مجتمع

السودان.. نزوح الملايين إلى الولايات يكشف هشاشة قطاع الكهرباء

2 أغسطس 2023
شباب - أزمة الكهرباء - كهرباء.jpg
صورة ترميزية (Getty)
تسنيم خوجلي
تسنيم خوجليكاتبة وصحفية من السودان

مع نزوح الملايين إلى مختلف ولايات السودان عقب اندلاع الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في منتصف نيسان/أبريل الماضي، تفاقمت مشكلات انقطاع التيار الكهربائي في كل ولايات السودان لساعات طويلة خلال اليوم، كاشفةً عن هشاشة شبكات الكهرباء في هذه الولايات.

يعاني السودان من قبل اندلاع الحرب من مشاكل عديدة في قطاع الكهرباء، ما انعكس سلبيًا على استقرار التيار في كثير من مدنه

ويعاني السودان قبل اندلاع الحرب من مشاكل عديدة في قطاع الكهرباء، ما انعكس سلبيًا على استقرار التيار في كثير من مدن السودان.

وتعد الكهرباء عنصرًا أساسيًا لعدد من القطاعات، بما فيها القطاع الصحي الذي تأثر كثيرًا بانقطاعات التيار الكهربائي لساعات طويلة، إلى جانب خروج عدد كبير من المستشفيات من الخدمة في العاصمة الخرطوم وعدد من ولايات غرب السودان، مما سبب ضغطًا على المستشفيات العاملة في مدن السودان المختلفة.

ضعف البنية التحتية

وفي تصريحات صحفية، أعلن المدير العام للشركة السودانية لتوليد الكهرباء، قبل اندلاع الحرب في آذار/مارس الماضي – أعلن عن وجود عجز في توليد الكهرباء يقدر بـ(450) ميقاواط، مبينًا ضرورة برمجة قطوعات للكهرباء لتلافي هذه المشكلة، فيما أكد وزير المالية جبريل إبراهيم في تصريح صحفي أن البلاد تعاني من عجز في الإمداد الكهربائي، لافتًا إلى أن الشبكة القومية للكهرباء تغطي (40%) فقط من سكان السودان.

https://t.me/ultrasudan

وتعزي المهندسة الكهربائية مروة فضل قطوعات الكهرباء في الولايات ولا سيما بعد موجات النزوح الكبيرة التي شهدتها البلاد – تعزيها إلى ضعف البنية التحتية لشبكات الكهرباء، إلى جانب العجز الذي يعاني منه قطاع التوليد منذ سنين، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى عدم توفر التيار الكهربائي لساعات طويلة وينعكس سلبًا على حياة المواطنين.

وفي السياق نفسه، أشارت مروة في حديث إلى "الترا سودان" إلى الأحمال الزائدة التي تعاني منها خطوط الكهرباء جراء اعتماد المواطنين على التوصيل المباشر أو ما يسمى بـ"الجبّادات" في تزويد منازلهم بالكهرباء، نتيجة توقف خدمات شراء الكهرباء، لافتةً إلى تعامل المواطنين مع الكهرباء تعاملًا "غير مقبول" بعد أن أصبحوا يحصلون على الخدمة مجانًا، ومشددةً على ضرورة عودة الأمور إلى نصابها بعد إرجاع خدمة شراء الكهرباء، بالإضافة إلى توعية المواطنين بأهمية ترشيد الكهرباء.

وتضيف مروة أن السودان يمتلك مصادر متعددة للطاقة أهمها مصادر الطاقة المتجددة، معربةً عن أسفها على عدم استفادة البلاد من مصادر الطاقة المتجددة التي يمتلكها منذ استقلال السودان وحتى اليوم.

صعوبات في العمل

يقول الصادق أحمد وهو أحد رواد العمل الحر ويعمل عن بعد في مجال صناعة المحتوى – يقول في حديث إلى "الترا سودان" إن عدم استقرار التيار الكهربائي يحول دون تسليم أعماله في الموعد المحدد، إلى جانب ضعف الإنتاج مقارنةً بفترة ما قبل الحرب، مضيفًا أن الكهرباء بمدينة "ود مدني" التي نزح إليها مؤخرًا "غير مستقرة على الإطلاق"، إذ ينقطع التيار الكهربائي –بحسب الصادق– (6) إلى (8) ساعات في اليوم انقطاعًا "غير منتظم". ويشير الصادق إلى عدم وجود خطة واضحة لتنفيذ هذه القطوعات كما كان الحال في العاصمة الخرطوم، ليتمكن المواطن من توفيق أوضاعه وفق ما يراه مناسبًا – على حد قوله.

وتشارك المواطنة سماهر علي نفس المعاناة مع الصادق، وهي تعمل في مجال صناعة الآيسكريم المنزلي (الداردمة). وأفادت في حديث إلى "الترا سودان" بتضرر الإنتاج كثيرًا جراء انقطاع التيار الكهربائي، مما أثر على دخلها ودفعها تجاه بيع العصائر الجاهزة على الطرقات بمساعدة ابنها. وتضيف أن هذا النشاط أكثر مرونة في التعامل مع انقطاعات التيار الكهربائي، إذ يمكنها استخدام الثلج الجاهز في تبريد العصير حسب ما تقول.

وفي بعض القرى الطرفية تعاني عدد من المستشفيات والمراكز الصحية من عدم استقرار الخدمات الطبية بحسب شهود عيان، لعدم إمكانية توفير هذه المؤسسات بدائل للتيار الكهربائي الأساسي بالمنطقة، ما يجعلها خارج الخدمة لساعات.

ويعاني السودان من مشاكل واسعة في قطاع الكهرباء منذ سنين. وشهدت الفترات السابقة مبادرات لحل التحديات التي يواجهها هذا القطاع، ولكن جميعها لم تكن ناجعة، وظل هذا القطاع يعاني حتى اندلاع الحرب في الخرطوم وعدد من ولايات دارفور، وظل انقطاع الكهرباء أحد أهم التحديات التي تواجه المواطن السوداني.

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert