساجد إلا في رمضان لأداء صلاة التراويح، أما الآن في كمبالا فإنها تذهب كل يوم جمعة إلى المسجد الصغير جوار منزلهم وتؤدي الصلاة.

وتوضح سناء تجربتها مع مسجد الحي بقولها لـ"الترا سودان": "في البداية رافقت جدتي لأداء صلاة الجمعة لأنها معتادة على ذلك في السودان، لكن بعد أن دخلت إلى باحة النساء واكتشفت أن هناك الكثير من الشابات الأوغنديات ضمن المصليات قررت أن أحضر كل أسبوع، وهكذا صرت مداومة على صلاة الجمعة في المسجد".

تضيف سناء: "أتاحت لي الصلاة في المسجد التعرف أكثر على المجتمع الأوغندي، وأن أعقد صداقات مع نساء وشابات أوغنديات، مما خفف كثيرًا من عزلة وألم اللجوء".

تعلم اللغة

الرجل الخمسيني عزالدين بابو، قدم إلى كمبالا من مدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور، يقول لـ"التر سودان" أداوم على الصلاة في المسجد بشكل منتظم في كل الصلوات وليس صلاة الجمعة فقط، ووجودي شبه الدائم مع المصلين الأوغنديين أتاح لي التعرف على أسرار اللغة الأوغندية التي تعرف بـ"لوغاندا"، وهذا بالطبع وفر علي الكثير أثناء الاستماع لخطب الجمعة، كما أنني صرت مقربًا للبعض كوني قادر على شرح بعض الكلمات باللغة العربية بشكل صحيح وأقرب إلى الفهم".

ما بين التعبد والتنقل بين مساجد المدينة المختلفة يقضي السودانيون جمعتهم

ما بين التعبد والتنقل بين مساجد المدينة المختلفة يقضي السودانيون جمعتهم، يدعون الله أن ييسر أمرهم، وأن يضع حدًا للحرب المدمرة التي تدور في بلدهم، وأن يعم الأمن والسلام كل ربوع السودان.

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert