ثقافة وفنون

الفأل.. مشروع نسوي ثقافي ينشد التنوير في ظل الحرب

13 فبراير 2025
الروائية سارة الجاك.jpeg
مديرة مركز الفأل الثقافي الروائية سارة حمزة الجاك
منصور الصويم
منصور الصويمكاتب من السودان

في فترة الإغلاق التام المصاحبة لوباء كورونا في العام 2020، طرحت الروائية والكاتبة سارة الجاك فكرة تدريب مجموعة من الكاتبات الشابات على فنون الكتابة السردية عن طريق ورشة اسفيرية أسست له مجموعة خاصة على منصة التواصل الاجتماعي واتساب.

مديرة مركز الفأل: الدور الذي يمكن أداءه هو نشر الوعي وتنوير العقل السوداني المنوط به التعامل مع الأمراض المجتمعية

تقول سارة الجاك لـ"الترا سودان" إن الورشة الإسفيرية في فنون الكتابة كانت ناجحة جدًا، ما دفع المشاركات على طرح سؤال: "نحن الشابات المبدعات في مجال الكتابة، من يمكنه الأخذ بأيدينا لتنمية مواهبنا"؟

 

وتضيف الجاك: عند محاولتنا الإجابة عن السؤال بشكل جماعي انبثقت فكرة تأسيس مركز ثقافي نسوي يختص بتدريب وتأهيل الشابات المبدعات، إضافة إلى العمل على نشر منتوجهن الإبداعي، وتقديمه بالتالي ضمن مشروع ثقافي طموح يسعى إلى تشبيك الكتابة النسوية، والفعل الإبداعي النسوي ضمن المشهد الثقافي السوداني عامة.

في تشرين الأول/أكتوبر 2020 وفي إجابة عملية عن تساؤل الشابات المتدربات في ورشة أيام كورونا، أعلنت سارة الجاك عن تأسيس مركز الفأل الثقافي، ليسهم بصورة جادة في الأخذ بأيدي المواهب الشابة من الكاتبات السودانيات.

تقول سارة الجاك: "بعد أن سجلنا المركز بشكل رسمي، أقمنا عدة فعاليات ناجحة شهدتها دار اتحاد الكتاب السودانيين في الخرطوم، مثل مهرجان إطلاق أول منشورات دار ويلوز للنشر، الذي استمر لمدة ثلاثة أيام من التثاقف والتفاكر الإبداعي الثر؛ إضافة إلى عدد من حفلات الإطلاق والتوقيع لمنشورات الدار نفسها".

وتضيف: بعد الإطلاق الأولي طرح المركز مشروع حياة، وهو مشروع متعدد الأنشطة شمل إصدار مجلة فصلية تُعنى بقضايا النساء تحت عنوان (حياة)، وسلسلة أحاديث السيسبانات، وهي سلسلة دراما تلفزيونية من 7 حلقات، نتجت عن تدريب كاتبات مبتدئات على كتابة السيناريو، وعرضت الحلقات الدرامية على شاشتي تلفزيون سودانية 24 وتلفزيون البلد، ولولا اندلاع الحرب في أبريل 2023 لاستمرت العروض حتى الآن، فالمشروع كبير والكاتبات كن مبدعات بحق.

 وعن مشاريع مركز الفأل الثقافي في النشر، تقول مديرة المركز سارة الجاك: " كنا على وشك إصدار كتاب حريم الطيب صالح للكاتبة والناقدة الدرامية ميسون عبدالحميد، ويتناول بالدراسة والتحليل الشخصيات النسوية في أعمال الروائي السوداني الشهير الطيب صالح، كما كنا بصدد نشر كتاب عالم الورق المسحور، وهي مجموعة قصصية نتجت عن ورشة تدريب الكاتبات المبتدئات، إلا أن الحرب اندلعت وأوقفت كل ذلك، إضافة إلى توقف نشر مجلة حياة التي صدر منها عدد يناير 2023 قبل الحرب.

أجبرت الحرب الجميع على النزوح واللجوء والتشتت، ضاعت بعض المشاريع الثقافية والشبابية الطموحة وتعطل بعضها على أمل استعادة النشاط بعد توقف الحرب وعودة الاستقرار إلى السودان.

الكاتبة سارة الجاك، مديرة مركز الفأل الثقافي، خرجت من السودان وانتقلت إلى إحدى الدول الخليجية، ومن هناك – تقول – بدأت العمل على استعادة خجولة لأنشطة المركز وفي دائرة محدودة، بابتدار مشروع حول دور الشباب المبدعين في إنهاء الحرب.

تضيف الجاك: "الآن نعمل على استعادة أنشطة المركز بشكل متدرج، عن طريق الدعم الذاتي إسفيريًا، نظرًا للظروف المعلومة جراء الحرب".

وتتابع: بدأ المركز فعليًا في تفعيل بعض الأنشطة، وذلك إيمانًا منا بأن الدور الذي يمكن أداءه هو نشر الوعي، والعمل على تنوير العقل السوداني، المنوط به التعامل مع الأمراض المجتمعية السودانية، نشرًا للحرية ولخطاب المحبة وقبول الآخر والقدرة على الاعتذار والتسامح وغيرها من القيم التي ننادي بها ونؤمن بها، ونعمل على ترسيخها عبر الفنون والآداب".

وتقول مديرة مركز الفأل للثقافة: "الحرب، رغم قسوتها، إلا أنها كانت كاشفة لكثير من الحقائق التي كانت غائبة عنا، أول حقيقة كشفت لي أن الأصل في الحياة هو التغيير، وأن الموت أقرب مما نتوقع، وأن الفجيعة تعيد تشكيل المجتمعات".

وتضيف الروائية والناشطة الثقافية: "بشكل شخصي اختبرت قدرتي العالية على امتصاص الصدمات، القدرة على التأقلم والتعايش؛ وأن الألم والإحباط والاكتئاب مشاعر رفاهية غير متاحة للمفجوع، وهو ما حدث معي".

وعن تجربتها الشخصية مع الحرب تقول سارة الجاك لـ"الترا سودان": "غادرت الخرطوم بعد شهرين من بداية الحرب، أقمت خلالهما نازحة ما بين مدينتي بورتسودان وعطبرة، كان الأمل يحدونا بأن نعود إلى الخرطوم قريبًا وأن تعود الحياة إلى مجاريها القديمة، لكن مع مرور الأيام خبأ ضوء هذا الأمل؛ فقررنا مغادرة البلاد رغبة منا في مواصلة حياتنا المؤجلة بسبب الحرب".

وتتابع سارة في سرد تجربتها ما بعد الحرب وتقول: "خرجنا من السودان وكأن جلودنا تنزع عن أجسادنا. أسرتي الكبيرة - كبار السن، طفلاتي الصغيرات وزوجي. كوننا معًا كأسرة أسهم في تلافي الصدمة وامتصاصها.. أظن أن الأمر كان سيكون أكثر فداحة لو لم نكن مع بعضنا البعض".

سارة الجاك: الحرب رغم قسوتها إلا أنها كانت كاشفة لكثير من الحقائق التي كانت غائبة عنا

وتردف قائلة: "أخذت بعض الوقت لأستوعب أنه لا يمكننا العودة القريبة للسودان؛ وأنا التي لم أفكر يومًا في ذلك إلا عندما يضيق الحال، وحال انفراجه أعدل عن فكرتنا في الاغتراب، لكنه الآن صار حتميًا وأمرًا واقعًا أعيشه، ولحظتها وجهت إلى نفسي سؤالًا: في هذا الواقع ماذا أنت فاعلة؟".

تجيب سارة الجاك عن سؤالها بقولها: "وجدت أن العودة لنشاطي في إدارة المركز بأنشطة اسفيرية والمواصلة في مشروعي الكتابي هي الإجابة. وشرعت في ذلك. تم تفعيل الصفحة في وسائل التواصل الاجتماعي، أنجزت عددًا من ورش التدريب المجانية، تمكنت من نشر عدد من الكتب من ضمنها حريم الطيب صالح لميسون عبدالحميد، وبشكل شخصي واصلت في كتابة روايتي أوركسترا التي أعمل عليها الآن، كما أسهم مع عدد من المكونات المجتمعية في درء آثار الحرب الطارئة".

الكلمات المفتاحية

مسلسل اقنعة الموت.jpg

الدراما السودانية في رمضان.. "سمفونية القتل والتشريد"

تسعى الدراما السودانية في رمضان 2025، للمّ شمل السودانيين في مناطق النزوح واللجوء عن طريق تقديم أعمال تعكس الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد، بعد أن غطت نيران الحرب على حياة المواطنين وأصبح العنوان الأبرز هو القتل والتشريد.


معرض كتاب القاهرة ومشاركة دور نشر سودانية فيه.png

معرض كتاب مصغر للمؤلفات السودانية بدار تجمع الفنانين في القاهرة

أعلنت مجموعة من دور النشر السودانية عن إقامة معرض كتاب مصغر للناشرين والكتاب السودانيين في العاصمة المصرية القاهرة، خلال الفترة من "10 إلى 17"  من شهر رمضان المكرم.


غلاف مذكرات جثة منتفخة بالحياة.jpg

"مذكرات جثة منتفخة بالحياة" نصوص قصصية تنبش في أعماق الحرب

عن "دار زهرات البيدر للنشر" وتنسيق وإشراف منصة "منتدى السرد والنقد"، صدرت المجموعة القصصية "مذكرات جثة منتفخة بالحياة"، ويضم الكتاب خمس نصوص عن الحرب، لنخبة من كُتاب وكاتبات القصة، مصحوبة بدراسات نقدية من أقلام مُفكرة.


ثلاث روايات سودانية .jpg

أسئلة حارقة: ثلاث روايات تناولت الحروب في السودان

الحرب واحدة من الموضوعات الرئيسية التي اشتغلت عليها الرواية السودانية، لاسيما كُتاب ما بعد "الجيل التسعيني"، الجيل الذي تزامن اشتغاله بالسرد مع اتساع رقعة الحروب في السودان، وتأزم الأوضاع عامة في البلاد، قبل أن تصل مرحلة الانفجار الكبير في حرب الخامس عشر من أبريل 2023.

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert