مجتمع

العالقون شمالي السودان في انتظار مرونة التأشيرة أو انتهاء الحرب

7 يونيو 2023
معبر أشكيت - مصر.jpg
الآلاف عالقون في المعابر الحدودية بين مصر والسودان (Getty)
محمد حلفاويصحفي سوداني

تشتد المعارك العسكرية في العاصمة السودانية الخرطوم، وتجبر عشرات الآلاف يوميًا على الفرار من المنازل. وبينما يتوجه الآلاف نحو الشمال للوصول إلى مصر، تقف القيود الجديدة التي فرضت على التأشيرة أمامهم، ويضطرون للبقاء في مدن شمالي البلاد في ظروف إنسانية معقدة بحسب متطوعين.  

الآلاف يتوزعون بين مدن دنقلا ووادي حلفا وحتى عطبرة شمالي السودان في انتظار العبور إلى الأراضي المصرية

الآلاف يتوزعون بين مدن دنقلا ووادي حلفا وحتى عطبرة شمالي البلاد في انتظار العبور إلى الأراضي المصرية، أغلبهم ممن تنطبق عليهم "شروط الحصول على التأشيرة".

وزادت السلطات المصرية القيود على عملية الحصول على التأشيرة بسبب مخالفات في المعابر ارتكبها بعض العالقين بحسب ما قال منير المتعامل في هذا المجال في حديث لـ"الترا سودان".

ذكر منير أن السلطات المصرية فرضت شروطًا على التأشيرة بالنسبة للفئات غير المستثناة منها وهم (الأطفال فوق سن الـ 16 عامًا والرجال أقل من 50 عامًا)، موضحًا أن السلطات أوقفت "إضافة الأطفال إلى جوازات الأمهات والآباء" مع إيقاف "الجوازات القديمة" – وفقًا لمنير. 

https://t.me/ultrasudan

فيما يؤكد حسام (22 عامًا) والذي يقيم في مدينة دنقلا أنه وصل رفقة عائلته إلى المدينة، وكانوا يقيمون في منزل شرقي الخرطوم، ولم يكونوا يريدون الخروج لولا سقوط مقذوف على مقربة من المنزل جعلهم يقررون المغادرة والتوجه إلى مصر لأن "الوضع في الولايات أكثر صعوبة من حيث الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والتعليم" – على حد قوله. 

ومع عمق أزمة العالقين يواجه المتطوعون صعوبة في توفير المأوى والطعام والخدمات للآلاف الذين يقيمون في المدن الواقعة شمالي السودان.

وذكر ناجي (40 عامًا) والذي ينتظر التأشيرة في مدينة "وادي حلفا" القريبة من معبر أرقين شمالي السودان للحاق بعائلته في حديث لـ"الترا سودان": "نقيم في مرفق عام منذ (10) أيام، والقنصلية المصرية تصدر يوميًا ما بين خمسة إلى (10) جوازات". ويضيف: "أصدرت القنصلية أمس (الثلاثاء) نحو (70) تأشيرة، وهذا تقدم، وآمل أن أتمكن من إدخال جوازي إلى القنصلية".

ومع استمرار الحرب في العاصمة الخرطوم وبعض المدن غربي البلاد، فإن هناك عشرات الآلاف قد يغادرون السودان إلى دول الجوار حسب توقعات الأمم المتحدة.

الهلال الأحمر المصري
تنشط العديد من المنظمات الإنسانية في خدمة العالقين في المعابر (Getty)

وقال منير المتعامل في مجال وكالات السفر والهجرة إن القيود على التأشيرة بالنسبة السودانيين الفارين من الحرب ستتزايد "أكثر فأكثر" لأن التدفقات كبيرة. 

والأحد عقد وفد سوداني اجتماع مع وزارة الخارجية المصرية، ناقش أزمة العالقين في المعابر الحدودية شمالي البلاد، وتطرق إلى افتتاح بعثة قنصلية مصرية في مدينة دنقلا بالولاية الشمالية (نحو 500 كيلومترًا شمال الخرطوم).

ويرجح منير إضافة قيود جديدة على التأشيرة، قد تشمل النساء والأطفال، وهو ما يضع مصير عشرات الآلاف من السودانيين "على المحك"، خاصةً حال تطاول الحرب.

بينما يرى الباحث في مجال فض النزاعات أحمد السيد في حديث لـ"الترا سودان" أن الدول عادةً لا تسمح بتدفق الفارين من الحرب من بلدانهم، وفي هذه الحالة تنطبق عليهم إجراءات اللجوء ويسمح لهم بالإقامة في مناطق تحددها الدولة المستضيفة – على حد قوله. وأردف: "لا تسمح البلدان بتدفق الملايين إلى دولهم، حتى في حرب التيغراي والجيش الفيدرالي الإثيوبي، سمح السودان للفارين من الحرب بالإقامة في مخيمات اللجوء، ولا تزال مستمرة حتى الآن شرقي السودان بولاية القضارف".

ويقول السيد إن مصر تتخوف من ضغوط عليها بسبب استمرار تدفق الفارين من السودان، وقد يتجاوز عددهم أكثر من مليوني شخص إذا لم تفرض القاهرة قيودًا على التأشيرة. وتابع: "الحل هو توقف الحرب في السودان وإعادة الحياة إلى الحكم المدني وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني لتنخرط مع الوسطاء الدوليين لخلق مناخ معافى للاستقرار".

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert