مجتمع

"تحت رحمة المسلحين".. عودة تدريجية للحياة في الجنينة

16 يوليو 2023
الجنينة (2).jpg
آثار الدمار في الجنينة بولاية غرب دارفور عقب أعمال العنف (Getty)
محمد حلفاويصحفي سوداني

بدأت الحياة تعود تدريجيًا إلى مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور بعد صراع دامٍ بين الجيش وقوات الدعم السريع، وبين القبائل العربية المدعومة من الأخيرة والمساليت في ذات الوقت.

وقال شهود عيان لـ"الترا سودان" إن بعض المراكز الصحية والمحلات التجارية فتحت أبوابها  كما سمحت منظمات دولية بتقديم الخدمات الصحية للسكان الذين بقوا في المدينة بعد فرار نحو (150) ألف شخص إلى دولة تشاد.

واجهت الجنينة أسوأ كارثة إنسانية جراء أعمال العنف

وواجهت الجنينة أسوأ كارثة إنسانية جراء أعمال العنف التي بدأت بين الجيش والدعم السريع في فترات متقطعة سرعان ما أعقبتها أعمال عنف قبلية بين المجموعات العربية والمساليت أودت بحياة الآلاف من الجانبين.

ووصفت الأمم المتحدة مدينة الجنينة بأنها أسوأ رقعة في العالم من حيث الانتهاكات المريعة وتصفية السكان على أساس عرقي، ودعا المدعي العام للمحكمة الجنائية كريم خان في جلسة إحاطة لمجلس الأمن عشية الجمعة الماضية إلى ملاحقة من يرتكبون الانتهاكات في السودان سيما في إقليم دارفور "بطرق جديدة" غير مألوفة، وحذر من عواقب إفلات الجناة من الملاحقة القانونية بما في ذلك الجنائية الدولية.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في "جنيف" رافينا شمداساني، إن المقابلات التي أجريت مع أشخاص فروا من الجنينة بغرب دارفور إلى مدينة أدري في تشاد كشفت عن روايات مروعة عن قيام "مليشيات عربية مسلحة" مدعومة من قوات الدعم السريع بقتل أشخاص فروا من الجنينة سيرًا على الأقدام.

فيما قال مندوب السودان في الأمم المتحدة ردًا على تقرير المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إن الوضع في السودان يحتاج إلى تعديلات قانونية لتسليم المطلوبين إلى المحكمة الدولية.

وقال العامل في مجال الإغاثة بمدينة الجنينة علي الحاج لـ"الترا سودان"، إن بعض الأنشطة التجارية للبيع بالتجزئة عادت إلى مدينة الجنينة، كما جرى تشغيل مستوصف الصفاء الخاص لاستقبال المرضى.

وقال إن مظاهر الحياة بدأت تدب في هذه المدينة التي شهدت جرائم حرب مروعة على الرغم من فرار حوالي نصف من السكان من الجنينة إلى تشاد.

وأشار علي الحاج إلى أن الأوضاع مستقرة وتوقفت أعمال العنف إلى حد كبير، وبدأ تشغيل المستشفى الحكومي لكن غير معروف من أين سيتم إحضار الكوادر الطبية.

وقال علي الحاج إن زعماء محليين أيدوا تكليف نائب حاكم غرب دارفور لتسيير السلطات والحياة العامة في الولاية حسب المعلومات التي وردت إليه.

https://t.me/ultrasudan

ويرى علي الحاج أن الوضع في الجنينة رغم الاستقرار لكنه "تحت رحمة المسلحين" في ظل عجز السلطات في السيطرة على الأمور وغموض الراهن والمستقبل معًا.

ولفت إلى إن الوضع المستقر لا يعني انتهاء المخاطر لأنه في ظل استمرار الحرب فإن الدولة عاجزة عن تقديم حلول في الجنينة، ولا يمكن وضع حلول في ظل استمرار النزاع المسلح بين الجيش والدعم السريع.

وأكد أن مدينة فوربرنقا جنوب مدينة الجنينة سيطرت عليها قوات الدعم السريع حسب روايات المواطنين، وقامت بتعيين حكومة محلية برئاسة أحد الضباط الإداريين.

وأردف: "هذه معلومات حصلت عليها من سكان يقيمون في فوربرنقا؛ نحن بحاجة إلى معلومات من الأجهزة  التي لديها القدرة على تحديد الوضع هناك".

وتطورت الأوضاع في الجنينة بشكل كبير، وركزت الأمم المتحدة على إطلاق تحذيرات بأن الوضع هناك على أعتاب كارثة أخرى عقب عشرين عامًا من الحرب في دارفور.

ومدينة الجنينة واجهت بين عامي 2020 و2021 أعمال عنف بين القبائل العربية والمساليت، وزارها رئيس الوزراء عبدالله حمدوك في 2021 ضمن محاولات للسيطرة على أعمال العنف، لكن نتيجة تداخل التأثيرات القبلية مع وضع قوات الدعم السريع؛ فشلت محاولات حكومته - كما يقول علي الحاج.

واتهم مجلس السيادة السوداني الدعم السريع باغتيال حاكم ولاية غرب دارفور في منتصف حزيران/يونيو الماضي عقب اعتقاله وتصفيته.

عامل في مجال الإغاثة بمدينة الجنينة: طبيعة الصراع في الجنينة وغرب دارفور "معقدة" وتحتاج إلى "تعامل خاص"

ونفت قوات الدعم السريع تورط منسوبيها في قتل حاكم ولاية غرب دارفور، متهمة الأجهزة العسكرية بتدير هذه الجريمة عبر تسليح مقاتلين قبليين.

ويشرح علي الحاج أن طبيعة الصراع في الجنينة وغرب دارفور "معقدة" وتحتاج إلى "تعامل خاص" عبر سياسات اقتصادية واجتماعية وأمنية. ويقول إن "تمدد قوات الدعم السريع له تأثير على هذا الصراع".

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert