إليك التفاصيل الكاملة للرحلة من السودان وحتى أديس أبابا
21 مايو 2023
منذ بداية الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة في العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات، قرر العديد من السودانيين مغادرة البلاد، خاصةً السودانيون المهاجرون، والذين لديهم أعمال وإقامات خارج البلاد.
ولكن نسبة لتوقف حركة الطيران، اضطر هؤلاء الذين يحاولون مغادرة البلاد إلى السفر عبر المعابر البرية إلى الدول المجاورة، بغرض السفر جوًا من هناك أو الإقامة حتى تهدأ الأحوال في مناطق الاشتباكات التي فروا منها.
"الترا سودان" استطلع عددًا من المغادرين إلى إثيوبيا لمعرفة التفاصيل الكاملة لهذه الرحلة التي ينوي العديد من الناس خوضها في طريق مغادرتهم للبلاد إلى وجهاتهم النهائية وأماكن إقامتهم وعملهم بالخارج
وكانت وكالات الأمم المتحدة العاملة في المجال الإنساني، قد أكدت تجاوز النازحين من الحرب في السودان أكثر من مليون شخص، أجبروا على الفرار حفاظًا على حيواتهم من الحرب الدائرة في العديد من المدن السودانية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
وواجه العديد من السودانيين بعض العوائق في طريقهم، أهمها الإجراءات والتكاليف المالية لرحلة من هذا القبيل، كما انتشرت تساؤلات على مواقع التواصل عن تفاصيل الرحلة والوقت الذي تستغرقه. واستجابةً لذلك استطلع "الترا سودان" عددًا من المغادرين إلى إثيوبيا لمعرفة التفاصيل الكاملة لهذه الرحلة التي ينوي العديد من الناس خوضها في طريق مغادرتهم للبلاد إلى وجهاتهم النهائية وأماكن إقامتهم وعملهم بالخارج.
مطلوبات السفر
في البدء يجب أن يكون بحوزة الشخص جواز سفر إلى جانب إقامة أو تأشيرة لدولة أخرى غير إثيوبيا كي يتمكن من عبور الحدود. وتطالب السلطات الإثيوبية بذلك -بحسب مصادر- لضمان أن القادمين ليسوا لاجئين، وإنما عابرون إلى دول أخرى مستغلين مطار أديس أبابا أو المعابر الحدودية الإثيوبية لدول أخرى لديهم إقامات فيها أو تأشيرات سارية.
في حال عدم توفر تلك الوثائق يمكن للفارين من أتون الحرب ومناطق الاشتباكات العنيفة التسجيل في الحدود كلاجئين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التي لديها ومنظمة الهجرة الدولية مكاتب هناك، حيث يمكن للشخص متابعة الإجراءات لديهم.
خطة الرحلة
خطة الرحلة إلى أديس أبابا هي كالآتي: من القضارف إلى القلابات، ومن القلابات عبر الحدود إلى المتمة الحبشية، ومن المتمة الحبشية إلى قندر في إقليم أمهرا الإثيوبي، ومن قندر عبر الطيران أو البر إلى أديس أبابا، ومن هناك يمكن المغادرة إلى الوجهة النهائية للشخص المقيم في دولة أخرى أو لديه تأشيرة سفر إلى مكان آخر.
إجراءات القضارف
تبدأ الرحلة إلى إثيوبيا بالوصول إلى مدينة القضارف، حيث يتعين على المغادرين، عبر معبر القلابات الحدودي، الحصول على وثيقة "فحص أمني" من إدارة الجوازات والهجرة والجنسية هناك.
وللحصول على وثيقة "الفحص الأمني" التي تبررها السلطات بغياب الفحص الأمني المركزي "الفيش" في ظل إطلاق سراح آلاف المساجين في الخرطوم - يتعين على المسافر جلب ضامن من مدينة القضارف، وتأخذ السلطات صورة من بطاقته الشخصية ويجب أن تكون البطاقة صادرة عن سلطات الولاية نفسها. وتأخذ شرطة الجوازات توقيعه وبصمته على ورقة توضح ضمانته للشخص المغادر بمعرفته الشخصية. هنا تؤكد السلطات للضامن أنه سيلاحق قانونيًا في حال ثبت لاحقًا أن الشخص الذي ضمنه مطلوب في جريمة أو هارب من السجن أو لديه أي من الموانع التي تحظر سفره إلى خارج البلاد.
بعد الحصول على هذه الوثيقة التي تكلف من (500) إلى خمسة آلاف جنيه، يغادر المهاجرون والمقيمون بالخارج إلى معبر القلابات الحدودي عبر المواصلات السفرية في محطة "الكودة" بالقرب من السوق الرئيسي. تكلف هذه الرحلة التي تستغرق من ثلاث إلى أربع ساعات نحو سبعة آلاف جنيه، تزيد أو تنقص بحسب المركبة وحجم متاع الراكب.
