الشرطة تحرر أجنبيات من شبكة للاتجار بالبشر في الخرطوم
20 ديسمبر 2020
يلعب الفقر دورًا كبيرًا في تذكية رغبة الهجرة وسط الشبان والفتيات في دول القرن الإفريقي خاصةً السودان وإثيوبيا وإريتريا، وذلك لأن الآلاف باتوا على قناعة تامة أن مستقبلهم ينتظرهم خارج حدود بلدانهم التي تعج بالصراعات والبطالة، ولذلك يتخذون قرارًا بالهجرة، إما عن طريق ركوب أمواج البحر الأبيض المتوسط، أو الوصول إلى الخرطوم والتعاقد مع بعض الجهات في دول عربية، ومؤخرًا برزت ظاهرة العقودات الوهمية.
عثرت الشرطة على الفتيات وهن يتضورن جوعًا وفي حالة نفسية سيئة
وذكرت وكالة السودان للأنباء، أمس السبت، أن دائرة مكافحة الجريمة المنظمة والمستحدثة بالإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية؛ تمكنت من تفكيك شبكة إجرامية تتكون من ثلاثة متهمين تعمل على الاتجار وتهريب البشر.
اقرأ/ي أيضًا: الشؤون الدينية توافق على إنشاء تسع كنائس في ثلاث ولايات
وأضافت الوكالة الحكومية، أن تفكيك الشبكة جاء "بعد مداهمة منزل بولاية الخرطوم وتحرير (18) فتاة أجنبية من دول الجوار".
وأفاد مدير دائرة مكافحة الجريمة المنظمة والمستحدثة، ياسر مضوي، أن معلومات وردت للدائرة برصد نشاط إجرامي منظم لأحد الشبكات وتتخذ منزلًا بأحد الأحياء بولاية الخرطوم مقرًا لأنشطتها.
وأشار ضحوي، إلى أن المتهم الرئيس يقوم باستلام الضحايا وترتيب إقامتهن ومن ثم إتمام إجراءات السفر إلى الخارج بالتنسيق مع شبكة في أديس أبابا تتكون من خمسة متهمين يقومون بتسفير الضحايا مقابل المال.
وعادةً ما تلجأ شبكات تهريب البشر بين السودان وإثيوبيا إلى إغراء الضحايا في دول إثيوبيا وإريتريا بوجود عقودات عمل في دول عربية، ويتم العمل على تهريب عشرات الفتيات اللائي تتراوح أعمارهن بين (16) إلى (25) عامًا من الأراضي الإثيوبية والأريترية إلى السودان عبر ولايتي القضارف وكسلا. وأحيانًا تجبر العصابات الفتيات على السير لمسافات طويلة على الأقدام، ويتم إيصالهن بطرق غير شرعية إلى العاصمة الخرطوم.
ويقول مصدر مطلع من المكتب الصحفي للشرطة لـ"الترا سودان"، إن الإجراءات التي تقوم بها هذه الشبكات فيما يتعلق بإجراءات السفر عادية وقانونية في ظاهرها، لكن المخالفة تكون في خداع الضحايا بمنحهن وعود كاذبة، وعندما يتم تسفيرهن من الخرطوم إلى دول عربية يتم إرغامهن على العمل في مهن غير إنسانية، أو لا يتم منحهن أجور مالية، ويتعرضن إلى العنف في كثير من الأحيان. هذه الانتهاكات جاءت نتيجة توسع تجارة البشر.
وأوضح المصدر، أن الشرطة استحدثت دائرة مختصة بهذه الجرائم وستعمل على اكتشاف المزيد منها مستقبلًا وصولًا إلى مرحلة القضاء على الظاهرة.
اقرأ/ي أيضًا: التقرير الوبائي: 202 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا
وأضاف المصدر: "يتم إيواء الفتيات في منازل بالخرطوم تحت حماية أشخاص من السودان بتنسيق مع شبكة إثيوبية، ومن ثم يتكفل الشخص بإطعام الفتيات وأحيانًا لا يوفر لهن الطعام ويقوم، نفس الشخص بإنهاء إجراءات سفر الفتيات في دائرة الأجانب بالشرطة، وتوصيلهن إلى مطار الخرطوم والتأكد من صعودهن إلى الطائرة".
الشبكة تجري تنسيقًا بين أفرادها في السودان وإثيوبيا
وأجرى "الترا سودان" اتصالات مع أجانب يقيمون في الخرطوم حول الطرق التي تتبعها شبكات الاتجار بالبشر التي تنشط في هذا النوع من الجرائم، وذكر أحدهم مشترطًا حجب اسمه: "آلاف الفتيات تم تسفيرهن بهذه الطريقة خاصة إلى الدول العربية، وفي بعض الأحيان عندما تشعر بعض الفتيات بالشكوك والريبة من تصرفات أفراد الشبكة يهربن من المنزل الذي يؤويهن في الخرطوم، وكثيرًا ما ساعدنا الفتيات الهاربات على العمل والانخراط في مجتمعاتنا".
وتابع: "أنا قمت بمساعدة ثلاث فتيات وصلن بواسطة عصابات البشر إلى الخرطوم، وهربن منها بعد أن شعرن بأنها قدمت لهن وعود كاذبة بالعمل، وشعرن أن الشبكات تريد استغلالهن".
بينما كشف المصدر الشرطي أن الفتيات الـ(18) اللائي تم تحريرهن من شبكة الاتجار بالبشر تتراوح أعمارهن بين (18) إلى (25) عامًا، ما يعني أن هناك دوافع أخرى لشبكة الاتجار بالبشر، وقد تكون أعمال غير شرعية، والفتيات لا يعرفن مصيرهن أو نوع العمل الذي ينتظرهن لأنهن يهربن من الفقر ووجدن عقود وهمية تفتح أمامهن أبواب العمل للهروب من الفقر المدقع، مبينًا أن الشبكة تضم متهمين سودانيين وأجانب.
من ناحيتها أوضحت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل، سليمى إسحق، لـ"الترا سودان"، أنها تواصلت مع الشرطة لمعرفة وضع الفتيات اللائي تم تحريرهن من شبكة الاتجار بالبشر، وأشارت إلى أن الشرطة وجدتهن في حالة سيئة ويتضورن جوعًا لأن المتهم الذي يقوم بالإيواء لم يوفر لهن الطعام.
اقرأ/ي أيضًا: ميناء بورتسودان.. مشكلات مزمنة وتجمع العاملين ينتقد قرارات وزارة النقل
وتشدد سليمى إسحق على أن هذه الإجراءات تبدو ظاهريًا قانونية، لكنها تخفي أساليب غير شرعية في باطنها، خاصةً وأن الشبكات تغري الفتيات بالعمل في مهن بأجور شهرية، ومقابل هذه الوعود تدفع الفتيات أموال طائلة نظير تسفيرهن للدول العربية، وعندما يصلن إلى موقع العمل يتم إجبارهن على العمل بنظام السخرة، أي العمل دون أجر مقابل الإقامة والطعام، وفي بعض الأحيان تواجه الفتيات عنفا مفرطًا في المنازل التي تؤويهن أثناء العمل.
رجحت سليمى إسحق نقل الفتيات المحررات إلى معسكرات اللاجئين
وحول مصير الفتيات، رجحت مديرة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل، نقلهن إلى معسكرات اللاجئين، وهذه من الإجراءات المتبعة عندما تقوم السلطات بتحرير الضحايا من عصابات الاتجار بالبشر.
اقرأ/ي أيضًا
مواكب "ذكرى ديسمبر" تحيط بالقصر الجمهوري والمتظاهرون يهتفون ضد البرهان
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.