السودانيون في معسكرات اللجوء بإثيوبيا.. الصراع للبقاء
30 مايو 2024
أوضاع مأساوية يعيشها اللاجئون السودانيون في معسكرات اللجوء بدولة إثيوبيا، شرق جنوب السودان، حيث دخل عدد بـ(6080) لاجئ سوداني في إضراب عن الطعام في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، بعد سلسلة من الانتهاكات التي تعرضوا لها منذ أن وطأت أقدامهم معسكر "أولالا" في شمال إثيوبيا.
معسكر أولالا للاجئين
يروي عبد العزيز حسن، هو لاجئ سوداني بمعسكر "أولالا" في إثيوبيا، لـ"الترا سودان رحلة المعاناة، قائلاً: "قبل خروجنا من معسكر "أولالا" الذي يضم بجانب اللاجئين السودانيين في معسكرات اللجوء بإثيوبيا، بعض اللاجئين من دول أخرى. بعد أن استعرت الحرب في السودان، تدفق اللاجئون السودانيون إلى إثيوبيا، ليتم فتح معسكر كومر. تم تسمية المعسكر باسم المنطقة، ويتميز بأنه خاص باللاجئين السودانيين، بجانب عدد قليل من اللاجئين من دول أخرى".
لاجئ سوداني بمعسكرات اللجوء في إثيوبيا: واجهنا اعتداءات من بعض المليشيات المسلحة الموجودة في المنطقة
وتابع: "بعد أن استقر الجميع بالمعسكر، واجهنا اعتداءات من بعض المليشيات المسلحة الموجودة في المنطقة، وتتمثل الاعتداءات في (التهديد - النهب - وضرب اللاجئين)، بجانب تعرض البعض لطلق ناري. كما توفي شخصان (سوداني الجنسية وآخر من جنسية أخرى) نتيجة للضرب المبرح من تلك المجموعات".
وأضاف عبد العزيز: "بعد تكرر الاعتداء بشكل مكثف، قدمنا شكوى إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وشكوى أخرى للسلطات المحلية بالمنطقة، ولم نجد استجابة منهما".
وأشار إلى أن معسكر "أولالا" يقع في منطقة مضطربة أمنياً. وقال عبد العزيز: "بعد المضايقات التي تعرضنا لها قررت مجموعة من المعسكر الخروج، إلا أنها قوبلت بقوة من المليشيا وتم إجبار اللاجئين على العودة إلى المعسكر".
وأطلق الرصاص الحي في الأسبوع الماضي على لاجئ سوداني بالقرية التي يقع فيها المعسكر عندما ذهب لشحن هاتفه بالكهرباء. أصيب إصابة بالغة وتم نقله إلى إحدى مستشفيات العاصمة أديس أبابا. ولفت عبد العزيز الانتباه إلى أن المعسكر يقع في منطقة جغرافية منخفضة تتجمع فيها المياه، وتنتشر فيها الحشرات والثعابين والعقارب.
المفوضية السامية لشؤون اللاجئين
تعالت أصوات السودانيين في معسكرات اللجوء بإثيوبيا تنادي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بحل المشكلات التي يتعرضون لها، ومعاناتهم مع الظروف الطبيعية القاسية بجانب انعدام الخدمات الصحية.
وأضاف عبد العزيز: "بح صوتنا ونحن نطالب بمعالجة المشاكل التي حاصرتنا من كل الاتجاهات، ولم نجد أي حلول من الجهات المسؤولة عن المعسكرات سواء المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أو السلطات المحلية". وقال: "قمنا بإعلان المفوضية بالخروج من المعسكر في حالة عدم الاستجابة لمطالبنا".
وأكد أن المفوضية السامية لم تهتم، بل وتجاهلت مطالبهم، فقرروا بإجماع الخروج من المعسكر في الأول من آذار/مايو الجاري، وابتعدوا جنوباً نحو ثلاثة كيلومترات من المعسكر شمالاً. وخلال سيرهم على الأقدام، تم توقيفهم من قبل القوات المسلحة الإثيوبية والشرطة الفيدرالية الإثيوبية، وطلبوا منهم العودة إلى المعسكر.
يضيف عبد العزيز: "رفضنا العودة في ظل المهددات والاعتداءات التي تعرضنا لها، فمكثنا حيث وقفنا. ليتم تهديدنا من قبل السلطات باستخدام القوة الجبرية للعودة مرة أخرى إلى المعسكر. لم نمتثل لتلك التهديدات، فرجعت القوة من حيث جاءت. لكنها قامت بمعاقبتنا بقطع المياه عن القرية التي نأخذ منها المياه، بجانب إيقاف الوجبات التي كانت تُعطى لنا".
إضراب عن الطعام
قال عبد العزيز: "تجاوزنا أكثر من ثمانية وعشرين يوماً ونحن نأكل من الجهد الشخصي للاجئين في ظل وجود أطفال ومرضى وكبار سن ونساء حوامل. مع تناقص الغذاء قررنا الدخول في إضراب عن الطعام وبدأنا الإضراب في الثالث والعشرين من الشهر، وخصصنا ما تبقى من طعام للأطفال والمرضى وكبار السن".
يقول: "الأوضاع عندنا متدهورة بشكل متسارع، وكل يوم يمر يكون أسوأ من الذي سبقه، خاصة في ظل ارتفاع معدل الأمطار. والآن بدأ ظهور الإسهالات المائية التي تجاوزت 35 حالة، في ظل انعدام الأدوية للأمراض، وحالة المصابين بالإسهال الصحية متدهورة".

يؤكد هذا اللاجئ السوداني بمعسكرات اللجوء في إثيوبيا أنهم في الأيام القليلة المقبلة سوف يشهدون موجة سوء تغذية لنقص الغذاء فضلاً عن دخولهم في الإضراب عن الطعام. يؤكد: "خلال فترة إضرابنا عن الطعام لم تتدخل أي جهة في حل الأزمة التي نمر بها، حتى المنظمات الخيرية التي أرادت مساعدتنا منعتها القوات الإثيوبية من الوصول إلينا وإلى القرى المجاورة لنا. نحن في إقليم خارج سيطرة الحكومة المركزية الإثيوبية".
وطالب عبد العزيز المنظمات الحقوقية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل لترحيلهم من دولة إثيوبيا إلى أي دولة أخرى، أو إرجاعهم إلى السودان. "قبل ذلك نطالب بتدخل عاجل وفوري لإنقاذ الموقف الذي نمر به، وإدراك الحالات الحرجة التي بيننا التي تحتاج إلى رعاية صحية ووجبات"، يضيف.
وتابع: "المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على علم بما جرى ويجري، مع أنها قللت من الأرقام وقالت إنهم 1300، لكنها لم تتحدث عن الضغوط التي مورست على اللاجئين من أجل العودة أو استخدام القوة".
تنسيقية اللاجئين بإقليم أمهرة: مرت أكثر من 27 يوماً لم نشاهد أي تدخلات من جانب المنظمات الإنسانية لإنقاذ اللاجئين
علم "الترا سودان" عن تحرك "تقدم" التي تعقد مؤتمرها التأسيسي هذه الأيام في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لحل أزمة اللاجئين السودانيين مع كافة الجهات ذات الصلة، وقالت مصادر غير مخولة بالحديث للإعلام، إنها ستبدأ خطوات جادة نحو حل أزمة اللاجئين السودانيين عقب المؤتمر التأسيسي والوقوف بجانب السودانيين في المحنة التي يعيشونها في الظرف الحرج الذي تمر به البلاد.
وقالت تنسيقية اللاجئين بإقليم أمهرة: "مرت أكثر من 27 يوماً لم نشاهد أي تدخلات من جانب المنظمات الإنسانية لإنقاذ اللاجئين". وأضافت: "لا يزال الحصول على الغذاء يمثل الحاجة ذات الأولوية للاجئين. بعد نفاد غذائهم لم يتبق سوى للأطفال والنساء المرضعات والمرضى وكبار السن. ومن المتوقع في الأيام المقبلة أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات الجوع وسوء التغذية الحاد الشديد وزيادة مستويات الوفيات المرتبطة بالجوع في وسط اللاجئين إذا لم يتم التدخل".
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.