مجتمع

العام الدراسي.. كيف ينجو الأطفال من المصير الغامض؟

31 مارس 2024
معلمة في مدرسة.jpg
فصل دراسي في السودان
محمد حلفاويصحفي سوداني

كل المؤشرات بشأن استئناف الدراسة في الولايات الواقعة تحت سيطرة الجيش قد تقود إلى "استحالة"  إعادة الأطفال الى مقاعد الدراسة، لكن قرار والي البحر الأحمر اللواء مصطفى محمد نور كان مفاجئًا، حيث أعلن عن فتح المدارس في الولاية اعتبارًا من منتصف نيسان/أبريل القادم.

يقترح خبراء نقل مشاريع التعليم إلى المجتمع من خلال تحويل الأحياء إلى مدارس 

وتعهد والي البحر الأحمر بتذليل العقبات التي تعترض بداية العام الدراسي حسب تصريح نقله المكتب الإعلامي لحكومة ولاية البحرالأحمر السبت، مشيرًا إلى أن الولاية واجهت عقبات تمثلت في وصول النازحين بأعداد كبيرة إلى جانب الوضع الصحي.

مستقبل غامض 

تقدر منظمة الطفولة التابعة إلى الأمم المتحدة "اليونسيف" عدد الأطفال خارج نطاق المدارس بسبب الحرب في السودان بـ (19) مليون طفل، واعتبرتها من أكبر الأزمات الخاصة بالأطفال حول العالم، بسبب استمرار الحرب والغموض الذي يكتنف مصير الأطفال في السودان بشأن التعليم.

ومنذ اندلاع الحرب تحولت أغلبية المدارس، في الولايات الواقعة تحت سيطرة الجيش إلى مراكز إيواء، ويقيم فيها آلاف النازحين الذين وصلوا إلى هذه المناطق بحثًا عن الأمان في أوضاع إنسانية بالغة التعقيد، حسب ما تقول الأمم المتحدة.

ونهاية العام الماضي حاولت ولاية القضارف إخلاء بعض المدارس من النازحين، لكن الحملات الحكومية واجهت أزمة بسبب عدم وجود بدائل بالنسبة لمراكز الإيواء.

يقول مسؤول حكومي في مكتب التعليم بولاية كسلا لـ"الترا سودان"، إن الولاية إذا قررت فتح المدارس أسوة ببعض الولايات، فإن أول سؤال سيكون حول مصير آلاف النازحين، لذلك من المهم التنسيق لمعرفة مصير المواطنين أولًا، ومن ثم اتخاذ قرار فتح المدارس، وقال إن السنة الدراسية تأخرت لعام كامل، وهذا التأخير على حساب مستقبل الأجيال الحالية التي عاصرت الحرب وهي في سنوات الدراسة.

ويوضح المسؤول مشترطًا عدم نشر اسمه، أن النقاشات جارية بشأن العام الدراسي، ولا يمكن البقاء لعام آخر دون فتح المدارس.

وأضاف: "أيضًا يجب الوضع في الاعتبار الوفاء بأجور العاملين في التعليم وسدادها بالكامل، حتى يتسنى لهم العمل مجددًا".

وعقب اندلاع الحرب منتصف نيسان/أبريل 2023 توجه نحو ثلاثة ملايين سوداني إلى دول الجوار، وعبروا الحدود إلى دول أخرى، ويأمل غالبية اللاجئين إلى هذه الدول في حل أزمة تعليم الأطفال.

لجوء من أجل التعليم 

تتوسع المدارس السودانية في دولة مثل مصر التي يقيم فيها نحو نصف مليون سوداني لجأوا إليها خلال الحرب، إلى جانب مليوني سوداني يتواجدون هناك قبيل الحرب.

يقول محمد عكاشة الباحث في مجال التعليم أن غالبية السودانيين الذين لجأوا إلى خارج البلاد، يريدون حل أزمة التعليم، لا يمكنهم مشاهدة مستقبل الأبناء والبنات يتوقف بسبب حرب قد تطول أو تقصر.

ويرى عكاشة أن السودانيين خارج البلاد يدفعون تكاليف باهظة من أجل تعليم أطفالهم وأبنائهم في المدارس الخاصة، مع عدم وجود فرص في القطاع العام وخصخصته في غالبية الدول.

وأردف: "كانت اليونسيف أطلقت حملة في حزيران/يونيو الماضي، لمتابعة التعليم عبر تصميم بعض التطبيقات، هذه مشاريع رائعة لكن ينبغي ربطها بالمجتمعات من خلال المتطوعين في الأحياء، وجمع الأطفال والاتفاق مع الأهالي على إرسال الأطفال إلى مواقع بعينها، لتحويلها إلى قاعات دراسية في ظل تحول المدارس لمراكز الإيواء بالولايات".

ويعتقد عكاشة أن الوقت قد حان لولادة مشاريع جديدة في التعليم، من خلال "نهوض المجتمع" للقيام بهذه الأعباء، في ظل عجز الدولة والشلل الذي أصاب المؤسسات الحكومية.

تجنيد الأطفال 

وتتفق الباحثة في المجال الإنساني والتي عملت في مجال تعليم اللاجئيين شرق السودان سوسن عبد الكريم فيما ذهب إليه عكاشة، وترى أن التعليم يجب أن لا يتوقف، وفي ذات الوقت لا يمكن انتظار الدولة، وتعتقد أن غرف الطوارئ يجب أن تضع في الاعتبار أهمية إطلاق مشاريع تعليمية في الأحياء، وقد تحظى بتمويل من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

باحثة: الأزمة الحقيقية ستكون في المناطق الخاضعة تحت سيطرة الدعم السريع، والتي تفتقر للمؤسسات الحكومية، ولا يمكن للأطفال انتظار الحرب للعودة إلى مقاعد الدراسة

وتضيف: "الأزمة الحقيقية ستكون في المناطق الخاضعة تحت سيطرة الدعم السريع، والتي تفتقر للمؤسسات الحكومية، ولا يمكن للأطفال انتظار الحرب للعودة إلى مقاعد الدراسة.. هذا ظلم كبير".

وأردفت: "ومن المهم أيضًا أن تضع الأطراف العسكرية في السودان مستقبل الأطفال ضمن الأولويات، وأن توقف الحرب عبر الجهود السلمية حفاظًا على مستقبل (19) مليون طفل سوداني".

وتحذر سوسن عبد الكريم أن ترك الأطفال بلا تعليم، في ظل تفشي الفقر وحاجة الناس إلى الطعام والصحة، ستضطر بعض المجتمعات إلى إرسال الأطفال للتجنيد والقتال في الحرب، وهناك تقارير تشير إلى تزايد "عسكرة الأطفال" في السودان الشهور الأخيرة.

وترى سوسن عبد الكريم أن المسؤولين عن قطاع التعليم في الدولة، يمرون بحالة اضطراب في القرارات بشأن فتح المدارس، ولا يمكن اتخاذ قرار حاسم لأن هناك عوامل تعطل استئناف الدراسة، وهي غير قابلة للحل في القريب العاجل.

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert