انقطاع شبكات الاتصالات.. سودانيون يفقدون التواصل مع عائلاتهم
23 فبراير 2024
ما زال القلق يساور حسين بشأن أخته المريضة التي تسكن في العاصمة الخرطوم، خاصة بعد انتقاله إلى مصر وانقطاع الاتصالات في السودان، والتي لم يكن آخرها مبشًرا بالنسبة له، فقد تلقى اتصالًا يخبره بتردي حالة أخته بعد أن تم حجزها في مستشفى النو بأمدرمان إثر تعرضها لوعكة صحية، الأمر الذي يجعله يشعر بالقلق بعد انهيار الخدمات الصحية في العاصمة جراء نقص الدواء والكادر الطبي بعد أكثر من (10) أشهر من الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
تتواتر الأنباء عن حدوث وفيات في صفوف المدنيين في مناطق الاشتباكات جوعًا، بعد أن استحالت وصول المساعدات المالية التي كانت تتلقاها بعض المبادرات التي تقدم وجبات مجانية للعالقين
ولا يعتبر حسين المتضرر الوحيد من انقطاع الاتصالات في السودان، وفقدان التواصل مع الأسر في مناطق الاشتباك، إذ يعاني ملايين السودانيين داخل وخارج حدود الأراضي السودانية من هذه الكارثة الإنسانية التي كانت بدايتها في السادس من شباط/فبراير الجاري.
وتتواتر الأنباء عن حدوث وفيات في صفوف المدنيين في مناطق الاشتباكات جوعًا، بعد أن استحالت وصول المساعدات المالية التي كانت تتلقاها بعض المبادرات التي تقدم وجبات مجانية للعالقين في براثن الحرب في السودان، وذلك وفقًا لبيانات نشرتها منصات رسمية للجان مقاومة وغرف طوارئ في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم.
حوالات مالية
مع أن السودان يسبق المملكة المتحدة في التوقيت بساعتين، إلا أن زهرة التي هاجرت لبريطانيا منذ عقد من الزمان، أعادت ضبط توقيتها ليكون ملائمًا تمامًا مع السودان منذ انقطاع الاتصالات، وذلك لتتمكن من أن تتوقع مواعيد الوجبات التي تمر على أسرتها العالقة بالعاصمة الخرطوم، والمكونة من (5) أفراد توقف جميعهم عن العمل بسبب الأحداث الأخيرة في السودان، وأصبحت هي العائل الوحيد لهم في ظل هذه الظروف، ومنعها توقف شبكات الاتصالات من إرسال التحويلة المالية التي اعتادت أن ترسلها إلى أسرتها شهريًا، تقول زهرة لـ "الترا سودان" أنها أصبحت تعاني من أرق متلازم جراء خوفها من أن يموت أفراد أسرتها جوعًا، مؤكدة أن كل مساعيها قد فشلت في الوصول إليهم.
ويعتمد معظم السودانيين في مناطق الاشتباكات على التحويلات المالية من أقاربهم في دول المهجر، ويهدد خطر انقطاع هذه الشبكات العالقين في ولايات السودان المشتعلة بالحرب، حيث قالت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان كليمنتاين سلامي في وقت سابق من الآن عبر حسابها على منصة “X” إن انقطاع الاتصالات المستمر بالسودان يقيد ملايين الأشخاص من التداولات المالية في وقت هم في أمس الحاجة إليها. وذلك بجانب إعاقته لأنشطة الاستجابة الإنسانية الهامة، ووصول الناس إلى المعلومات المنقذة للحياة.
المطابخ الجماعية
مع اندلاع الحرب في السودان أقيمت عدد من المبادرات التي توزع الوجبات للمواطنين العالقين في مناطق الاشتباكات، وذلك في أجزاء متفرقة من البلاد، وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي الحسابات البنكية الخاصة بالقائمين على هذه المطابخ في منشورات للحث على التبرع لصالح إطعام المتضررين من الحرب والحفاظ على حياتهم، وبالتزامن مع انقطاع الاتصالات الذي يدخل الآن أسبوعه الثالث، أعلنت غرفة طوارئ بحري عن حدوث وفيات في العاصمة مع استحالة تنسيق عمل المطابخ في ظل انقطاع شبكات الاتصال.
وفي ذات السياق قالت غرفة طوارئ جبل أولياء إن ثلاثة مطابخ مركزية توقفت قسريًا عن العمل جراء توقف التحويلات المصرفية الإلكترونية بسبب انقطاع شبكات الاتصالات في السودان، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية كبيرة متمثلة في قتل المواطنين المدنيين العالقين في المناطق التي لم تعد إليها شبكات الاتصال حتى الآن جوعًا بدون بنادق أو ذخيرة.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ظهرت الكثير من المناشدات من أشخاص فقدوا التواصل مع أسرهم
مناشدات على المواقع
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ظهرت الكثير من المناشدات من أشخاص فقدوا التواصل مع أسرهم، يبحثون عن سبل للوصول إليهم، فمنهم من يريد أن يخبر أسرته بمواعيد التأشيرات التي أمنوها لهم في وقت سابق والتي شارفت على الانتهاء، ومنهم طلاب حصلوا على منح دراسية في جامعات مرموقة بالخارج وعليهم البدء في الإجراءات قبل فوات الأوان، ومنهم من هو كحالة حسين الذي لم يعد يكتب مناشدات على مواقع التواصل الاجتماعي لأشخاص يخبرونه عن حالة أخته في المشفى،وذلك بعد أن تلقى اتصالًا من مدينة شندي التي عادت إليها شبكات الاتصالات، اتصالًا لم يكن على البال من أحد أصدقاء أبناءه الذي كان في العاصمة الخرطوم وتحرك منها لمدينة شندي لقضاء بعد الأشياء، أهمها أن يخبره بوفاة أخته في المشفى منذ (6) أيام، ودفنها في مقابر أحمد شرفي بمدينة أمدرمان، ليتحول قلقه الدائم إلى حزنين، الأول على وفاة أخته، والثاني على الحال التي الذي قد وصل إليه السودان.
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.