السودانيون بين نارين.. الحرب وأسعار الغذاء
15 يناير 2024
تشكل أسعار الغذاء مشكلة بالنسبة للمدنيين في السودان، بعد ثمانية أشهر من الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع، التي تمس عصب الحياة اليومية.
وحول الحياة اليومية في ظل الحرب، يقول حسن (33 عامًا)، والذي يعمل في مجال الاستثمار الصغير، إنه لا يعثر على دخل يومي، يمكنه من شراء احتياجات المنزل الضرورية، ما يجبره على بيع بعض المنتجات التي تدخل الى مدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمالي البلاد، من دولة مصر مثل "المكسرات" وأغذية الأطفال والحلويات.
يقول الباحث الاقتصادي محمد إبراهيم في حديث مع "الترا سودان"، إن السودان يقترب من مرحلة الشح الكامل للطعام
وقبل أن يترك حسن المنزل في الخرطوم بحري، كان يدير شركة لتأجير السيارات لم يعثر على السيارات التي نهبت واحدة تلو الأخرى. على الرغم من هذه الصعوبات والأزمة المالية التي تحاصره، لكنه يأمل في تدبير معيشته بمدينة عطبرة الواقعة على بعد 400 كيلومتر شمال العاصمة الخرطوم.
ويقول حسن في لقاء مع "الترا سودان"، إن الحياة قاسية ولا يتمكن في بعض الأحيان من جني المال في تجارته، ويضطر إلى الاستدانة من الأصدقاء المقيمين خارج البلاد، ولا يدري إلى متى يستمر هذا الوضع، مع سؤال حاضر دومًا "عما إذا كانت الحرب ستتوقف قريبًا؟".
ووضعت حرب السودان نحو 7.2 مليون شخص في خانة النزوح واللجوء وفقدان أصول بمليارات الدولارات، إذ تعرضت العديد من الشركات والمكاتب التجارية والمتاجر، إلى النهب في العاصمة الخرطوم.
والنهب والسلب طال الأصول، مثل السيارات التي تخص المواطنين والشركات والمؤسسات الحكومية، وشمل إقليم دارفور، خاصةً مدن نيالا والجنينة وزالنجي، وأجزاء من ولاية الجزيرة.
وللتغلب على شح الغذاء، يقوم متطوعون مثلًا في حي شمبات الواقع تحت سيطرة الدعم السريع بالخرطوم بحري، بطهي الطعام في الشارع، ويتم توزيعه على السكان الذين لم يتمكنوا من النزوح أو فضلوا البقاء بين خطوط القتال تجنبًا لمشقة الحياة في الولايات.
وتقول سناء التي تقيم في حي شمبات بالخرطوم، عن أن التنقل بين خطوط قتال، قد يستمر لساعات، في ظل إطلاق المدافع. مشيرةً إلى أن "الأمور تسير نحو الأسوأ، لقد ارتفعت الأغذية التي كانت تدخل العاصمة بعد استيلاء الدعم السريع على أجزاء من ولاية الجزيرة. موضحةً القول: "قفزت أسعار الغذاء والمستهلكات الحياتية بنسبة 50% عما كانت عليها الشهر الماضي".
ويحذر محللون اقتصاديون، من انسداد نوافذ انسياب الغذاء إلى المدن، جراء تمدد القتال، نحو ولايات وسط البلاد وتوقف دورة الإنتاج الزراعي وزيادة أعداد النازحين، وهم من كانوا ينتجون الغداء.
ويقول الباحث الاقتصادي محمد إبراهيم في حديث مع "الترا سودان"، إن السودان يقترب من مرحلة الشح الكامل للطعام، لأن ولايتين كانتا تشكلان عماد الزراعة والإنتاج، دخلتا ضمن نطاق القتال وهما ولاية الجزيرة وأجزاء من سنار، كما أن ولايات أخرى مثل النيل الأبيض وشمال كردفان التي كانت تشكل من روافد إنتاج الماشية تأثرتا بالاضطرابات والقتال.
ويضع إبراهيم جملة من المطلوبات، لإنقاذ الملايين الذين تأثروا بالحرب بإدخال المساعدات عبر ممرات آمنة، إلى جانب الضغوط القوية لوقف الحرب.
وضعت حرب السودان نحو 7.2 مليون شخص في خانة النزوح واللجوء وفقدان أصول بمليارات الدولارات
بالمقابل، يشرح المستشار السابق في منظمة دولية علي الحاج أحمد، جملة من الأسباب التي تجعل الوضع الإنساني في السودان مضطربًا، مثل عدم وجود ضغوط دولية على طرفي القتال لفتح الممرات وتنفيذ اتفاق جدة لعمل المنظمات في مناطق سيطرة الطرفين، وهو اتفاق موقع في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
ويرى الحاج، أن عدم وجود ممرات آمنة أدى إلى مفاقمة أسعار الغذاء والسلع، لأن الشاحنات تسلك طرق بديلة وبعيدة ومكلفة خاصة مع شح الوقود وارتفاع أسعاره.
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.