الموسيقى السودانية.. سلام داخلي وخطوات نحو العالمية
18 September 2022
يعتبر الغناء والرقص وكل الفنون الأدائية من أهم الطرق التي تشكلها الشعوب للتعبير عن ذاتها ونمط معيشتها ومخزونها اللغوي. وعلى مر التاريخ تعد الفنون مقياسًا للتطور ومرتكزًا أساسيًا للشعوب لاستمراريتها الثقافية والهوياتية، ولها جذور تاريخية خاصة بها.
اليوم، تواجه الثقافات المحلية خطر الاختراق العولمي ومحاولة إعادة تقديم الأغنيات والرقصات الشعبية داخل نماذج الإيقاعات المعولمة.
دعوة للوحدة ونبذ العنصرية
تتحدث الموسيقى كل لغات العالم ويفهمها كل شخص عن طريق الشعور والإحساس، وتحمل في طياتها عدة رسائل إيجابية مثل الدعوة للتوحد الوجداني ونبذ العنصرية والتفرقة.
عضو فرقة "الكمراتا" مبارك أبو شوك لـ"الترا سودان": السودان منبع لثقافات متعددة
وذكر عضو فرقة "الكمراتا" مبارك أبو شوك لـ"الترا سودان"، أنهم في المجموعة ينقبون في الأرياف والقرى للبحث عن الموروث الموسيقي المحلي، عن طريق ورش العمل لتوصيلها للعالم، والتعريف بها داخل السودان. يقول: "يوجد أشخاص داخل مدينة الخرطوم لا يعرفون عن الموسيقى المحلية" والغرض من الدراسات والبحوث -بحسب أبوشوك- المشاركة لإيصالها للعالم والاقتناع بثقافة الآخر في السودان من أجل وحدة البلاد.
وينصح أبو شوك الأجيال الصغيرة بالاعتراف بالآخر والبعد عن الجهوية والتفضيل القبلي ونبذ العنصرية. مؤكدًا أن السودان متنوع بشعوبه من الأقباط وحضارات غرب أفريقيا. يقول: "السودان منبع لثقافات متعددة، ويجب علينا العمل لنكون شعبًا واحدًا"، حد قوله.
العولمة والموسيقى المحلية
وفي سياق متصل، يقول المهتم بالشأن الثقافي والفني محي الدين الشريف، إن المنطق الذي يقف وراء هذه التوجهات منطق تسليعي يتماشى مع أنماط التفضيلات العولمية الشائعة، التي تفضل هذه الرمزيات الثقافية على دلالتها الأنطولوجية والقيمية وتحولها لمجرد أصوات داخل معرضها المكتظ بأصوات منزوعة الدسم، عاجزة عن الإحالة إلى أي ذات ثقافية معينة. ويضيف: "الأزياء والغناء والرقص وكل الفنون الادائية هي تعبير عن مكنون ثقافي وعالم من الناس".

