المخرج السوداني الرائد إبراهيم شداد ينال جائزة الأوركا العالمية

منحت مجموعة سيروس الإعلامية، المخرج السوداني الرائد إبراهيم شداد، شهادة الأوركا العالمية، معلنة عن ذلك عبر مجلة رصيف 18 الألمانية المهتمة بالثقافة السينمائية.

نقاد: أسهم شداد  بحرفيته وإبداعيته في العبور بالسينما السودانية إلى خارج الحدود

الرائد إبراهيم شداد هو أول سوداني يدرس الإخراج السينمائي بشكل متخصص ولمدة خمسة أعوام في ألمانيا في العام 1964، ونال من قبل عددًا من الجوائز السينمائية المهمة في مهرجانات عالمية.

وبحسب النقاد السينمائيين أسهم فوران فترة الستينيات عالميًا وعربيًا في إذكاء الروح الإبداعي لدى الشباب المؤسسين للسينما السودانية، مضافًا إلى ذلك النقلات الكبرى التي شهدتها السينما نفسها مدرسيًا خلال هذه الفترة، إذْ ظهرت موجات الواقعية الإيطالية والسينما الفرنسية الجديدة، وسطوع السينما الأفريقية، وما يمكن وصفه بالتمرد العربي على السينما التقليدية ومحاولة اجتراح سينما جديدة.

ومن أهم الأعمال التي أخرجها إبراهيم شداد أفلام "إنسان، والحبل، وحفل صيد، وجمل والماء الأسود"، ويرى أن النقاد إن شداد أسهم بحرفيته وإبداعيته في العبور بالسينما السودانية إلى خارج الحدود منذ وقت مبكر.

 وبحسب الجائزة فـ"إن منح هذه الشهادة لشداد لا يعكس فقط التقدير الشخصي لأعماله، بل يُسلط الضوء أيضًا على التنوع والغنى الثقافي الذي باتت تجلبه الأصوات السينمائية العربية إلى المشهد الدولي، مؤكدة بذلك على تحويل القصص المحلية إلى روايات ذات أصداء عالمية."

وشهدت السنوات الأخيرة نجاحات كبيرة للفيلم السوداني بعد أن حظيت السينما السودانية بالرعاية وبميزانية إنتاجية معقولة، أسهمت فيها بشكل كبير مؤسسات تمويل عربية وعالمية تنشط في المجال السينمائي.

من الأفلام المتميزة في هذه الفترة يمكن أن نشير إلى الفيلم الوثائقي الطويل "على إيقاع الأنتوف" للمخرج حجوج كوكا (2014)، والفيلمين الروائيين "ستموت في العشرين" (2019) للمخرج أمجد أبو العلا، و"وداعًا جوليا" (2023) للمخرج محمد الكردفاني، والوثائقي "الحديث عن الأشجار" (2019) للمخرج صهيب قسم الباري، ويروي هذا الفيلم قصة السينما السودانية ما بين الطموح والعثرات والتضييق، وأدى بطولته مجموعة من أهم مخرجي السينما في السودان.

الفيلمان الأخيران، أنتجا بعد ثورة كانون الأول/ديسمبر 2018 والإطاحة بحكم عمر البشير، وحصدا الكثير من الجوائز العالمية والعربية والأفريقية، ومهدا بصورة من الصور للكثير من الأفلام التي أتت بعدهما، ومضت في المسار الناجح نفسه.