الإجراءات في القلابات
ما أن يصل الشخص الذي ينوي الدخول عبر هذا المعبر إلى إثيوبيا، يجد أمامه إدارة الجوازات والهجرة والجنسية في الجانب السوداني من المعبر. في هذه الإدارة يستلم المسؤولون هناك الفحص الأمني، وتتم أرشفة هذه الوثيقة مع صورة من الجواز.
يتأكد المسؤولون هنا من وثيقة التأشيرة أو الإقامة في دولة أخرى غير إثيوبيا، وبعد أرشفة الوثائق تختم الإدارة على جواز المسافر ختم الخروج من السودان.
بعدها يمكن العبور إلى الجوازات الإثيوبية عبر الحدود على بعد أمتار قليلة من الجوازات السودانية. هناك يتحقق المسؤولون الإثيوبيون أيضًا من التأشيرة لدولة أخرى أو الإقامة، ولا يسمح لمن ليس لديهم هذه الوثائق بالحصول على التأشيرة الإثيوبية.
التأشيرة الإثيوبية في المعبر تكلف (80) دولارًا، والإجراء نفسه لا يأخذ أكثر من ربع ساعة إلى نصفها.
المغادرة إلى قندر
عقب الحصول على التأشيرة يمكن للشخص قضاء بقية اليوم في المتمة الحبشية أو القلابات السودانية إذا تأخر الوقت وغادر الطوف الذي تفرضه السلطات الإثيوبية على الحافلات السفرية المغادرة إلى قندر، المدينة التي تبعد نحو ثلاث إلى أربع ساعات من المتمة.

المتمة الحبشية منطقة خطرة بعض الشيء -بحسب إفادات المغادرين- وينتشر النصب والاحتيال والنهب في هذه المنطقة، ولذلك يفضل عدم قضاء كثير من الوقت هناك.
الرحلة من المتمة إلى قندر تكلف نحو (500) بر إثيوبي، أي نحو (3,250) جنيهًا سودانيًا، إذ يعادل البر (6.5) جنيهات في السوق الموازية.
من قندر إلى أديس أبابا
توفر الخطوط الجوية الإثيوبية مجموعة من الخيارات، ويمكن المغادرة من قندر مباشرةً إلى مجموعة من الدول عبر المطار هناك. وتنطلق من قندر خمس إلى سبع رحلات يوميًا إلى أديس أبابا، وتكلف الرحلة نحو (8,000) بر، أي ما يعادل نحو (52) ألف جنيه سوداني، ويمكن أيضًا الاستفادة من تخفيضات تطرحها الخطوط الإثيوبية عبر تطبيقها للهواتف الذكية تقلل من قيمة التذكرة بقدر كبير.

في أديس يمكن الإقامة لأيام لضمان الترتيبات للمغادرة إلى الوجهة النهائية، حيث تطالب بعض خطوط الطيران بأن يكون مع المغادر قدرًا من المال بالدولار، كما قد يسأل الشخص من تذكرة عودة، وغيرها من الأمور التي قد تحتاج بعض الوقت للتأكد منها وإنجازها.
ملاحظات مهمة
ربما تطرأ بعض التغييرات في الإجراءات بعد تحرير هذه المادة، ولكن الإجراءات العامة والمطلوبات ظلت ثابتة طوال الفترة الماضية دون تغييرات تذكر.
ينتشر الاحتيال والسرقة والنهب طوال هذا الطريق، وقد يفقد الشخص متعلقات قيمة مثل جواز السفر أو جميع الأموال التي بحوزته إن لم يكن حذرًا، لذلك من المهم الانتباه إلى جميع التفاصيل والبقاء في حالة يقظة، وعدم إكثار الحديث مع الناس وإبراز الهواتف والمقتنيات في الأماكن العامة.
هذه الرحلة قد تستغرق يومين إلى ثلاثة أيام
الشرطة الإثيوبية متعاونة بعض الشيء، ويمكن الاستعانة بها حال الحاجة إلى ذلك. ويجب التأكد من الأسعار قبل شراء أي شيء بالأخص في المتمة، والابتعاد عن الاستعانة بالذين يطرحون أنفسهم على أنهم يعملون في مجال السياحة، والأفضل التواصل مباشرة مع مقدمي الخدمات مثل السكن والمواصلات وغيرها.
هذه الرحلة قد تستغرق يومين إلى ثلاثة أيام، بحسب السرعة في إنجاز الإجراءات والحاجة إلى الراحة في الطريق إلى أديس أبابا، ولذلك قد تكون متعبة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. الأجواء أيضًا باردة وماطرة في إثيوبيا هذه الأيام وفقًا للمهاجرين الذين استطلعهم "الترا سودان"، ويجب التحسب لذلك جيدًا.
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.