ويكمل الشريف بقوله، هي فنون لها تواريخ خاصة بها، وتقوم بنزع هذه الخصوصية الثقافية عن طريق زيادة معدل التشابه بين الشعوب وإفراغها كالرعاة والرحل من كل محتوى تراثي أداتي وظهور ظاهرة الثقافة المنتجة بشكلها المعولم والمتماهي مع النسق العالمي، كتحويل رقصة "أم درس" الشعبية للرحل إلى أغنية بقالب الراب، وتحويل أزياء النساء في الرقصة إلى زي لا يمت بصلة إلى مجتمع الرحل، مما شكل -بحسب ما يرى محي الدين- حالة من السيولة والتماهي مع النسق العالمي والتذويب، فأفقد الرقصة هويتها وخصوصيتها المميزة، وجعلها من شيء يستشعر لحالة استهلاكية باهتة - حد تعبيره.
سلام داخلي وخطوات نحو العالمية
من جانبه يقول مدير ومؤسس مركز الموسيقى التقليدية السودانية دفع الله الحاج علي، إن شعار المركز هو "الموسيقى سلام داخلي وانطلاق نحو العالمية"، ويستهدف المركز الشعب السوداني والفرق والجماعات والأفراد من أجل التعريف بالموسيقى السودانية.
وتابع "نعمل على جمع التراث الموسيقي، وتم جمع (52) آلة موسيقية موجودة في متحف بحي الملازمين بمدينة أم درمان وهو مسجل في مجلس المتاحف العالمية".
وذكر بأن من أهداف المركز العمل على الدراسات والبحوث الخاصة بالتراث المحلي عن طريق تحويل المعلومات الشفهية لمكتوبة. قال: "تحتاج الفرق الموسيقية السودانية التي تمثل القبائل لمعرفة أين وصل العالم للمنافسة الخارجية".
ويشير مدير مركز الموسيقى التقليدية السودانية، إلى إنشاء فرقة وطنية موسيقية بمسمى "الكمراتا" وتعني "الرفيق" باللغة اللاتينية، حيث شاركوا في (38) دولة على مستوى العالم. وقال "تم جمع قاعدة بيانات لـ(40) فرقة شعبية من التراث المحلي".
ومضى بالقول: "تستخدم الموسيقى كوسيلة للتوعية والحراك المجتمعي لأن أي شخص يمكن أن يفهمها"، مؤكدًا أن من الأهداف العامة للمركز زيادة الوعي للمجتمع السوداني بالموسيقى المحلية والمحافظة عليها من الاندثار وتفعيل دورها في عملية السلام والنفير وغيرها من القضايا.
في كل أنحاء العالم تنازع الثقافات المحلية مع عولمة العالم في محاولة للبقاء والحفاظ على الهوية الأصلية للشعوب
تحول العالم لقرية صغيرة وتداخلت الثقافات بموسيقاها وثقافاتها، وتبقى أن تتضافر الجهود للمحافظة على الثقافة المحلية والموسيقى التقليدية وتعريف الشعب السوداني بها أولًا، ونقلها للعالم الخارجي للتعرف على الثقافة السودانية كذلك.
وفي كل أنحاء العالم تنازع الثقافات المحلية مع عولمة العالم في محاولة للبقاء والحفاظ على الهوية الأصلية للشعوب، وتعمل المؤسسات الرسمية والشعبية في السودان للحفاظ على الموسيقى المحلية عبر تدوينها ونقلها للأجيال الجديدة بصورتها الاصلية دون التدخلات الحديثة، في محاولة لحفظ الموسيقى المحلية من الاندثار.
الكلمات المفتاحية

الدراما السودانية في رمضان.. "سمفونية القتل والتشريد"
تسعى الدراما السودانية في رمضان 2025، للمّ شمل السودانيين في مناطق النزوح واللجوء عن طريق تقديم أعمال تعكس الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد، بعد أن غطت نيران الحرب على حياة المواطنين وأصبح العنوان الأبرز هو القتل والتشريد.

معرض كتاب مصغر للمؤلفات السودانية بدار تجمع الفنانين في القاهرة
أعلنت مجموعة من دور النشر السودانية عن إقامة معرض كتاب مصغر للناشرين والكتاب السودانيين في العاصمة المصرية القاهرة، خلال الفترة من "10 إلى 17" من شهر رمضان المكرم.

"مذكرات جثة منتفخة بالحياة" نصوص قصصية تنبش في أعماق الحرب
عن "دار زهرات البيدر للنشر" وتنسيق وإشراف منصة "منتدى السرد والنقد"، صدرت المجموعة القصصية "مذكرات جثة منتفخة بالحياة"، ويضم الكتاب خمس نصوص عن الحرب، لنخبة من كُتاب وكاتبات القصة، مصحوبة بدراسات نقدية من أقلام مُفكرة.

أسئلة حارقة: ثلاث روايات تناولت الحروب في السودان
الحرب واحدة من الموضوعات الرئيسية التي اشتغلت عليها الرواية السودانية، لاسيما كُتاب ما بعد "الجيل التسعيني"، الجيل الذي تزامن اشتغاله بالسرد مع اتساع رقعة الحروب في السودان، وتأزم الأوضاع عامة في البلاد، قبل أن تصل مرحلة الانفجار الكبير في حرب الخامس عشر من أبريل 2023.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.