أم درمان.. حياة تحت القصف
13 فبراير 2025
لا يفارق القلق مواطني مدينة أم درمان، سيما الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش في محلية كرري والأحياء العريقة، مع استمرار القذائف التي تطلقها قوات الدعم السريع. وفي بعض الأحيان، تستمر صباحًا ومساءً.
بسبب استمرار القصف المدفعي، اعتاد المواطنون على طقوس لحماية أنفسهم أثناء وقوع القذائف على أحياء أم درمان
"بدت" بالعامية السودانية تعني "بدأت"، في إشارة لبداية القصف المدفعي. هكذا يردد المواطنون في أم درمان حينما يسمعون الأصوات العالية للقذائف الصاروخية التي يصل مداها إلى أبعد المسافات، قاطعةً الكيلومترات. يعيش سكان أم درمان "حياة تحت القصف".
من خلف الجدران، تفكر صفية في كيفية التعامل مع الأصوات، وهي تتصبب عرقًا من فرط الخوف على أطفالها في الشقة السكنية الصغيرة التي حصلوا عليها من أحد أقربائها عقب النزوح من الخرطوم إلى أم درمان بحثًا عن الأمان.
"تاك تاك" تصف صفية صوت المدافع لحظة الانطلاق من الفوهات أو الارتطام بالمباني القديمة، في حرب لم يظن السودانيون أنها ستطرق ديارهم وسط البلاد بواسطة قوات شبه عسكرية كانت حليفة حتى آخر اللحظات مع الجيش والحكومة التنفيذية المركزية، واستحواذ قائدها على منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي.
تضيف صفية: "عادة نطفئ الإضاءة في المنزل عند بداية القصف، لاعتقادنا أو شعورنا أن الأماكن المُضاءة قد تكون هدفًا للقذائف، رغم أن هذه المعلومة قد لا تبدو معقولة في بعض الأحيان".
تفسر رواية هذه السيدة كيف أن المدنيين في السودان يلجأون إلى حلول فردية لحماية أنفسهم خلال العمليات الحربية المستعرة في البلاد منذ (20) شهرًا، مع تراجع ضغوط المجتمع الدولي لتوفير حماية مستمرة ومستدامة للمدنيين خلال النزاع المسلح.
شارع الوادي، أحد أكبر شوارع أم درمان، حيث سلسلة المتاجر والمطاعم، تعتقد ليلًا أن الحرب لا تدور في الأنحاء. هناك موقد شواء وآلة صنع الآيس كريم، وهذا شاب يعد السندوتشات من الفول والفلافل، والفتيات والشبان في حالة تسوق بين متاجر التجزئة.
هذه الأنشطة دفعت المواطنين إلى النزوح نحو هذه المنطقة الآمنة والواقعة تحت سيطرة الجيش، لكن القذائف الصاروخية التي تطلقها قوات الدعم السريع، وفق إفادات تنسيقية لجان المقاومة في كرري ومتطوعي مستشفى النو، تجعل الحياة عسيرة إلى حد كبير وتضعك في أي لحظة على لائحة الضحايا.
"لا تبقَ خارج المنزل، وأغلق الأبواب، ولا تتحدث بالهاتف"، طقوس أصبحت وكأنها تسري بين المواطنين في أم درمان في لحظات القصف المدفعي، الأكثر رعبًا بالنسبة للأطفال، إذ لم ينجُ العشرات من الإصابة وبتر الأطراف بسبب القذائف.
ليس بالإمكان في هذا الوقت طرح الأسئلة عن نوعية تسليح قوات الدعم السريع التي احتفظت بمناجم جبل عامر لسنوات طويلة وحصلت على مليارات الدولارات من شحنات الذهب التي صُدرت خارج البلاد دون أي مساءلة
ليس بالإمكان في هذا الوقت طرح الأسئلة عن نوعية تسليح قوات الدعم السريع التي احتفظت بمناجم جبل عامر لسنوات طويلة وحصلت على مليارات الدولارات من شحنات الذهب التي صُدرت خارج البلاد دون أي مساءلة من البرلمان أو الحكومة التنفيذية إبان حكم البشير. كما لم يكن ممكنًا للحكومة الانتقالية في عهد عبد الله حمدوك أن تتحرك في هذا الإطار مع الجيوش المنتشرة لهذه القوات في أرجاء العاصمة السودانية.
ولا تتوفر إحصائية رسمية عن عدد ضحايا القصف المدفعي في أم درمان، سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش، فيما يمكن الإشارة إلى أن متوسط الضحايا يصل إلى (15) شخصًا كل شهر.
وكان الأمين العام لوزارة الصحة بولاية الخرطوم قد أكد أن القصف المدفعي لقوات الدعم السريع على مناطق أم درمان يستهدف المدنيين، خاصة أثناء الفترة الصباحية، بينما يبحث المواطنون عن سبل كسب العيش.
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.