الفاشر.. أمام أعين الأطفال نضبت أقداح الطعام
13 فبراير 2025
"عندما ذهبت لطلب حصتي من الطعام كانت الكمية قليلة واضطررت لوضعها أمام أطفالي حتى لا يجوعوا بينما اكتفيت بالنظر إليهم وهم يأكلون". هذه الرواية نقلها متطوع في غرفة طوارئ الفاشر وتعكس مدى استفحال الوضع الإنساني بالمدينة التي تشهد معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع.
في بعض الأحيان تكتفي الأمهات بوضع كمية قليلة من الطعام لأطفالهن ويفضلن التعايش مع الجوع
لا يسمح الوقت للبحث عن الطعام، كان الليل قد وصل إلى المنتصف ثم تحركت الأم بدافع العاطفة نحو أطفالها الثلاثة لتطمئن على الوجبة التي ستقدمها صباح اليوم التالي دون أن تدري كيفية تأمينها مع شح الغذاء والمساعدات.
يقول عامل إنساني زار مدينة الفاشر لـ"الترا سودان" إن أجساد الناس لامست العظام من شدة التعايش مع الجوع طيلة أوقات اليوم دون أن يحصل الآلاف على الطعام بشكل منتظم.
لا يمكن معرفة أوضاع الإغاثة والمنظمات الإنسانية طالما غابت الأوضاع الإنسانية خلف أسوار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع ، وخلال المرات التي سمحا بذلك كانت القوافل شحيحة ولا تكفي مئات الآلاف من الأشخاص. يقول العامل الإنساني.
البحث عن الطعام لا يضع للناس أولوية للبحث عن الرعاية الصحية والأدوية، من يتعرض للملاريا والحميات يكون حبيس الغرفة حتى يتعافى عن طريق الصدفة، وفق معزة العاملة الإنسانية التي تطابقت روايتها مع رواية الأول.
وتقول معزة لـ"الترا سودان" إن الحرب عدو المدنيين ولا يمكن للعسكريين نقاش حصص الطعام وكيفية توفيرها لأنها تكون ضمن الأجندة الحربية، والنتيجة وفاة الآلاف جوعًا لا بالرصاص وحده.
وتشير إلى أن آلاف الأشخاص لا يعرفون ما هي الوجبة التالية ومتى سيكون ذلك لأن الأسواق متوقفة ولا توجد فرص لآلاف العمال، ولا يمكن الخروج لمسافات طويلة بالنسبة للرجال والنساء خشية اندلاع المعارك العسكرية خلال اليوم.
تقول معزة إن النساء الحوامل يتعرضن للوفيات المبكرة نتيجة نقص الغذاء السليم وعدم انتظام الوجبات يوميًا، ولا يمكن الحصول على المساعدات المنتظمة سواء من المنظمات الدولية أو الوطنية.
واشتدت المعارك العسكرية في الفاشر خلال هذا الأسبوع بشكل كبير مع إصرار قوات الدعم السريع على تنفيذ هجمات متوالية على المدينة من الناحية الشرقية، وتصدي القوات المسلحة والمشتركة لها. ومع ارتفاع أصوات البنادق بات من الصعب نقاش الوضع الإنساني وتراجع المطالب الدولية لادخال الإغاثة لمئات الآلاف من المتأثرين داخل المدينة أو المحليات المجاورة.
ترى العاملة في المجال الإنساني سوسن عبد الكريم، التي تخصصت في الاستشارات لدى المنظمات الإنسانية الدولية، في حديث لـ"الترا سودان" أن التصعيد العسكري لا يسمح بالوصول إلى مئات الآلاف من المدنيين الذين بحاجة ماسة للغذاء والدواء والرعاية الصحية للحوامل.
وتقول إن المجاعة واقع معاش في العديد من المناطق بما في ذلك المناطق الآمنة والبعيدة نسبيًا عن القتال، لأن الأزمة الاقتصادية لا تسمح للمجتمعات بالاستمرار في التكافل كما درج السودانيون، وفي الوقت ذاته فإن المجتمع الدولي أصبح شحيحًا حيال الدعم الإنساني خاصة مع وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وإيقافه لبرامج المعونة الأميركية وتأثير ذلك على السودان في مجال الغذاء سيكون بائنًا.
وأضافت: "الدولة مشغولة بالمعارك العسكرية وزيادة وتيرة المناطق المستردة من قوات الدعم السريع، والمجتمع الدولي يتعامل بفتور مع وضع السودان، بالتالي لا يمكن توقع حلول قريبة والنتيجة وفاة الآلاف جوعًا".
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.