تدهور مريع في أوضاع اللاجئين السودانيين بمعسكرات تشاد
18 مارس 2024
شكا اللاجئون السودانيون الفارون من جحيم الحرب الدائرة في السودان منذ 15 نيسان/أبريل 2023 حتى تاريخ اللحظة، من تدهور الأوضاع الإنسانية بمعسكرات اللاجئين السودانيين في شرق تشاد.
واشتكى أحد قيادات معسكر منجي في شرق تشاد، اللاجئ أسعد آدم أرباب، من سوء الوضع الإنساني الذي يعيشونه في ظل نقص الغذاء وتوقف المنظمات الإنسانية عن تقديم الدعم والإغاثة لهم، مما ساهم في تفاقم الوضع في شهر رمضان.
أكثر من (50) أسرة في معسكر "منجي" شرق تشاد تفترش العراء وتقاتل شراسة البرد والحر وتغيرات الطقس للبقاء على قيد الحياة
وأوضح أن هنالك أكثر من (50) أسرة تفترش العراء وتقاتل شراسة البرد والحر وتغيرات الطقس للبقاء على قيد الحياة.
وكان برنامج الأغذية العالمي، حذر من أن البرنامج قد يجد نفسه مضطرًا إلى وقف تقديم المساعدات لأكثر من مليون لاجئ سوداني في دولة تشاد بسبب نقص التمويل.
ووفقًا لمدير برنامج الأغذية العالمي في تشاد، بيير هونورات، فإنهم قاموا بالفعل بتخفيض عملياتهم "بطريقة لم يكن من الممكن تصورها حتى قبل سنوات قليلة"، بحسب تعبيره.
بينما قالت اللاجئة فاطمة النور علي، من معسكر علاشي في شرق تشاد، إنهن يعانين من تدهور الأوضاع في المعسكر، في ظل انعدام تام للغذاء مما أدى إلى انتشار سوء التغذية وسط الأطفال وكبار السن، مع شح للمياه، الأمر الذي يدفعهن أحيانًا للخروج يوميًا والبحث عن المياه في الآبار والبرك القريبة من المعسكر، مما يقود أحيانًا لتعرضهن لانتهاكات وعنف من قبل متفلتين مجهولين الهوية.

وأشارت اللاجئة فاطمة النور علي إلى تدهور الوضع الأمني بالمعسكر، ودخول بعض المتفلتين ومحاولة سرقة ممتلكات اللاجئين وإطلاق أعيره نارية في الهواء لإدخال الرعب في نفوسهم.
اللاجئ آدم يحيى موسى أكد نقص المياه بالمعسكر منذ شهرين، وهو تاريخ قدومهم للمعسكر. وشدد لـ"الترا سودان" على ارتفاع أسعار المياه، مما زاد أزمة بعض اللاجئين الذين لا يملكون من النقود ما يكفي للشراء.
وفي نفس السياق، أكدت اللاجئة كلثوم علي، من معسكر "جقربا"، النقص الحاد في المياه، وعدم وجود خزانات ومضخات داخل المعسكر مما دفعهم للذهاب إلى الوادي لإحضار المياه.
وتابعت عند ذهابنا يقوم بعض المتفلتين بتكسير باقات المياه ودفن الآبار الصغيرة، الأمر الذي تسبب في عودتنا دون مياه في كثير من الأحيان.
وعلى صعيد آخر، يحكي اللاجئ عباس آدم يونس، حجم المعاناة التي يعيشونها في معسكر تنقوري بعد ترحيلهم من معسكر أدري لرفض أصحاب القطع الأرضية التي يقيمون فيها ببقائهم فيها أكثر، مما أدى إلى نقل جميع اللاجئين وتوزيعهم على معسكرات في شرق تشاد، ومنها منجي، تنقوري، أمبيليا، أبتنقي، فرشنا.
وتم تمليك اللاجئين هناك منازل مصنوعة من الزنك والقصب والبرش ومشمعات بلاستيكية للنوم عليها في ظل حرارة الطقس.

وأردف عباس آدم يونس في حديثه لـ"الترا سودان": "لا يوجد ما نأكله لقلة الدعم ونقص المواد التموينية مع معاناة في ظل شح الحمامات وعدم وجود مركز صحي بالقرب لاستعماله في حالات الطوارئ".
من جانبه، كشف محمد أحمد، وهو أحد قيادات المعسكرات، في تصريح لـ"الترا سودان"، عن المعاناة التي يعيشونها بمعسكرات شرق تشاد، حيث يعاني المتواجدون من ضعف الخدمات الصحية لصعوبة التواصل بينهم وبين الأطباء الذين يقدمون الخدمة لاختلاف اللغة المستخدمة مع تدهور صحة ذوي الأمراض المزمنة جراء النقص الشديد في الأدوية المنقذة للحياة بعد توقف إيصال المساعدات الإنسانية لدارفور عبر دولة تشاد. واعتبر القيادي بالمعسكرات هذه الخطوة بأنها "انتهاك تام لحقوق الإنسان وتعريضهم لمجاعة محتمة من قبل حكومة السودان"، حسب قوله.
وناشد عباس آدم يونس كل الخيرين بضرورة التدخل للمساعدة وتوفير الاحتياجات الرئيسية كالصحة والغذاء والمياه، والضغط على طرفي النزاع بفتح المسارات الآمنة لإيصال المساعدات حتى لا تحدث أي كارثة إنسانية اخرى قد تفقد فيها أرواح كثيرة.
يذكر أن وزير الخارجية بالحكومة القائمة في بورتسودان، السفير على الصادق، كان قد اعترض على إيصال المساعدات الإنسانية للسودان عبر الحدود التشادية، وذلك خلال لقائه نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي “كارل سكاو” على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي انعقد في تركيا، وشدد على أنه بعد ثبوت استخدام الحدود التشادية في عمليات نقل الأسلحة لقوات الدعم السريع "لا يمكن المساومة بأمن واستقرار البلاد"، حسبما جاء في تصريح صادر من وزارة الخارجية.
ولكن في السادس من آذار/مارس الجاري كانت وزارة الخارجية السودانية قد أبلغت الأمم المتحدة رسميًا بموافقة الحكومة على استخدام معبر “الطينة” التشادي إلى مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، لدخول المساعدات الإنسانية المحددة، منوهة إلى أن ذلك سيأتي بعد الاتفاق على الجوانب الفنية بين الحكومتين السودانية والتشادية، ووفقًا لقرار مجلس الأمن رقم (1591).

وتقع أدري التشادية على بعد حوالي (28) كيلومترًا فقط عن مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. وأشارت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أن غالبية اللاجئين السودانيين في تشاد من سكان دارفور الذين أجبرتهم ظروف الحرب على التوجه صوب الأقاليم التشادية الشرقية.
يذكر أن منظمة أطباء بلا حدود كانت قد دعت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تلبية الاحتياجات الأساسية للأشخاص الذين يبحثون عن الأمان من النزاع بشكل عاجل، وذلك لتجنب حدوث وضع كارثي.
وقالت في بيانات سابقة لها، إنّ الأشخاص الذين فروا من العنف في السودان بحاجة ماسة إلى المأوى والغذاء والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والحماية.
ناشدت منظمة أطباء بلا حدود المجتمع الدولي لتوفير المأوى والغذاء والمياه والصرف الصحي وخدمات الرعاية الصحية والحماية بشكل عاجل
وأشارت إلى أنه مع استمرار فرار الناس من النزاع في السودان، وصل مئات الآلاف إلى بلدة أدري الحدودية في شرق تشاد. ويجري بناء مخيمات اللاجئين، ولكن المأوى والمرافق الأساسية المتاحة في المخيمات "غير كافية على الإطلاق لتلبية احتياجات الأشخاص الوافدين"، بحسب تعبيرها.
وناشدت منظمة أطباء بلا حدود المجتمع الدولي لتوفير المأوى والغذاء والمياه والصرف الصحي وخدمات الرعاية الصحية والحماية بشكل عاجل لآلاف الأشخاص الذين فروا "من مستويات لا توصف من العنف" وفقدوا منازلهم وسبل عيشهم وأحباءهم في السودان.
وقالت أطباء بلا حدود: "إن الاستجابة الإنسانية الكافية في الوقت المناسب هي أملهم [اللاجئون] الوحيد في النجاة من كارثة أخرى".
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.