مجتمع

الحرب تطيل معاناة مواطني دارفور.. تدهور الأوضاع في مليط

26 أبريل 2024
نزوح - نازحات - الحرب دارفور.jpg
تتزايد حركة النزوح في ظل استمرار المعارك (أرشيفية)
محمد حلفاويصحفي سوداني

تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير في مدينة مليط بولاية شمال دارفور، وامتدت التأثيرات إلى مدينة كبكابية مع حركة نزوح لا تهدأ وسط المدنيين وقد تكون الأكبر من نوعها منذ اندلاع الحرب في السودان.

مليونا نازح في دارفور تضاعف الحرب معاناتهم منذ سنوات طويلة

وكانت الاشتباكات دارت بين الجيش والقوات المشتركة من جهة ضد الدعم السريع في مليط وأطراف مدينة الفاشر قبل أسبوع، في ذات الوقت اجتاحت مليشيات موالية للدعم السريع القرى حول هذه المدينة وقتلت (20) مواطنًا.

وقال عامل في منظمة إنسانية لـ"الترا سودان"، إن وصول شاحنات الإغاثة إلى شمال دارفور مطلع آذار/مارس الماضي، رغم أنه تطور ملحوظ لمعالجة الوضع الإنساني في شمال دارفور، إلا أن الأزمة الإنسانية في مدينة مليط غربي الفاشر أطلت برأسها. لكن ما تحقق من تقدم في الوضع الإنساني في إقليم دارفور نقطة في محيط كبير من الصراع المسلح وتفشي الجوع.

القوافل الإنسانية التي وصلت إلى إقليم دارفور خلال آذار/مارس الماضي، وكأنها لن تتكرر قريبًا نتيجة صعوبة إبرام اتفاق بين الجيش والدعم السريع، إذ أن الثقة تكاد تكون بينهما "صفرية".

يعزز غياب الآمال بشأن وصول الإغاثة على خلفية انعدام الممرات الآمنة حالة من اليأس وسط المدنيين في إقليم دارفور، مئات الآلاف من المواطنين لا زالوا في مدن مثل زالنجي ونيالا والجنينة، وهي مدن تقع تحت سيطرة الدعم السريع يعيشون كما لو كانوا من سكان لم تكف الحرب عن تحويل حياتهم إلى جحيم.

في مدينة نيالا التي سيطرت عليها الدعم السريع منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، يقول عبد الرحمن، لـ"الترا سودان"، إن الدعم السريع لم تتمكن حتى الآن من جعل الحياة ممكنة؛ ليس بإمكانهم فعل شيء لأن غالبية عناصر طبيعة هذه القوات الميول نحو العنف والقتل والنهب.

يعتقد عبد الرحمن أن الدعم السريع "ظاهرة غير طبيعية" ولا يمكن التعايش معها لأنها مهما تحدثت بشكل إيجابي ووعود لا بد للجنود أن يرتكبوا الانتهاكات بحق المدنيين.

عقب استيلاء الدعم السريع حاول مواطنون التعايش مع الوضع وقاموا بحملات نظافة وجمع للمخلفات العسكرية بشكل بدائي دون الاستعانة بالفرق العسكرية المتخصصة في مكافحة التفجيرات قبل نهاية العام الماضي، لكن الأنباء الوارد من نيالا لا تشير إلى أن الحياة تسير بصورة طبيعية.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية حذرت الأربعاء، من نقل الحرب إلى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ومع توسع معارك الجيش نحو المصفاة وولاية الجزيرة فإن سقوط هذه المدينة على يد الدعم السريع يثير مخاوف المواطنين هناك.

يؤكد أبو بكر وهو ناشط إنساني في الفاشر لـ"الترا سودان"، هدوء الوضع في الفاشر منذ يومين وتوقف المعارك العسكرية المباشرة سوى بعض المناوشات بين الحين والآخر.

بالمقابل لا يثق أبوبكر عما إذا كانت الأوضاع ستكون على هذا النحو مع تحذير دولي من هجوم وشيك على الفاشر، ومع تقارير عن حشد الدعم السريع حول الولاية.

وتضم مدينة الفاشر مخيم أبوشوك للنازحين ولا زال أكثر من نصف مليون نازح يقيمون فيه، وتضاعف الحرب التي اندلعت منذ عام معاناة هؤلاء الأشخاص، فبينما كان المأمول أن ينهي اتفاق جوبا الموقع بين الحركات المسلحة والحكومة الانتقالية في العام 2020 معاناة مليوني نازح في إقليم دارفور، لكن يبدو أن وضعًا إنسانيًا هو الأعقد منذ سنوات لا يزال في انتظارهم ما لم تطرأ تطورات تعجل بمحادثات السلام بين الأطراف العسكرية في السودان.

في تشرين الأول/أكتوبر 2020، وقعت الحكومة الانتقالية برئاسة عبدالله حمدوك اتفاق سلام جوبا مع الحركات المسلحة وهي حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة تحرير السودان "المجلس الانتقالي" برئاسة الهادي إدريس، وتجمع قوى السودان برئاسة الطاهر حجر وبموجب هذا الاتفاق عينوا في مجلس السيادة والسلطة المدنية خلال فترة عبدالله حمدوك.

ورغم استمرار مناوي حاكمًا لإقليم دارفور حتى الآن بموجب اتفاق جوبا وجبريل إبراهيم وزيرًا للمالية، حتى خلال فترة الحرب إلا أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قام بإعفاء الطاهر حجر والهادي إدريس من عضوية مجلس السيادة الانتقالي الذي عينا فيه بموجب اتفاق جوبا.

أعلن الهادي إدريس والطاهر حجر الوقوف على مسافة واحدة من الجيش والدعم السريع خلال الحرب وعدم الانحياز إلى أي طرف

وأعلن الهادي إدريس والطاهر حجر الوقوف على مسافة واحدة من الجيش والدعم السريع خلال الحرب وعدم الانحياز إلى أي طرف بينما أعلن مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم، التحالف مع الجيش ودفعا بقواتهم إلى جبهات القتال منذ شهرين.

الكلمات المفتاحية

شارع السينما - نيالا (ويكيميديا).jpeg

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل 

تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.


Ramadan Charity Kitchen.png

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع

من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم


مسحراتية في السودان.jpg

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع

بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.


Sudanese Iftar in Egypt.png

في شهر رمضان.. إفطارات الشوارع من السودان إلى مصر

أول يوم في شهر الصيام، في الأول من آذار/مارس 2025، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للسودانيين، بنقل موائد الإفطار إلى شارع فرعي في العاصمة المصرية، للعام الثاني على التوالي، وهي عادة تسمى "الضرا".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert