مجتمع

الخرطوم.. مرضى يستلقون على الأرض في انتظار العلاج

26 September 2024
Sick woman in Sudan.png
(أرشيفية)
محمد حلفاويصحفي سوداني

اضطر بعض المصابين بالملاريا والحُمّى في منطقة الجريف شرق بمحلية شرق النيل بالعاصمة الخرطوم إلى النوم على الأرض في فناء عيادات صحية جراء اكتظاظ العنابر بالمرضى، كما لم ينجُ المتطوعون من الوبائيات التي ضربت المنطقة.

مواطن: المواطنون في منطقة الجريف شرق يعملون بشكل جماعي لتوفير الغذاء للمطابخ الجماعية وتشغيل العيادة الصحية، لكن الظروف التي تحيط بهم أقوى

يقول مازن، وهو من سكان منطقة الجريف شرق، لـ"الترا سودان" إن العنابر مليئة بعشرات المرضى المصابين بالملاريا والحُمّى ونقص الدم والتيفوئيد، في ظل نقص المحاليل، خاصة محلول البنادول الذي يساعد على خفض الحُمّى.

ويرى مازن أن الأوضاع الوبائية وإصابة مئات الأشخاص بالملاريا والحُمّى المجهولة والتيفوئيد قد خرجت عن سيطرة المتطوعين الإنسانيين الذين يعملون في ظروف بالغة التعقيد.

وكانت غرفة طوارئ شرق النيل قد أشارت الأسبوع الماضي إلى وفاة 25 شخصًا بسبب الحُمّى والملاريا وعدم انتظام عمليات غسيل الكلى، وحذرت من أن الناس يفقدون حياتهم بسهولة مع عجزهم عن الحصول على الغذاء والدواء.

يقول مازن إن المواطنين في منطقة الجريف شرق يعملون بشكل جماعي لتوفير الغذاء للمطابخ الجماعية وتشغيل العيادة الصحية، لكن الظروف التي تحيط بهم أقوى؛ لأنهم لا يتحكمون مثل طرفي الحرب في الطرق والممرات لدخول القوافل التجارية التي تحمل السلع الغذائية والأدوية، إلى جانب انقطاع شبكة الاتصالات وخدمة الإنترنت منذ شباط/فبراير الماضي.

وتقع منطقة الجريف شرق في نطاق محلية شرق النيل الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وخلال الشهور الماضية انحسرت القوافل التجارية التي كانت تتحرك من شندي في نهر النيل وولاية الجزيرة بسبب انتشار عصابات النهب التي لها صلة بقوات الدعم السريع، ما أدى إلى شح الغذاء والدواء والسلع الاستهلاكية.

وكانت غرفة طوارئ الجريف غرب قد حذرت الثلاثاء من انعدام المحاليل الوريدية واكتظاظ العنابر بالمرضى وعدم وجود مساحات شاغرة لاستقبال مرضى جدد في العيادة الصحية التي يعمل فيها المتطوعون الإنسانيون والكوادر الطبية.

تفاقم الوضع الإنساني في الخرطوم والخرطوم بحري وأجزاء من أم درمان بشكل غير مسبوق خلال الشهرين الماضيين

وتفاقم الوضع الإنساني في الخرطوم والخرطوم بحري وأجزاء من أم درمان بشكل غير مسبوق خلال الشهرين الماضيين، ويقدر المتطوعون الإنسانيون عدد الوفيات بالمئات جراء الملاريا والحُمّى ونقص الغذاء، مما أدى إلى عدم مقاومة المصابين للأمراض لانخفاض المناعة.

وتقول الباحثة في العمليات الإنسانية نهلة حسن لـ"الترا سودان" إن المراكز الإنسانية التي تقدم خدمات الطعام والعلاج للمواطنين في أحياء الخرطوم تعاني من نقص الكهرباء والاتصالات والوقود، وتفتقر المعامل إلى المعينات اللازمة لتشخيص الأمراض.

وتضيف نهلة حسن أن المنظمات الإنسانية مطالبة بتوفير ألواح الطاقة الشمسية للمطابخ الجماعية والعيادات الصحية في أحياء الخرطوم وبحري وأم درمان، لتسهيل عمل المتطوعين والاستفادة من الطاقة الشمسية التي توفر الكهرباء.

وتابعت: "الطاقة الشمسية توفر تشغيل خدمة الإنترنت الفضائي ومختبر التشخيص في العيادات الصحية العامة التي تقع داخل مراكز الإيواء والمطابخ الجماعية، كما توفر الطاقة عملية طهي الطعام من خلال توفير مواقد تعمل بالكهرباء بدلًا من الاعتماد على حطب الأشجار والتأثير على البيئة".

وأشارت إلى أن بعض الأشخاص لجأوا مؤخرًا إلى جلب الحطب للمطابخ الجماعية للحصول على وجبات الطعام، خاصة من لديهم القدرة على التجول في الأحياء والمرافق العامة وقطع الأشجار لغرض الطهي.

وترى نهلة حسن أن ما لا يقل عن ثلاثة ملايين شخص في الخرطوم وبحري وأم درمان على أعتاب مجاعة ووبائيات مثل الملاريا والحُمّى والكوليرا، والمجتمع الدولي عاجز عن فعل شيء ملموس ومستدام مثل تخصيص ممرات آمنة وتخصيص محطة حافلات معزولة عن العمليات العسكرية بمنع الطرفين من الاقتراب منها باعتبارها "منطقة آمنة" مخصصة لتوفير خدمات النقل للنازحين بأسعار معقولة.

باحثة: الملاريا فتكت بحوالي خمسة آلاف شخص في الخرطوم وبحري

وأشارت إلى أن الملاريا فتكت بحوالي خمسة آلاف شخص في الخرطوم وبحري، وأغلبهم لم يحصلوا على العلاج، ومنهم من فارق الحياة متأثرًا بالمرض، خاصة المسنين والأطفال.

وأضافت: "المجتمع الدولي يتعامل مع أزمة السودان بنوع من التجاهل، لأن مجلس الأمن الدولي عاجز تمامًا في ظل تقاطع المصالح الدولية والإقليمية في ردع الطرفين لتوفير الممرات الآمنة لدخول الإغاثة"، مشيرةً إلى أن المجتمع الدولي عاجز أيضًا عن تمويل خطة إنسانية لعام 2024 بقيمة ملياري دولار، وقد رصدت الأمم المتحدة 30% فقط من التمويل المطلوب.

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert