رأي

اللاجئون.. قنبلة الغرب المسيحي الكافر؟

16 September 2015
aa_picture_20150912_6275194_high.jpg
متظاهرة مؤيدة للاجئين في لندن (Getty)
محفوظ بشرى
محفوظ بشرىكاتب وصحفي من السودان

مثل عشرات غيره كما أخمِّن، عاد إلى السودان قبل عامين، أحد معارفي المهاجرين، بسبب أن ابنته صارت في السن التي تتطلع فيها لاتخاذ "Boyfriend"! الرجل الذي قضى سنوات طويلة في أوروبا، بدا واثقًا من موافقتي على خطوته الهادفة، حسبما يقول، "لصيانة البنت"! حتى فاجأته بسؤالي: "أليست بريطانية؟ إذن لمَ تريد أن تحكمها بقواعد ثقافية من خارج بلادها؟". ما قالته لي الدهشة في وجهه عقب سؤالي هذا، إن هناك سنوات طويلة بين المسلمين والاندماج في مَهَاجِر يريدونها ولكن يرفضون قواعدها الاجتماعية.

هناك سنوات طويلة بين المسلمين والاندماج في مَهَاجِر يريدونها ولكن يرفضون قواعدها الاجتماعية

أبناءُ يساريين مهاجرين انضموا إلى "داعش"! لا يبدو الأمر صادمًا إن قرأناه في سياق سماح أهلهم، بالتجاهل أحيانًا وبدفع من اللاوعي في أخرى، بتسلل الأفكار الدينية دون تمحيص، كدرعٍ يصدّ ما لا يتوافق معهم "هم" وليس مع أبنائهم المولودين هناك، من تفاصيل اجتماعية وثقافية على رأسها حرية اعتناق أي دين أو تركه، وحرية العلاقات الجنسية، التي تشكل الهاجس الأبرز للأهل، ففي المهجر يلتقي اليساريون واليمينيون وما بينهما، في التشبث بثقافة موروثة مبنية على نفس المعتقدات الدينية، كل ذلك مقروءًا مع الانشطار الذي يعانيه أولئك الصبية بين مجتمع ولدوا فيه ويتكلمون لغته ويؤمنون بقيمه، ومجتمع آخر في المنزل يختلف كليًا عنه ويشكل لهم شائبة تمنع اندماجهم الكامل في مجتمعهم كما يلاحظون من نظرات وتلميحات البعض.

وعلى خلفية معضلة اللاجئين والمهاجرين الذين يخاطرون بكل شيء في سبيل الوصول إلى التراب الأوروبي، إن كانوا فارين من الحروب والانتهاكات الإنسانية في بلدانهم مثلما هو الحال في سوريا، أو كانوا هاربين نحو حياة أفضل مخلفين وراءهم بؤس العالم الثالث؛ نتساءل: ما الذي سيحدث بعد أن يأمَن هؤلاء اللاجئون، وأكثرهم مسلمون، ويستقروا؟ هل ستتذكر الأجيال اللاحقة منهم، إن سمح لهم بالتوطُّن، أن أوروبا فتحت لهم أبوابها حين أغلقها "الإخوة" المفترضون، ويكافئونها بالاندماج ودعم تنوعها، أم سيجازونها باتِّباع أفكار دينية راديكالية تسعى لتماهي أوروبا مع الإسلام قسرًا أو طوعًا؟

كثير من النازحين إلى أوروبا هذه الأيام أتوا من بيئات ازدهر فيها إسلام أرثوذكسي يحقنهم بتعاليم تمثل ما يشبه قنبلة غير مفعلة، ترفض الآخر غير المنضوي تحت رايته وتستحلّ دمه إن لم يخضع له. وسواء أكان إمام مسجد، أو مُدرِّساً في مدرسة دينية للمهاجرين، أو بالإنترنت.. ستُفعَّل القنبلة يومًا، سُتقرأ آيات مقنعة، وتُفسَّر بالسيرة والأحاديث، وستؤثر في الصغار، وسوف يرفض بعضهم المجتمع الذي يصعب عليهم الاندماج الكامل فيه بسبب من أثر ثقافة الوالدين المرتكزة على فهم محدد للدين والتي تميل لتشكيل غيتوهات تعليمية واجتماعية تتحوصل فيها الأفكار الرافضة.

هي ثقافة، تُسمى الشرقية تقيةً، غازية، كخصيصة يرينا إياها التاريخ الإسلامي، من ثمّ فهي تضع نفسها دائمًا في موضع أفضلية يجعلها غير قابلة للاندماج في الآخر، ولا حتى التعايش معه، وكلنا نرى مصير "التعايش" في دولنا. وعدم القدرة على الاندماج هذا، هو خلل عميق في التصميم الأوَّلي لهذه الثقافة، ما يجعل محاولات علاجه بطرق عاطفية تحفر في السطح أمرًا لا يجدي في ثقافة تملك تفاصيل دقيقة للتعامل مع غير المسلمين في بلاد الإسلام، وبالمقابل لا تجد فيها تفاصيل لضبط وجود المسلمين في "بلاد الكفر".

هل هي ثقافة غير ديمقراطية؟ في رأيي.. نعم. وحين نقرأ السؤال القديم: "لمَ لم يذهبوا إلى بلاد المسلمين عسى أن يقيلهم المؤمنون الإخوة، واتجهوا إلى أولئك الكفار الإنسانيين؟"؛ بإمكاننا، إن شئنا، رؤية أن مشكلة المنطقة الإسلامية/العربية، ليست في الديكتاتورية وحسب، بل في البنية الثقافية المستندة على نمط محدد من التدين، التي تشكِّل بيئة صالحة لإنباتها دومًا.

إنني أرى، منذ الآن، ابتسامات المهووسين بأسلمة العالم تتسع، وهم يرون التدافع البشري صوب أوروبا، المرشح لتغيير البنية الثقافية لـ "الغرب المسيحي الكافر"، طوعًا أو بالقوة، كون آلاف المهاجرين وأبناءهم يظلون أهدافًا للتجنيد من أجل الجهاد.

الكلمات المفتاحية

العاصمة-الخرطوم.jpg

من يفكر للسودان؟

يعتبر البحث العلمي من أهم الأنشطة التي يمارسها العقل البشري، فهو جهد منظم من الإنتاج الفكري الذي يهدف إلى صناعة الحياة، وتحقيق التطور والنهضة، وبناء المستقبل الأكمل. ولا يمكن قراءة تقدم الأمم ونهضتها الحضارية بعيدًا عن رعايتها واهتمامها بالبحث العلمي وتطبيقاته. ومن هنا، فإن هذه الأهمية للبحث العلمي تتطلب الاهتمام بمؤسساته وأدواته، وعلى رأسها الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات، سواء الحكومية منها…


فيلم وحوش لا وطن.jpg

وحوش السودان أيضًا بلا وطن

الفيلم السينمائي "وحوش بلا وطن" يعد من الأفلام النادرة والناجحة التي تناولت تأثيرات الحروب المأساوية على الأطفال. وبالطبع تدور أحداث الفيلم في قارة إفريقيا، القارة التي تشهد أكبر نسبة من الحروب والنزاعات المميتة التي تستخدم خلالها أجساد الأطفال والنساء أداة وساحة للحرب والموت والتشويه والإفناء.


الدعم السريع.jpg

ماذا تريد قوات الدعم السريع من السودانيين؟

منذ أول طلقة في حرب 15 نيسان/أبريل في السودان، تتناقض خطابات قوات الدعم السريع وأفعالها، حتى ليخال المرء أن هذا الأمر من قبيل الهزء والسخرية. فبينما تقدِّم الآلة الإعلامية الجبارة لهم سردية الحرب على أنها حرب من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتستهدف انتزاع السُلطة من الإسلاميين وفلول النظام البائد ومنحها للشعب والقوى السياسية ليكون الحكم مدنيًا ديمقراطيًا، كانت قواتهم تحتل المنازل في الخرطوم،…


محمد حمدان دقلو - حميدتي.jpg

النسج الخرافي بشأن اختفاء قائد الدعم السريع حميدتي

عند الشهر الثاني بالضبط من اندلاع الحرب السودانية "15 نيسان/أبريل 2023"، بدأ المخيال الشعبي في نسج الحكايات الغرائبية عن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert