مجتمع

السودانيون من نزوح إلى نزوح.. والسؤال: متى تنتهي الحرب؟

4 يوليو 2023
نزوح - الحرب.jpg
دفعت الحرب عشرات الآلاف إلى مغادرة الخرطوم (Getty)
محمد حلفاويصحفي سوداني

من "نزوح إلى نزوح" فر آلاف السودانيين إلى مدينة ود مدني بولاية الجزيرة هذا الأسبوع مع بداية معارك عسكرية هي الأعنف من نوعها؛ إذ يعتزم الجيش إرغام الدعم السريع على مغادرة الأحياء السكنية في الخرطوم.

مئات الآلاف من المدنيين لم يغادرا منازلهم في الخرطوم مخافة الإجابة عن أسئلة صعبة على شاكلة من أين يمكن تدبير نفقات السكن الفلكية؟

إلى حي "الكلاكلة شرق" جنوب العاصمة الخرطوم وصلت عائلة أحمد حسن قادمة من حي أركويت شرق الخرطوم. كانت تعتقد أنها ستكون في مأمن من الهجمات العسكرية التي لم تتوقف في شرق العاصمة طوال (75) يومًا، لكن مع سيطرة قوات الدعم السريع على رئاسة الاحتياطي المركزي جنوب الخرطوم، انتشر الجنود في شوارع "الكلاكلة شرق" مع تمدد ظاهرة نهب السيارات والممتلكات.

قررت هذه العائلة التوجه إلى ولاية الجزيرة على متن حافلة صغيرة (هايس)، وعبرت نقاط تفتيش يشرف عليها جنود الدعم السريع. لم يكن المرور ميسرًا بسبب عمليات التفتيش والأسئلة عن المهنة وحتى الانتماء السياسي.

في مدينة ود مدني كانت هذه العائلة على موعد مع سمسار عرض عليهم شقة سكنية بقيمة (700) ألف جنيه في الشهر –أي ما يعادل (1,300) دولار أمريكي– وهو مبلغ يسمح لهم بالسكن في أرقى عواصم أفريقيا مع نفقات المعيشة والدراسة – يقول أحمد حسن.

وبعد ترك هذا الخيار المكلف، عثروا على منزل صغير بقيمة (300) ألف جنيه –أي ما يعادل (600) دولار أميركي– لم يترددوا في قبول العرض، لكن الأسئلة عن مصيرهم إذا لم تتوقف الحرب ظلت تلازمهم.

https://t.me/ultrasudan

مئات الآلاف من المدنيين لم يغادرا منازلهم بالعاصمة الخرطوم مخافة الإجابة عن أسئلة صعبة على شاكلة من أين يمكن تدبير نفقات السكن الفلكية؟ ومن أين يمكن الحصول على تكلفة المعيشة؟ مع توقف موارد الدخل من العمل في القطاع الحكومي أو الخاص. وهناك اعتقاد بأن البقاء في المنزل يحمي من عمليات النهب، لا سيما وأن العصابات تختار المنازل الخالية من السكان.

ناصر أحد الذين كانوا يعتمدون على إيجارات شقق سكنية في مبنى يمتلكه جنوب الخرطوم. فقد عائد الإيجارات لأن جميع السكان فروا من المبنى بعد وصول قوات الدعم السريع إلى الحي، واضطر هو أيضًا رفقة عائلته إلى الرحيل إلى أمدرمان في منطقة بعيدة نسبيًا عن المعارك العسكرية.

قال ناصر لـ"الترا سودان" إنه ينتظر توقف الحرب حتى تعود حياته على ما كانت عليه. وهذا الخمسيني لم يتحدث عن احتمال عدم توقف هذا النزاع قريبًا لأنه كمن هرب من الإحباط لا سيما مع عدم وجود خطة للحصول على دخل مالي لتدبير معيشة عائلته؛ "حتى الهجرة إلى خارج البلاد لم تعد خيارًا مناسبًا وليس لدي القدرة على ذلك" – يضيف هذا الرجل.

نزوح
غادر عشرات الآلاف منازلهم في الخرطوم جراء الحرب (Getty)

من الخرطوم إلى مدينة ود مدني كان المدنيون يتوقفون في نقاط التفتيش التي أقامتها قوات الدعم السريع، لم تتوقف الأسئلة عن المهن والتي تجعل الجنود يدققون كلما زادت شكوكهم. بعض العابرين يتوقفون لساعات طويلة حتى يُسمح لهم بالمغادرة.

وبعد الحرب ربما ينظر العائدون إلى المنازل في الطرقات التي مروا عليها ساعات الرعب، وقد لا يكون فيها جنود مدججون بالأسلحة، وهي أمنيات قد يجدها البعض صعبة المنال بحسب ما يقول أيمن الذي وصل إلى مدينة القضارف شرقي البلاد، وفي لحظات شعر بأنه قد لا ينجو من اعتقال الدعم السريع.

لماذا، هو أول سؤال تطرحه على هذا الشاب؛ يجيب قائلًا إن السبب هو أنه ترك مستنداته الشخصية في مكتبه بحي الخرطوم 2 وهو موقع يشهد قتالًا عنيفًا منذ اليوم الأول.

جواز سفر وبطاقة صراف آلي وشهادات جامعية وشهادات تدريب جميعها، لم تكن بحوزته، مما عرضه لمصاعب "الارتكازات" بحسب ما يطلقون عليها شعبيًا هنا، وهي نقاط وحواجز التفتيش العسكرية والأمنية.

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert