تظاهرات ملوط السلمية بجنوب السودان.. نفاد الصبر على الوعود
27 أغسطس 2020
تعتبر التظاهرات السلمية التي نظمها شباب مقاطعة ملوط الواقعة شمالي ولاية أعالي النيل قبل أيام، واحدة من التطورات المهمة جدًا التي يشهدها جنوب السودان منذ التوقيع على اتفاق السلام المنشط في أيلول/سبتمبر 2018، إذ أنها تحلت منذ يومها الأول بالسلمية وحملت مجموعة من المطالب والقضايا المشروعة التي تحتاج إلى حلول وتدخلات وقتية وعاجلة من السلطات الحكومية المركزية في جوبا، والشركات العاملة في مجال النفط بالمنطقة التي يستقر سكانها إلى جانب آبار النفط والمياه الآسنة التي تطرح في العراء مما يستبب في التلوث والموت وتدمير البيئة الطبيعية للمنطقة، والتي تعتبر واحدة من ثرواتها الدائمة عكس مورد البترول غير المتجدد.
ظلت شركات النفط تتحجج عن القيام بواجب المسئولية الاجتماعية، بغياب القوانين المنظمة للعلاقة بين الشركات والمجتمعات المحلية
خلال السنوات القليلة المنصرمة، ظلت شركات النفط العاملة في جنوب السودان، تتحجج على المواطنين المقيمين في مناطق الإنتاج النفطي فيما يتعلق بالتقصير في تقديم الخدمات التي تتوجبها المسئولية الاجتماعية للشركة، بغياب القوانين المنظمة للعلاقة بين الشركات والمجتمعات المحلية، وظلت الفرص المتاحة أمام تلك المجتمعات منحصرة في العائدات التي خصصها الدستور للمجتمعات المنتجة كتعويضات وكنسب للتنمية، إلا أن هناك شكاوى عديدة من عدم وصول تلك الأموال والمبالغ للمجتمعات في شكل مشروعات وبرامج تنموية، الشئ الذي خلق حالة من التوجس المتبادل ما بين المجتمع المحلي والقيادات السياسية والبرلمانية التي طالما أنكرت وضع يدها على تلك الأموال، وتبددت أحلام وتوقعات المجتمعات المتضررة في مناطق الإنتاج في متاهة من الاتهامات المتبادلة والنكران المحير للسلطات.
اقرأ/ي أيضًا: القضية الفلسطينية كما يجب أن نفهمها
من خلال تأمل قائمة المطالب التي رفعها شباب مقاطعة ملوط في تظاهرتهم السلمية التي سرعان ما تحولت لاعتصام كبير أمام مقر الشركة النفطية العاملة في المنطقة، فإننا نجد اهتمامًا كبيرًا من الشباب بمعالجة الأثر البيئي المدمر للإنتاج النفطي الذي لا يتبع إجراءات ومعايير السلامة المطلوبة في التخلص من المواد الكيميائية والمخلفات النفطية، وما يتسبب فيه ذلك من أضرار على صحة الإنسان والحيوان في المنطقة، تأتي بعد قضية البيئة بقية القضايا المطلبية الأخرى مثل توفير فرص العمل للشباب بالمنطقة، كما يتضح من خلال البيانات والتصريحات التي أدلى بها قادة هذا الحراك السلمي، أن الشركة كانت قد وعدتهم مرارًا بالنظر في تحقيق المطالب التي رفعها سكان المنطقة والمتمثلة في مياه الشرب النقية، الطرق المعبدة وتأهيل المستشفى الوحيد بالمنطقة الذي يعاني من الإهمال الوضح.
اقرأ/ي أيضًا: تقاسم مقاعد الحكم الولائي.. نهش جسد الوطن المنهك
من الواضح جدًا أن المطالب المتراكمة لمواطني مقاطعة ملوط، والتي قد لا تختلف كثيرًا عن مطالب مواطني بقية المناطق النفطية الأخرى ومناطق التعدين عن الذهب، قد بدأت بسبب المماطلة في حلها، مقرونة مع بعض التداعيات التي افرزتها الأوضاع السياسية الراهنة في جنوب السودان في أعقاب توقيع اتفاق السلام بين الحكومة وجماعات المعارضة الأخرى، فتحولت تلك المطالب بشكل تدريجي إلى مظالم متراكمة، قد يحتاج حلها لآلية متكاملة تنظر في الأسباب الجذرية وراء تلك الأزمة وسبل مخاطبتها بشكل محايد لا يربطها بأي مواقف داعمة ومؤيدة لتلك القضايا من قبل أي طرف من الأطراف السياسية والمدنية، فالابتعاد عن نظرية المؤامرة هو الذي سيقود الجميع إلى معالجة المطالب المشروعة والسلمية لمواطني مقاطعة ملوط وكافة مجتمعات شمال أعالي النيل التي كانت تتوقع أن تنعكس عليها ثروة أراضيها بالتنمية والرفاه والاستقرار.
يأمل الجميع أن يقود هذا الحراك الحقوقي المطلبي السلمي لمواطني إلى تكوين آلية للمتابعة تمثل شتى المكونات المنضوية تحته
يأمل الجميع أن يقود هذا الحراك الحقوقي المطلبي السلمي والمشروع لمواطني مقاطعة ملوط بولاية أعالي النيل إلى النظر في تكوين آلية للمتابعة تمثل شتى المكونات المنضوية تحته، وأن يتم ذلك عن طريق مظلة تضم التكوينات المدنية الممثلة لمختلف الفئات والكيانات الفاعلة، وتمثل (الجسم) الذي يعبر عنهم، حتى لا يتم تجاوزه في مراحل التفاوض مع الجهات المعنية، وكذلك لإبعاد الملف عن يد الساسة وأصحاب المصالح الآنية، حتى لا تتم المساومة بمطالبهم بالمكاسب الفردية كما سبق وأن حدث في المرات السابقة، فوجود مثل تلك الآلية ينتج قيادة يتركز اهتمامها بقضايا المواطنين وتتمتع بالقبول لدى الجميع.
اقرأ/ي أيضًا
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.