ثقافة وفنون

التأشيرة والمتأخرات المالية تُبعد دور النشر السودانية عن معرض القاهرة للكتاب

13 فبراير 2025
معرض القاهرة الدولي للكتاب.jpg
معرض القاهرة للكتاب (أرشيفية)
منصور الصويم
منصور الصويمكاتب من السودان

تواجه دور النشر السودانية صعوبات كبيرة وهي تحاول المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب "23 كانون الثاني/ يناير – 5 شباط/فبراير 2025"؛ أحد أكبر وأشهر معارض الكتاب في المنطقة العربية، إذ تقف تأشيرات السفر عائقًا أمامهم، إضافة إلى اشتراط من إدارة المعرض بسداد متأخرات مالية، تعود إلى العام الماضي.

صاحب دار المصورات: هذا العام لا توجد مشاركة بالمعنى المعروف لدور النشر السودانية

وبرغم الحرب العنيفة المندلعة في في السودان منذ نحو عامين، لم تتوقف دور النشر المحلية عن رفد المكتبات بالمؤلفات الجديدة، لمؤلفين سودانيين، سواء في الأدب، أو الفكر والسياسة، وأصناف الكتابة الأخرى، منطلقة من بلدان أخرى لجأ إليها أصحابها، ومن داخل مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية للبلاد.

تأشيرة ومتأخرات

يقول صاحب دار المصورات للنشر، أسامة عوض الريح، لـ"الترا سودان": "هذا العام لا توجد مشاركة بالمعنى المعروف، لدور النشر السودانية، في معرض القاهرة للكتاب، فالجميع حرموا، وذلك لأسباب مختلفة، أولها هو عدم منح التأشيرات لأصحاب الدور. والثاني هو أن على جميع دور النشر السودانية، مديونيات من العام الماضي، وأسبابها مفهومة نسبة للظروف التي مررنا بها بعد الحرب".

ويضيف أسامة: "لذا المشاركة، إن حدثت، فستكون ضعيفة جدًا، فأنا، مثلًا، أتاح لي وجودي في القاهرة مسبقًا، وعبر مجهود شخصي، تمكنت من حجز جناح خاص بالدار، مع وعد بتسديد كافة مديونيات السنة السابقة لإدارة المعرض".

بدأت السلطات المصرية بالتشدد في منح التأشيرة للسودانيين، منذ اندلاع الحرب في بلادهم قبل 21 شهرًا، وتشترط على من يريد تأشيرة دخول، الحصول على ما يعرف بـ"الموافقة الأمنية"، وهي إجراء معقد يصعب إكماله، كما أنه دخل السوق الموازية، بحسب أصحاب وكالات السفر، وأصبحت أسعاره خارج قدرة السودانيين المالية.

محاولات للحاق بالمعرض

يسابق الدكتور أحمد يعقوب، مدير "دار الموسوعة الصغيرة" للنشر، الزمن، في محاولة للحصول على تأشيرات دخول إلى مصر، وبالتالي المشاركة في معرض الكتاب.

ويقول لـ"الترا سودان": "هذه ستكون المشاركة الأولى للدار منذ تأسيسها العام الماضي، هذا إذا تكللت مساعينا بالنجاح طبعًا، ونستعد للمشاركة بقوة، وبنخبة متميزة من المؤلفات، في الرواية والشعر، والفكر والتاريخ والسياسة، لمؤلفين معروفين لدى القارئ السوداني، وآخرين جددًا من الكتاب الشباب.

تأسست دار "الموسوعة الصغيرة" للنشر، في العام 2024 في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، وتركز بشكل كبير على النشر السوداني، وتتخير، مثلما يقول مديرها، على الكتابات النوعية، التي يمكن أن تشكل إضافة حقيقية للثقافة والفكر السوداني، وتسهم بالتالي بطريقة أو أخرى، في حل إشكالات الواقع السوداني المتفاقمة، فالأزمة مثلما يرى "في الأساس أزمة ثقافية وفكرية، أودت بالسودان إلى هذا المأزق".

يضيف أحمد يعقوب: " مؤلفاتنا متنوعة، مثلما ذكرت، ففي الرواية مثلًا هناك كتاب للروائي السوداني العالمي، عبدالعزيز بركة ساكن (الغراب الذي أحبني)، والروائي المعروف محمد خير عبدالله، برواية (مذكرات شاعر ميت)، إضافة إلى (سرادق عزاء أزرق)، وهي مجموعة قصصية للقاص الشاب عثمان الشيخ. أما في الفكر فهناك مؤلف (من القبيلة إلى الدولة) لأحمد يعقوب، و(محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان) للدكتور عبدالله الفكي البشير، وغيرها من المؤلفات الأخرى في الشعر والمراسلات، والإعلام.

يأمل ناشر الموسوعة الصغيرة، في أن ينال هو وفريقه العامل تأشيرة الدخول لمصر، قبل انقضاء الوقت المحدد للمعرض، أما الروائية والناشرة سارة الجاك، صاحبة "دار الفأل للنشر"، فتقول إنها اختصرت الطريق، واتفقت مع دار نشر مصرية، على عرض مطبوعات الدار في معرض هذا العام.

وتقول سارة لـ"الترا سودان" إن "دار الفأل" تأسست في العام 2017، وتمكنت من نشر عدة عناوين، اختيرت بعناية، فالدار تعمل ضمن "مشروع مؤسسة الفال الثقافية"، وهو مشروع تثقيقي طموح، يركز على التدريب والتوريش، لرفع مقدرات الشباب من الكتاب.

وتضيف: "بالطبع توقفنا بعد اندلاع الحرب، إلا إننا تمكننا العام الماضي، من استئناف نشاطنا بعد انتقالي إلى سلطنة عمان". وتأمل سارة أن تجد كتب الدار فرصتها في العرض والاقتناء، ومنها رواية "سمهاني" لعبد العزيز بركة ساكن، و"سوميت ونساء الحرب" لنهلة البدري، إلى جانب الأعمال التي صدرت مؤخرًا مثل كتاب "حريم الطيب صالح - دراسة نقدية" لميسون عبدالحميد، و"مرفعين الليل"، مجموعة قصصية لحامد بخيت الشريف.

حلول سودانية

ناشر "دار الكنداكة للنشر"، الكاتب والناقد، صلاح عوض الله النعمان، يؤكد أن دارين فقط من دور النشر السودانية، تشاركان في معرض هذا العام، هما دار المصورات ودار جامعة الخرطوم – شبه الحكومية. مرجعًا ذلك في إفادته لـ"الترا سودان" إلى غلاء سعر إيجار الأجنحة داخل المعرض، وصعوبة التأشيرة.

ناشر دار الكنداكة: دور النشر في السودان منيت بخسائر فادحة بعد اندلاع الحرب

ويضيف النعمان: "من المعروف أن دور النشر في السودان، منيت بخسائر فادحة بعد اندلاع الحرب، مخازن كاملة نهبت أو احترقت، وخسائر مالية كبيرة جراء الالتزام للمطابع والكتاب وطواقم التحرير وغيره".

ويتابع بقوله: "الرائج أن سعر المتر للجناح بالمعرض يفوق الـ130 دولارًا، وهذا بلا شك مبالغ طائل لأناس في مثل ظروفنا. أما عني فقد اتفقت مع دار جامعة الخرطوم على عرض منشوراتي من كتب سودانية، منها كتابان نقديان لشخصي، وكتاب عن النقابات السودانية لمحجوب كناري، وشعر لمحمد الحسن فرح الشيخ، ومجموعة قصصية للقاصة والمسرحية سلمى الشيخ سلامة، وكتب أخرى".

ويقول النعمان، إنهم يفكرون، كناشرين، بعد انتهاء معرض القاهرة للكتاب، في عمل معرض خاص للسودانيين، داخل أحد المراكز الثقافية، لأسباب منها بعد المعرض عن مركز المدينة، وهو مشوار قد يكون صعبًا على أكثر السودانيين الموجودين في القاهرة، وأيضًا مراعاة لظروف الناس، وأغلبهم لاجئون يعانون من ضوائق مالية، وأيضًا هي محاولة لتعويض الناشرين السودانيين عن ضياع فرصة المشاركة في المعرض الأكبر".

يختم ناشر المصورات، أسامة الريح إفادته لـ"الترا سودان" بقوله: "خسرنا الكثير خلال العامين الماضيين، ونحاول الآن التعويض باللجوء إلى أساليب تخفف علينا عبء الطباعة والنقل، مثل طباعة عدد محدود جدًا من نسخ الكتاب، وفي حال كان عليه إقبال من القراء، نزيد بعدها في العدد، بحسب الطلب".

يوجد في العاصمة المصرية القاهرة الآلاف من السودانيين، الذين وصلوا إليها بعد اشتعال الحرب في السودان في الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023، يحلم بعضهم بزيارة معرض القاهرة للكتاب، واقتناء مؤلفات لكتاب سودانيين، قد تتوفر في دور نشر عربية ومصرية، في ظل غياب دور النشر السودانية عن المشاركة. 

الكلمات المفتاحية

مسلسل اقنعة الموت.jpg

الدراما السودانية في رمضان.. "سمفونية القتل والتشريد"

تسعى الدراما السودانية في رمضان 2025، للمّ شمل السودانيين في مناطق النزوح واللجوء عن طريق تقديم أعمال تعكس الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد، بعد أن غطت نيران الحرب على حياة المواطنين وأصبح العنوان الأبرز هو القتل والتشريد.


معرض كتاب القاهرة ومشاركة دور نشر سودانية فيه.png

معرض كتاب مصغر للمؤلفات السودانية بدار تجمع الفنانين في القاهرة

أعلنت مجموعة من دور النشر السودانية عن إقامة معرض كتاب مصغر للناشرين والكتاب السودانيين في العاصمة المصرية القاهرة، خلال الفترة من "10 إلى 17"  من شهر رمضان المكرم.


غلاف مذكرات جثة منتفخة بالحياة.jpg

"مذكرات جثة منتفخة بالحياة" نصوص قصصية تنبش في أعماق الحرب

عن "دار زهرات البيدر للنشر" وتنسيق وإشراف منصة "منتدى السرد والنقد"، صدرت المجموعة القصصية "مذكرات جثة منتفخة بالحياة"، ويضم الكتاب خمس نصوص عن الحرب، لنخبة من كُتاب وكاتبات القصة، مصحوبة بدراسات نقدية من أقلام مُفكرة.


ثلاث روايات سودانية .jpg

أسئلة حارقة: ثلاث روايات تناولت الحروب في السودان

الحرب واحدة من الموضوعات الرئيسية التي اشتغلت عليها الرواية السودانية، لاسيما كُتاب ما بعد "الجيل التسعيني"، الجيل الذي تزامن اشتغاله بالسرد مع اتساع رقعة الحروب في السودان، وتأزم الأوضاع عامة في البلاد، قبل أن تصل مرحلة الانفجار الكبير في حرب الخامس عشر من أبريل 2023.

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert